عمر خيرت.. وشؤون ثقافية

حوالي سنة فى الإتحاد

اختار مجلس أمناء جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورته الـ 17 الموسيقار عمر خيرت شخصية العام الثقافية لكونه أحد ألمع الموسيقيين العرب في عصرنا هذا. ويأتي تكريمه تقديراً لمسيرته الإبداعية التي امتدت عقوداً قدَّم خلالها أعمالاً موسيقية مهمة أحدث من خلالها نقلة نوعية في التأليف الموسيقي، والتي امتد أثرها إلى فنون أخرى، من بينها السينما والدراما العربية.ربما يبدي البعض دهشته بسبب إدراج الموسيقى كشأن ثقافي، وذلك على الرغم من حضورها الفاعل والمركزي في التراث الإنساني على مر التاريخ، غير أن مجلس أمناء الجائزة - وبهذا الاختيار - يرسي تقليداً مهماً يتجلى بتكريم المبدعين في عالم الثقافة ككل، والاحتفاء بمسيرتهم التي تخدم المجتمع والثقافة والفكر الإنساني.لا يخفى على أحد أن الموسيقى رغم ما لها من دور في تشكيل وعي ووجدان الناس؛ إلا أن حظها من التقدير لا يأتي على قدر أهميتها. لذلك أحسنت إدارة الجائزة حين قررت منح جائزة شخصية العام لمبدع استطاع أن يكرس اسمه ليس في عالم الفن العربي فقط، بل في عالم الثقافة أيضاً.حفل تكريم الموسيقار عمر خيرت جاء على هامش فعاليات معرض أبوظبي للكتاب بدورته الـ 32. ذلك المعرض الذي ينتظره الكثيرون سنوياً، من كتّاب وأدباء وباحثين وجمهور قارئ من مختلف الشرائح العمرية والاهتمامات.وفي هذه الدورة من المعرض تم اختيار الفيلسوف العربي بن خلدون (مؤسِّس علم الاجتماع) كشخصية محورية، وبالتالي تركّزت مجموعة من الحوارات والمناقشات والندوات على ابن خلدون، فتناولت مجمل تراِه، بما فيها أعماله الفلسفية والأدبية ونظرياته التي تُدرس وتُدرّس في أهم الجامعات وأعرقها نظراً لفرادتها وأهميتها وارتباطها بنشوء الدولة والمجتمع. في حين حلت تركيا ضيف شرف على المعرض، وذلك تقديراً لجهودها في الحركة الأدبية والفنية، ودورها الرائد في صناعة النشر.لكن اللافت في دورة المعرض هذه احتفاءه بالاستدامة تماشياً مع فكرة عام الإمارات 2023 - عام الاستدامة الذي يأتي تحت شعار «اليوم للغد». فجانب مهم من مبادرات وفعاليات وندوات المعرض عمدت إلى تسليط الضوء على أفضل الممارسات العالمية لدعم توجهات الاستدامة وذلك من خلال طرح نقاشات حول التغير المناخي وتعزيز الأمن الغذائي، وجلسات عصف ذهني ضمت مجموعة خبراء ومتخصصين بالبيئة والمناخ، وفيها تناولوا موضوع الأرض ومهددات الطبيعة ليخرجوا بحلول قد تسهم في وضع حد للأضرار الكبيرة التي تؤثر على المناخ بشكل عام، والكائنات الحية على وجه الخصوص.المعرض وكعادته يستضيف مجموعة من المفكِّرين والكتّاب والأدباء والناشرين من معظم أنحاء العالم، ويسهم في توفير قنوات تواصل بينهم وبين الجمهور من جهة أخرى، والطلبة من جيل الشباب من ضمن هذا الجمهور. كما يسعى - عبر دور النشر – إلى توفير العناوين التي يبحث عنها القارئ، ومع ذلك ما تزال الحاجة كبيرة وماسة للكتب العلمية، والتي قد لا تكون متوافرة كما ينبغي، والأسباب كثيرة، ولكن على رأس تلك الأسباب قصور حركة الترجمة العربية في هذا المجال.كل ما ذكرته في عُجالة يأتي في سياق واحد، وهو أن الإمارات باتت مكاناً جاذباً وجامعاً للناس من مختلف أصقاع العالم، وعلى اختلاف اهتماماتهم، وليس الجانب الثقافي أقل شأناً من بقية القطاعات، بل يساويها في الأهمية نظراً لما تقدّمه الثقافة من خدمة للمكان وأهله وسكانه، وتضفي عليه طابعاً فريداً، خصوصاً وأن جميع المؤسسات المعنية بالثقافة والفنون والعلوم، الإماراتية منها وغير الإماراتية؛ تعمل على إنتاج كل ما من شأنه أن يؤكد أن التنوع سمة من أبرز سمات الإمارات التي ترعى الموهوبين وتحتضن المبدعين. ولا شك أن كل ذلك يأتي في سياق واحد، وهو تعزيز القيم الإنسانية وتوطين الإبداع.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على