شاهدتُ لكم في مهرجان أفلام السعودية “ملك الصحافة” وقصة السديري

حوالي سنة فى البلاد

حصد مؤخراً الفيلم الوثائقي السعودي “ملك الصحافة” الذي شاهدته في الدورة التاسعة من مهرجان أفلام السعودية والذي يحكي مسيرة الراحل تركي السديري رئيس تحرير جريدة الرياض جائزة النخلة الذهبية لجائزة لجنة التحكيم، الذي أخرجه وأنتجه الشقيقان حسن وعلي سعيد، وفي الفيلم نشاهد تركي السديري يعيش معنا من خلال أحداث الفيلم المتقن والذي بلاشك سيكون له مستقبل في المهرجانات الدولية.

يأتي الفيلم الوثائقي من إنتاج “ثرو لايت” و”ضوء” و”ظل” للإنتاج الإعلامي المرئي والمسموع، والمنتج علي سعيد وحسن سعيد، وكاتب المحاور علي سعيد.

كان للسديري رائد الصحافة في الخليج، مهنة امتدت لعقود وأكسبته شهرة واسعة النطاق، حيث عمل السديري 4 عقود في صناعة الإعلام في المملكة، وبدأ حياته المهنية كصحافي، ثم انخرط في مجالات أخرى من التقارير، وشقّ طريقه لإدارة الصحيفة كنائب لرئيس التحرير وبعد ذلك كرئيس تحرير ولُقِّب بـ”ملك الصحافة”، من الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود “طيب الله ثراه”.

بحسب مخرج العمل علي سعيد، الفيلم يتناول التجربة المؤثرة للراحل تركي السديري على امتداد نصف قرن، يسردها نخبة من نجوم الصحافة والثقافة، بكل سحر وجاذبية، ويؤكد أنه مثل جميع الصحافيين في العالم، قد تأثر بوفاته كثيراً لدرجة أنه قرر التعاون مع شقيقه التوأم حسن سعيد، لإخراج وإنتاج فيلم وثائقي عنه خصوصاً بعد عمله لفترة في جريدة الرياض، وقام هو وأخوه بدراسة الفيلم لمدة عامين وأكثر، وقاما بالبحث الدقيق ما بين دبي ولندن والسعودية وبالطبع بمساعدة صحيفة الرياض والمجموعة السعودية للأبحاث والتسويق في الأرشيف والمتابعة في رحلة جميلة جاءت إلينا في الشاشة الكبيرة، ونحن نشاهد ابنه مازن السديري والذي كشف لنا في الفيلم الكثير من الحقائق والأسرار التي تعلن لأول مرة بعد وفاة والده، ومنها استهدافهم في لندن إبان مواجهة المملكة موجة الإرهاب، وغيرها من الأحداث، وحكى لنا القصة الحقيقية لحياة والده منذ البداية إلى رحيله الحزين، خصوصاً في المشهد الأخير من الفيلم ونحن نشاهد السديري يتوجه إلى مقر عمله وهو لا يعرف أين مكتبه بصورة درامية للقصة وصورة موضوعية وإعطاء الجمهور الفرصة أو المساحة للحكم على محاكمته الفعلية كقائد وكصحافي وككاتب كان يهاجم العنصرية والشللية والطائفية بشهود من حوله، أثناء عمله كرئيس تحرير لمدة 40 عاماً من العام 1974 حتى العام 2015 في قصة رجل كان يصارع للصحافة.

وبحسب صحيفة الرياض، تحدث الصديق المقرب للراحل إبراهيم القدير عن قصة رفضه رئاسة التحرير إبان عهد محمد العجيان، التي أصر عليها مجلس إدارة المؤسسة آنذاك، فيما تناول الفيلم قصة إيقافه، وقصة “وزارة النفي” ووكالة “أشاد” ودور المرحوم تركي السديري في تغيير بوصلة الأحداث الإعلامية إلى الأفضل في بلد يتنفس ثقافة مع جيل شاب يطمح أن يرى بلده في مصاف الدول المتقدمة، وفي الأحداث تحدث أيضاً من الجيل الحالي عدد من الإعلاميين منهم عماد العباد، هاني الغفيلي، وممدوح المهيني، مدير عام قناتي العربية والحدث.

أثناء تصوير الفيلم الوثائقي، حرص المنتجون على تكرار روتين السديري اليومي وأضافوا طبقة من الأصالة من خلال التصوير في مكان عمله وتضمين مشهد درامي وثائقي، وأشاد وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري، بالفيلم الوثائقي الذي تناول سيرة الإعلامي الراحل تركي السديري، مشيراً إلى أنه يمثل رسالة توثيق ووفاء لقامة أمضت أكثر من 4 عقود في خدمة الصحافة والإعلام الوطني في تغريدة بـ “تويتر”.

من هو السديري؟
يذكر أن السديري تولى رئاسة تحرير صحيفة الرياض في العام 1974 عندما كان في الـ 30 من عمره، واستمر في منصبه 41 عاماً، وفي 1972 بدأ عموده الصحافي “لقاء” في العدد 2300، وهو العمود الأطول عمراً في تاريخ الصحافة السعودية، إذ استمر نحو 43 عاماً. وانتُخب أول رئيس لاتحاد الصحافة الخليجية بالعام 2005 وبقي في المنصب حتى وفاته في 14 مايو 2017، كما كان عضواً في مجلس إدارة مؤسسة اليمامة الصحافية، وفي رئاسة اللجنة التأسيسية لهيئة الصحافيين السعوديين، واختير رئيساً للهيئة مرتين.

وأجرى عدداً من الحوارات الصحافية مع عدد من زعماء العالم والشخصيات العربية البارزة. تُوفي تركي السديري يوم 14 مايو 2017 بعدما بلغ من العمر 73 عاماً.

شارك الخبر على