الريحاني لموقع الـ tayyar.org "آن للبنان أن يكتشف من جديد إرثه الفلسفي الغني قديمًا وحديثًا"...
حوالي ٨ سنوات فى تيار
زينا خليل معوشي-
صدر حديثًا كتاب بعنوان محاور في فلسفة أمين الرَّيحاني عن مؤسسة الفكر اللبناني، منشورات جامعة سيّدة اللويزة. ويضم اثنين وعشرين بحثًا محَكّمًا من الأبحاث التي قُدِّمَت خلال المؤتمر الدولي حول فلسفة أمين الرَّيحاني والذي نظّمته مؤسّسة الفكر اللبنانيّ في جامعة سيّدة اللويزة بالتعاون مع برنامج أنيس المقدسي للآداب في الجامعة الأميركيّة في بيروت، حيث شارك فيه باحثون في الفلسفة والعلوم الإنسانيّة من احدى عشرة جامعة من لبنان والعالم العربي واستراليا وأوروبا والولايات المتحدة الأميركيّة.
وفي دردشة جراها موقع tayyar.org مع د. أمين ألبرت الريحاني وعن رأيه في هذا الحدث البارز الذي يسلّط الضوء، ولأوّل مرّة، على فلسفة أمين الرَّيحاني، قال للموقع : " آن للبنان أن يكتشف من جديد إرثه الفلسفي الغني قديمًا وحديثًا. وهذا المجلّد الضخم يشكّل موسوعة فلسفيّة أكتنز بها إرث أمين الرَّيحاني. ومن أبرز المزايا التي تتحلّى بها هذه الموسوعة: أوّلًا: أنّ أبحاثها جاءت مُحَكَّمة، وبالتالي تميّزت أبحاثها بالنزعة العلميّة الموضوعيّة الخالصة، ثانيًا: أنّ مراجعها جاءت غنيّة ومُعِدَّة لدراسات مستقبليّة حول الفلسفة الرَّيحانيّة كما تبلورت في نتاج الرَّيحاني الفكري والأدبي والسياسي، ثالثًا: لم تكتفي هذه الموسوعة بمراجع كلّ بحث، بل تجاوزته إلى مراجع الموضع العام في البحث الواحد، ثم الموضوع الخاص بكلّ محور وأخيرًا تبت بيبليوغرافي موثّق حول ما كتبه الرَّيحاني، بالعربيّة والإنكليزيّة، في سياق كل محور فلسفي من المحاور المطروحة".
وأجاب على سؤال آخر يتعلّق بجديد هذه الدراسات، فقال: "أن معظم الأبحاث التي تناولت فكر الرَّيحاني غير مسبوقة. من الأمثلة على ذلك: الرَّيحاني وعقلانيّة كانط وديكارت؛ فلسفة المثاليّة الألمانية في فكر الرَّيحاني، وتحديدًا كما وردت تلك المثالية مع هيغل وشوبنهاور وكانط وشلينغ؛ المدينة العظمة مقارنة مع المدينة الفاضلة عند الفارابي، وجمهوريّة أفلاطون، وفلسفة العمران لدى ابن خلدون وابن رشد؛ الوجه المشرقي اللبناني لفلسفة العلائية الأميركيّة مع إمرسون وثورو ووِتمن. النظرة العربيّة الحديثة لحقوق الإنسان وللمدنية المعاصرة."
وما المقصود بالـ "كتاب المحكّم"؟
قال الريحاني:" لقد درجنا في لبنان والعالم العربي على نشر كل ما يُلقى من محاضرات وأبحاث في مؤتمر جامعي أو حلقة دراسية لمؤسّسة فكريّة معيّنة. ما فعلته الآن مؤسسة الفكر اللبناني، وباقتراح من الجامعة الأميركيّة في بيروت، أنها أخضعت 31 بحثًا للمراجعة والتدقيق من قِبَل هيئة مُحَكّمة، وفق "آليّة التقييم الأعمى" أي مراجعة النصوص المرقّمة من دون أسماء كُتّابها. هذه التصفية انتهت إلى قبول 22 بحثأ صالحًا للنشر بعد التعديلات المطلوبة. بهذا المعنى أتى الكتاب الموسوعي المذكور مرجعًا رئيسًا من مراجع الدراسات الرَّيحانيّة."
كيف تشكّلت اللجنة المذكورة؟
أشار الريحاني إلى أنّه اتبع المعايير الأكاديميّة التي تطبق في الخارج، في مثل هذه الحالات. أي تم البحث عن أبرز الباحثين في فكر الرَّيحاني وأدبه من لبنان والعالم العربي وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركيّة. وقال أنّ : " جميعهم سبق لهم أن اشتركوا في لجان تحكيمية مماثلة بواحدة، أو أكثر، من اللغات الأكثر تداولًا في الدراسات الرَّيحانيّة، أي العربيّة والإنكليزيّة والفرنسيّة. وهذا ما يضاعف من قيمة الكتاب وما يجعله مرجعًا من المراجع الرئيسة في موضوعه. "
لماذا لا تتّبع سائر الجامعات والمؤسسات الفكريّة مثل هذه الطريقة العلميّة والموضوعيّة؟
ردًا على السؤال قال الريحاني:" نتمنى أن تعمّ هذه الطريقة جميع المؤسسات الجامعيّة والبحثية في لبنان والعالم العربي. فحين نقوم بإحصاءات حول عدد الكتب المنشورة في سنة معينة وفي دولة محددة، يبقى الإحصاء منقوصًا إذ لا يشكّل مؤشرًا موضوعيًّا عن نوعيّة الإنتاج الفكري بل يكتفي بالمؤشر الكمي. وهذا ما يجب تخطّيه إذا شئنا تفضيل النوعيّة على الكميّة".
كما تجدر الإشارة إلى أن الأبحاث المنشورة في الكتاب أُعِدَّت بواحدة من اللغات الثلاث: العربيّة أو الإنكليزيّة أو الفرنسيّة ، والبارز في هذا الكتاب الموسوعيّ ما يتضمّنه من مقارنات ثريّة بين الرَّيحاني وعدد من الفلاسفة العرب والعالميّين واتجاهاتهم الفلسفيّة: كفلسفة العمران عند ابن خلدون وابن رشد، والمدينة الفاضلة عند الفارابي وجمهوريّة أفلاطون، وصوفيّة الحلّاج وابن إدريس، وعقلانيّة أرسطو وديكارت، ونقديّة كانط، ومثاليّة هيغل، وشوبنهاور، وأخلاقيّة سبينوزا، وعلائية بيرك وأمرسون، وعلمانيّة فرح أنطون، ووجوديّة سارتر، وتحوّلات هايدغر الفلسفيّة تجاه معضلة الزمن