علي بن تميم «أبوظبي للكتاب» أنشطة متنوعة وثرية تحمل في مضامينها رؤى عميق

أكثر من سنتين فى الإتحاد

سعد عبد الراضي (أبوظبي)
قال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، في تصريح خاص لـ«الاتحاد»: «تنطلق اليوم الدورة الثانية والثلاثون من معرض أبوظبي الدولي للكتاب تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بفعاليات وأنشطة متنوعة وثرية تحمل في مضامينها رؤى عميقة تمزج بين الأصالة والمعاصرة، مرتكزة على تسعة برامج رئيسة تراعي اختلاف وتنوع الذائقة، وتحفز المخيلة وتدفع إلى الشغف نحو المعرفة بمختلف صورها، وتناسب جميع الاهتمامات والفئات العمرية. وأضاف أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب وهو يستضيف أكثر من 800 مشارك و1300 عارض ووفوداً من 90 دولة، ويضم برنامجه أكثر من 2000 فعالية، ما هو إلا تعبير صادق أن الثقافة بما تتضمنه من علوم ومعارف وفنون تمثل عمود الخيمة لوطن يعلي من منظومة القيم التي تسمو بالإنسانية، وتقرب بين الثقافات، وتجمع بالكلمة شعوب العالم على مائدة المحبة والتعايش والسلام.

تركيا وابن خلدونوأكد رئيس مركز أبوظبي للغة العربية أن اختيار الفيلسوف ومؤسس علم الاجتماع ابن خلدون ليكون الشخصية المحورية لهذه الدورة يتوافق مع الفكرة المحورية التي تحتفي بمفهوم «الاستدامة»، حيث إن الطرح الفلسفي المبني على إعمال العقل والتأمل والنظر بعيني الماضي والمستقبل، واستخلاص حكمة الحاضر الرابطة بينهما، يستطيع أن يستشرف بل ويشكل واقعاً مثالياً يؤسس لاستدامة حقيقية في شتى مجالات الحياة، تتماشى مع إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة 2023 عاماً للاستدامة. كما أكد أن الجمهورية التركية ضيف شرف الدورة الحالية ستقدم برنامجاً نوعياً يحاكي الألق الذي يجمع بين الثقافتين العربية والتركية، ويستعرض من خلال مضامينه العميقة تاريخاً من الوهج الثقافي والفني، الممتد لعصور، وسيستمر على خطى ونهج الاستدامة، بفعل التفاعل الثقافي والتلاقي المعرفي، الذي يدفع إلى مزيد العمل والأمل في مستقبل مشرق كماضيه. مؤتمر النشروأضاف الدكتور علي بن تميم أن قطاع النشر وما يرتبط به من صناعات، يمثل محوراً مهماً ومرتكزاً رئيساً من مرتكزات معرض أبوظبي للكتاب، فبعد النجاح الذي حققه المؤتمر الدولي الأول للنشر والصناعات الإبداعية العربية، تأتي النسخة الثانية منه لتسلّط الضوء على الإمكانات الكبيرة والمتطورة، والمواهب المبدعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في قطاع رواية القصص وصناعة المحتوى، التي من شأنها أن تسهم بفاعلية في رسم مستقبل هذا القطاع في الأسواق المحلية، بما تمتلكه من قدرات كبيرة على الابتكار والإبداع، وتدفع إلى تطويرها وانطلاقها نحو الأسواق العالمية، وأضاف أن هذا المؤتمر يشكل فرصة فريدة لالتقاء المهنيين والمختصين في صناعات النشر والإبداع، الذين يعملون في السوق العربية أو يتعاملون معها، ويدعوهم إلى اكتشاف أحدث التطّورات في هذا القطاع المهم، بالإضافة إلى تبادل الخبرات وإقامة علاقات جديدة.

