الأخبار معارضو فرنجية قرّروا المواجهة

١١ شهر فى ن ن أ

وطنية - كتبت صحيفة quot;الأخبارquot;: بات فريق المعارضين لوصول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إلى الرئاسة على قناعة بأن لا طريق لتقليص فرصه سوى بالتوصل سريعاً إلى اتفاق على مرشح منافِس. وحرصت مصادر هؤلاء أمس على التسويق بأن هذا الاتفاق بات quot;ناجزاًquot;، ولم يتبقّ له سوى quot;الإعلانquot; الذي سيكشف صدق النوايا من زيفها وهدف كل طرف منه، سواء كان جدياً أو مناورة أو ابتزازاً أو حرق أسماء، خصوصاً أنه كلما عُمّمت أجواء إيجابية تُعّمم عاجلها ما يشكك فيها، كإعلان رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، أول من أمس، أنه سيواصل طرح علامات استفهام حتى يرى بعينيه النائب جبران باسيل يقترع للوزير السابق جهاد أزعور.

في هذا الإطار، علمت quot;الأخبارquot; أن الأحزاب المسيحية الثلاثة أبلغت البطريرك الماروني بشارة الراعي أنها اتفقت، مع نواب آخرين، على ترشيح أزعور، وأن الراعي quot;أثنى على الخطوة وطلب الإسراع في الإعلان عنها، وهو ما يُتوقّع خلال الساعات الـ 48 المقبلة، خصوصاً أن الراعي يريد أن يحمل هذه الورقة إلى لقائه الأسبوع المقبل مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرونquot;. وبحسب مصادر معنية بالاتصالات، فقد أبلغ باسيل الوسيط الكتائبي، قبلَ ثلاثة أيام، quot;موقفه الحاسم من ترشيح أزعور، وهو سيعقد اجتماعاً قريباً لكتلته النيابية لبتّ الأمرquot;. ونُقِل عن باسيل أنه quot;يتوقّع التزام كل نواب التكتل بالقرار بعد صدورهquot;، على عكس ما تعتقده مصادر قواتية، خصوصاً أن quot;البحث مع حزب الطاشناق بدأ للتوّ، وقد أبلغ النائب هاغوب بقرادونيان المتصلين به بأن القرار لن يُتخذ قريباً، وسطَ شكوك من جانب داعمي أزعور بتراجع الطاشناق عن التزامه بدعم فرنجيةquot;.

وكشفت المصادر أن قادة قوى الاتفاق عقدوا، نهاية الأسبوع، اجتماعات منفصلة مع أزعور الذي زارَ لبنان لثلاثة أيام، quot;تخللها نقاش مطول مع رئيس حزب القوات سمير جعجعquot;. وقالت مصادر الأخير إن quot;الانطباع الأول إيجابي لجهة التصور الذي عرضه أزعور لمعالجة الأزمة الاقتصاديةquot;.
وبحسب المصادر المطلعة على المفاوضات، فإن quot;التوافق الشفهي يضمن لأزعور له حداً أدنى من الأصوات قريباً أو مطابقاً لأصوات فرنجيةquot;. وأوضحت أن أصوات أزعور ستتأتى من نواب quot;الجمهورية القويةquot; (19)، التيار الوطني الحر المضمونين (15)، الكتائب (4)، كتلة تجدّد (4)، إضافة إلى 6 نواب على الأقل من quot;التغييريينquot;، ومستقلين مثل غسان سكاف وبلال حشيمي وآخرين. وأعربت المصادر عن اعتقادها بأن quot;ترشيح أزعور سيفرض نفسه على الوسطاء الخارجيين، خصوصاً فرنسا، ويلزمها وقف الضغوط لمصلحة فرنجية، أقله علناًquot;. غير أنها استبعدت بأن quot;تغيّر فرنسا موقفها نهائياً من التسوية ربطاً بمصالحها التي تتجاوز الملف الرئاسيquot;. وبحسب المصادر نفسها، فإن quot;السعودية لم تحرك ساكناً إزاء التوافق على أزعور وأبلغت بعض المستفسرين بتمسكها بموقفها الحياديquot;.

