دعم رئاسي ودولي لفينيسيوس ضد العنصرية

١٢ شهر فى الإتحاد

فالنسيا(أ ف ب) أثارت إهانات عنصرية جديدة تعرّض لها المهاجم البرازيلي فينيسيوس جونيور، خلال مباراة فريقه ريال مدريد مع فالنسيا الأحد في الدوري الإسباني لكرة القدم، ردود فعل شاجبة من مختلف أنحاء العالم.بعد خسارة ريال مدريد بهدف في المرحلة 35 من الليجا، في مباراة شهدت في نهايتها طرد فينيسيوس جونيور لتوجيهه ضربة لأوجو دورو خلال إشكال بينهما (90+7)، قال مدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي: «لم يحدث لي مطلقاً أن فكّرت في إخراج لاعب بسبب العنصرية. ما حصل اليوم واجهناه سابقاً، لكن بهذه الطريقة، لا. هذا غير مقبول. الدوري الإسباني لديه مشكلة مع العنصرية. والمشكلة ليست فينيسيوس. فينيسيوس هو الضحية. هناك مشكلة خطيرة للغاية».في الدقيقة السبعين، أشار البرازيلي خلف المرمى إلى أحد الجماهير، فيما وقف إلى جانبه مواطنه إيدر ميليتاو واشتكى زملاؤه للحكم.وقال أنشيلوتي إنه سمع هتافات «مونو»، أو «قرد» باللغة الإسبانية، ما دفع الحكم ريكاردو دي بيرغوس بينغوتشيا، للتحدث مع مسؤولي الملعب الذين طالبوا بإيقاف الإساءات العنصرية فوراً، قبل أن تُستأنف المباراة بعد عشر دقائق.وفي تقريره، كتب الحكم أنه سمع مشجعاً يصيح في وجه اللاعب «قرد، قرد».أضاف أنشيلوتي: «سألته إذا كان يريد الاستمرار باللعب، وبالفعل أراد ذلك. قال لي الحكم إنه يتعيّن عليه الاستمرار، وإنه سيطبق البروتوكول (العنصرية) بحال تكرّر الأمر. لكن الأمر تكرّر، لأنه عندما رفع في وجهه البطاقة الحمراء، كان الملعب بأكمله يهتف +قرد، قرد+... لا يمكن لهذا الأمر أن يستمّر.. أنا حزين جداً».بعد المباراة، كتب «فيني» في حسابه على موقع إنستجرام: «ما ربحه العنصريون هو طردي. هذه ليست كرة قدم. العنصرية أمر طبيعي في الليجا».تابع المهاجم الدولي البالغ 22 عاماً الذي يحمل ألوان ريال مدريد منذ 2018 تاريخ قدومه من فلامنجو:«لم تكن المرّة الأولى، ولا الثانية أو الثالثة. (...) أنا حقاً حزين. البطولة التي كانت ملكاً لرونالدينيو، رونالدو، كريستيانو (رونالدو) وميسي، باتت ملكاً اليوم للعنصريين».تابع المهاجم المميّز:«بلد جميل رحّب بي وأحبّه، لكنه وافق على تصدير صورة دولة عنصرية إلى العالم. أنا متأسف للإسبان الذين لا يتفقون مع هذا الرأي، لكن اليوم، في البرازيل، تُعدّ إسبانيا دولة عنصرية. وللأسف مع كل ما يحصل كل أسبوع لا يمكنني الدفاع... لكني قوي وسأحارب حتى النهاية ضد العنصريين. حتى لو كان ذلك بعيداً عن هذا المكان».وانهالت المواقف الداعمة للبرازيلي من مختلف أنحاء العالم.كشف زميله حارس المرمى البلجيكي تيبو كورتوا:«لو قال فيني +سأترك الملعب+ كنت سأترك معه. لا يمكن تحمّل هذا الأمر»، مضيفاً أنه سمع «أصوات القردة نحو الدقيقة العشرين».كتب زميله في المنتخب نيمار:«معك»، وانضم إليه في حملة التضامن المهاجم الدولي ريشارليسون، الأسطورة المعتزلة رونالدو أو حتى أيقونة الموسيقى جيلبرتو جيل.أما قائد منتخب فرنسا ونجم باريس سان جرمان كيليان مبابي، فكتب على إنستجرام:«لست لوحدك. نحن معك وندعمك».وخلال مؤتمر صحفي في هيروشيما اليابانية، أدان الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا «العنصرية» التي وقع اللاعب ضحيتها:«لقد هاجموه. وصفوه بالقرد. ليس ممكناً في القرن الحادي والعشرين وجود هذه الأحكام المسبقة العنصرية في العديد من ملاعب كرة القدم».وفي بيان بعد المباراة، أدان فالنسيا «علناً أي نوع من الإهانة، أو الهجوم والازدراء» و«أسف لأحداث يوم الأحد»، مشيراً إلى «أعمال فردية».وأكّد النادي أنه «يحقق في الوقائع التي حدثت وسيتخذ أشد الإجراءات».واعتذر مهاجمه الهولندي جاستن كلويفرت لفينيسيوس نيابة عن ناديه:«أعتذر من قبلنا، كل فريق فالنسيا، لأن هذه ليست كرة قدم. إنها سيئة للغاية». 
وعبّر رئيس الاتحاد الدولي (فيفا) السويسري - الإيطالي جاني إنفانتينو عن تضامنه الكامل مع فينيسيوس:«لا مكان للعنصرية في كرة القدم أو في المجتمع، وفيفا يدعم كل اللاعبين الذين واجهوا وضعاً مماثلاً».وذكّر إنفانتينو بالخطوات الثلاث في مسابقات فيفا، مطالباً بتطبيقها في كل الدول والبطولات: «أولاً، أوقفوا المباراة. ثانياً، يترك اللاعبون الملعب ويُعلن عبر المذياع أن المباراة ستتوقف بحال استمرار الإهانات. يُستأنف اللقاء، ثم ثالثاً، إذا عادت الإهانات، تتوقف المباراة وتذهب النقاط الثلاث للخصم».
في مقابل كل حملات الدعم، لم يتقبل رئيس رابطة الدوري خافيير تيباس اتهامات اللاعب البرازيلي، فتبادل معه الهجمات على مواقع التواصل الاجتماعي.كتب تيباس:«نظراً لعدم قيام من يتوجب عليه أن يشرح لك ماهية الليجا وما يمكن أن تفعله في حالات العنصرية، حاولنا أن نشرح لك، لكنك لم تحضر في أي من التاريخين المتفق عليهما اللذين طلبتهما بنفسك. قبل انتقاد وإهانة الليجا، من الضروري أن تطلع نفسك بشكل صحيح».ردّ فينيسيوس:«لست صديقك للتحدّث عن العنصرية. أريد تصرفات وليس عقوبات».بدوره، ختم أنشيلوتي مؤتمره الصحفي:«حصلت شكاوى، لكن إلى أين أدت؟ لا شيء على الإطلاق. الحلّ الوحيد هو إيقاف المباراة».
 

شارك الخبر على