سعيد حمدان: مساحة أكبر لنسخة هذا العام مع تزايد عدد الزائرينقال سعيد حمدان الطنيجي مدير الدورة 32 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، والمدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية، في تصريح خاص لـ«الاتحاد»: يشهد المعرض هذا العام أكثر من 2700 فعالية بزيادة 15% عن دورة العام الماضي، كما تشهد هذه الفعاليات تنوعاً في أشكال البرامج المقدمة من خلالها للجمهور، بالإضافة إلى تفاوت عناوينها ومضامينها من حيث العمق، لتلائم مستقبلات المعرفة عند مختلف الأعمار السنية، ففي البرنامج الثقافي ستقدم أكثر من 130 جلسة تحمل موضوعات وقضايا فكرية وثقافية عميقة، من خلال ضيوف مختصين وبارعين في تخصصاتهم، أما البرنامج المهني فسيقدم 46 جلسة تتعلق بصناعة المحتوى والترجمة والنشر الرقمي والشراكات والتسويق وسيشهد يومياً ملتقى الناشرين، في حين أن البرنامجين التعليمي والفني سيقدمان أكثر من 1800 جلسة وورشة عمل للأطفال والناشئين، حيث تدفعهم إلى اكتساب المعارف والمهارات، وتسهم في تنمية قدراتهم ومواهبهم بالإضافة إلى أكثر من 70 ورشة فنية للكبار.فعاليات متنوعةأضاف سعيد حمدان الطنيجي: سيكون جمهور المعرض على موعد يومي مع فعاليات موسيقية نوعية من خلال البرنامج الموسيقي، ولأن الثقافة هي في الأساس سلوك إنساني وأسلوب حياة، خصص المعرض برنامجاً خاصاً لأنماط الحياة، يقدم فيه مجموعة من المبدعين أكثر من 45 جلسة تحمل رؤى هادفة، وتساهم في رسم صور لحياة أفضل. ولإحداث تنوع أكبر بما يناسب جميع الاحتياجات والاهتمامات الحسية والسمعية والبصرية، يقدم المعرض للجمهور مجموعة من البرامج منها ما يتعلق بحاستي الشم والتذوق من خلال برنامج أطباق وثقافات من خلال 48 جلسة مخصصة، يقدم فيها عدداً كبيراً من الفعاليات المرتبطة بفنون الطهي وثقافته. وللحاسة البصرية سيكون الجمهور على موعد مع برنامج سينما الصندوق الأسود الذي سيقدم 60 عرضاً جاذباً، وفيما يتعلق بالحاسة السمعية سيقدم المعرض للمرة الأولى برنامج بودكاست أبوظبي الذي سيتيح للزوار فرصة للتعرف إلى نجوم مقدمي البودكاست في العالم العربي، ومشاهدة تسجيلهم لحلقاتهم مباشرة، وسيكون الجمهور على موعد مع تصوير حلقات لأكثر من بودكاست ناجح مثل بودكاست «عقل غير هادئ » الذي يحظى بأكثر من 250 ألف مستمع. كما أن المعرض سيقدّم في دورة هذا العام حوالي 500 ألف عنوان من الكتب والمنشورات التي تلبي مختلف الأذواق، لعارضين من 85 دولة يصل عددهم إلى 1300 من ضمنهم 330 عارضاً محلياً بزيادة بلغت 11% عن العام الماضي.ندوات ثريةوأضاف سعيد حمدان الطنيجي: إلى جانب هذا الزخم من الكتب، سيشهد المعرض مجموعة من الندوات الثرية المتعلقة بشخصية العام ابن خلدون، حيث خصصنا ندوات وفعاليات لتقديم ومناقشة كتابات ابن خلدون التي أثرت في العلوم الإنسانية في مختلف المجالات، وأهمها وأشهرها «مقدمة ابن خلدون» هذه العلامة الفارقة في علم الاجتماع.وتابع: لقد خصصنا مساحة أكبر لنسخة هذا العام، بلغت 40 ألفاً وستمئة متر مربع، بعد النجاح الذي حققته النسخ السابقة، والتي وضعتنا أمام تحديات كبيرة، كان أهمها أن تقدم هذه الدورة إضافة قوية تدفع إلى زيادة عدد الزوار ليصل إلى أكثر من 234 ألف زائر، بزيادة تبلغ أكثر 54% عن العام الماضي حيث وجهت الإدارة العليا بدائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، بالعمل على رفع نسبة الزوار الذين يستقبلهم المعرض إلى أكثر من 50% مقارنة بالعام الماضي. وأضاف الطنيجي أن المعرض يشهد هذا العام أكثر من 350 حفلاً لتوقيع الكتب وأكثر من 700 فعالية من الشركاء والعارضين، بالإضافة إلى مشاركة عدد من البلدان للمرة الأولى وهي: كوريا الجنوبية، الفلبين، إندونيسيا، ماليزيا، كازاخستان، صربيا، سنغافورة، إسبانيا، ليبيا، الصومال، مع عدد كبير من الدول الإفريقية.

شارك الخبر على