على خطّ موازٍ، يقود كل من النائبين quot;التغييريينquot; مارك ضو ووضاح الصادق معركة أزعور داخل مجموعة quot;التغييرquot; نفسها. وبحسب مصادر معنية، يمارس الصادق وضوّ ضغوطاً على زملائهما للقاء أزعور كـquot;تكتّلquot;، وسطَ معلومات تؤكّد رفض النواب حليمة القعقور وإبراهيم منيمنة وسينتيا زرازير وفراس حمدان التصويت له. فيما اعتبر النائب ميشال الدويهي، في اتصال مع quot;الأخبارquot;، أنّ quot;اللقاء ضروري لمعرفة مواقف أزعور من ملفات أساسية في الاقتصاد كصندوق النقد وتوزيع الخسائر، وفي السياسة كمسألة سلاح حزب الله وعلاقات لبنان الخارجية وغيرها من القضايا الشائكةquot;، وquot;على أساسها اتخذ قراري بالتصويت له من عدمهquot;. أما منيمنة فوصف ما يحصل بأنّه quot;تكرار للصفقات السابقة ذات البنود المستترة في غرف مغلقة من دون تقديم أجوبة حول ملفات عديدة عالقةquot;.
ويبدو أن ترشيح أزعور قسّم المجموعة quot;التغييريةquot; إلى فريقين، أحدهما، بحسب المعارضين، quot;ارتضى أن يكون جزءاً من توافق الأحزاب المسيحية على مرشح يواجه مرشح حزب الله، ولا يمانع أن تكون أصواته من ضمن حلف طائفي، والتموضع مع أحد فريقي النزاعquot;، وآخر قرر quot;مواجهة المحورين اللذين يتقاسمان البلد، برفض التصويت لأزعور وكذلك لفرنجية، من منطلق أن ليس دورنا دعم فريق على حساب الآخرquot; كما تقول مصادره. هذا الواقع دفع، وفق المعلومات، بعض النواب quot;التغييريينquot; إلى quot;البحث في تشكيل إطار سياسي جديد له وزن سياسي وقاعدة شعبية، يكون حكماً خارجه الصادق وضو وربما الدويهي نظراً للاختلاف في الخيارات السياسيةquot;، فيما أفادت مصادر لـ quot;الأخبارquot; بأن quot;النائبين أسامة سعد وشربل مسعد قد يكونان من ضمن الإطار الجديدquot;.

وفيما لا يزال موقف كتلة quot;اللقاء الديموقراطيquot; مُلتبساً حول الترشيح نفسه، قال متصلون برئيس الحزب quot;المستقيلquot; وليد جنبلاط إنه لن يُعلن موقفاً في وقت قريب، وسينتظر نتائج جولة جديدة من الاتصالات الداخلية والخارجية على ضوء اتفاق المعارضة، وإنه أبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري أن موقف كتلته لن يكون quot;في جيب أحدquot;. ولفتت مصادره إلى أن quot;موقف الحزب من ترشيح أزعور لم يعُد كما في السابق، فجنبلاط أول من عرض ترشيحه لكنه سيسير فيه في حال كانَ مرشحاً توافقياً لا مرشح مواجهة مع الفريق الآخرquot;، ناصحة المعارضة بـ quot;عدم احتساب أصوات الكتلة التي ستلجأ للورقة البيضاء في حال احتدام الصراعquot;.
في المقابل، لا يزال الفريق الداعم لفرنجية يتعاطى مع الكلام عن اتفاق المعارضة على أنه مجرد مناورة لرفع سقف التفاوض في سياق لعبة الانتظار. وعبّر رئيس كتلة quot;الوفاء للمقاومةquot; النائب محمد رعد عن ذلك أمس قائلاً إن quot;المرشح الذي يتداول باسمه هو مرشح مناورة مهمته مواجهة ترشيح من دعمناه وإسقاطهquot;، داعياً الفريق الآخر إلى quot;التوقف عن هدر الوقت وإطالة زمن الاستحقاقquot;.

nbsp; nbsp; nbsp; nbsp; nbsp; ========

شارك الخبر على