خبراء لـ « الاتحاد» التعاون الوثيق بين الدولة وماليزيا  يعزز الاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم

حوالي سنة فى الإتحاد

شعبان بلال (القاهرة) 
تشكل دولة الإمارات العربية المتحدة وماليزيا قوتان رائدتان على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتسعيان لتعزيز العلاقات الثنائية وتحقيق رؤى طموحة تعكس التطلعات المشتركة للمستقبل، وتركزان على تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز الرخاء والتقدم للشعوب.وتواصل الإمارات، برؤية متقدمة واستراتيجيات فاعلة، تعزيز علاقاتها البناءة مع محيطيها الإقليمي والدولي، في إطار استدامة جسور التواصل ومضاعفة التعاون في المجالات كافة، والانتقال الدائم بالعلاقات نحو محطات أرحب، بما يصب في خدمة جميع الأطراف، وتحقيق المصالح المشتركة. وبفضل نهجها الراسخ وسياستها الحكيمة، تتعاظم مكانة الإمارات العالمية كوجهة رئيسية وشريك استراتيجي لجميع الدول التي تشاركنا التوجهات والمواقف نحو عالم أكثر استقراراً وأمناً وتقدماً وتنميةً، وتشكل العلاقات التاريخية بين دولتي الإمارات وماليزيا نموذجاً مشرفاً للعمل المشترك والتنسيق الواجب والتعاون المتنامي بين الدول الصديقة.وتتطلع الإمارات إلى تحقيق التنمية المستدامة والتعاون الشامل في جميع المجالات، كما تسعى للتحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار، وتعزيز الاستدامة البيئية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية.كما تتمتع ماليزيا بمكانة قوية كقوة آسيوية، حيث تتميز بقوة اقتصادية متنوعة، وتعتبر قوة حضارية بارزة في المنطقة، وتسعى ماليزيا جاهدة لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، وتعزيز التجارة والاستثمار، وتعزيز قطاعاتها المختلفة.وتجمع دولة الإمارات وماليزيا علاقات متينة تتسم بالتطور والنماء والازدهار، في ظل حرص واهتمام البلدين على تعزيز التعاون الثنائي في شتى المجالات، لا سيما المرتبطة بقطاعات الطاقة والبنية التحتية والعمل المناخي والبيئة والموارد الطبيعية. وللإمارات وماليزيا رؤى طموحة لتحقيق التقدم والرخاء والتنمية الشاملة، ويؤكد خبراء ومحللون، أن التعاون الوثيق بين الإمارات وماليزيا من شأنه أن يلعب دوراً حيوياً في تحقيق الاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم، من خلال تبادل الخبرات والمعرفة والتكنولوجيا، يمكن للبلدين تحقيق تقدم مشترك، وتعزيز التنمية المستدامة.وتعتبر العلاقات التاريخية بين الإمارات وماليزيا نموذجاً يحتذى به للتعاون الثنائي، تشمل هذه العلاقات الثقافية والتجارية والسياحية والتعليمية وغيرها من المجالات، وتعزز هذه الروابط القوية التفاهم العميق بين البلدين، وتمهد الطريق لمزيد من التعاون والتبادل الثنائي.منتديات متعددةتعاون وثيق يجمع بين الدولتين الصديقتين في المنتديات متعددة الأطراف، مثل منظمة الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، كما يشترك البلدان في قيمة التسامح الديني التي تمثل إحدى القيم المهمة التي تشترك فيها الإمارات العربية المتحدة وماليزيا، إذ تحتضنان ديانات وأعراقاً متعددة.تعزز الإمارات وماليزيا دورهما في المنظمات الإقليمية والدولية، من خلال التواجد الفاعل والمشاركة في صياغة السياسات وتنفيذ المبادرات المشتركة، وتهدفان لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي من خلال الشراكات والتحالفات الاستراتيجية.وتشكل دولة الإمارات أهمية كبيرة بالنسبة لماليزيا، كونها مركزاً رئيسياً في منطقة غرب آسيا، وتمثل بوابة إلى العديد من الأسواق الجديدة، ونظراً لموقعها الاستراتيجي في جنوب شرق آسيا، تسعى ماليزيا إلى أن تكون بوابة الإمارات لأسواق منطقة جنوب شرق آسيا، والتي تضم نحو 650 مليون نسمة. التعليموعلى صعيد التعليم، عقدت جامعة الإمارات، خلال الآونة الأخيرة، العديد من الشراكات مع المؤسسات التعليمية في ماليزيا، خصوصاً مع جامعة مالايا في المجالات ذات الأولويات الوطنية، وذلك في إطار جهود جامعة الإمارات لمدّ وتعزيز جسور التعاون الإيجابي البنّاء للمساهمة في تعزيز مكانتها الدولية.ويوجد 11 مشروعاً بحثياً بين الجامعتين في مجالات عدة، منها 3 مشاريع بحثية في مجال الغذاء والزراعة، مثل بحث «تقنيات ما بعد الحصاد لتحسين الجودة الغذائية وعمر تخزين فاكهة التين المُنتجة في ظروف الصوبات الزراعية والحقول المفتوحة في الإمارات العربية المتحدة»، وآخر بعنوان «التوصيف، ومضادات الأكسدة، ومضادات السرطان، والأنشطة المناعية للسكريات الخارجية (EPS) التي تنتجها بكتيريا البروبيوتيك الجديدة وتأثيرها الريولوجي في منتجات حليب الإبل (الحليب المخمر والجبن».كما يوجد 5 مشاريع بحثية في مجال المياه والطاقة، ومن الأمثلة عليها بحث بعنوان «نموذج حسابي معمم لمستويات وجودة المياه الجوفية في المناطق الجافة والمدارية»، وآخر بعنوان «تطوير نظام مولدات تعمل بالطاقة من المياه المالحة»، إضافة إلى 3 مشاريع بحثية في مجال تقنية المعلومات والهندسة، بعنوان «تحليل ذكي للغة الجسم العنقودية لمرضى الرعاية الصحية»، و«نظام متكامل لترجمة لغة الإشارة العربية الثابت والديناميكي باليدين باستخدام نماذج الترجمة الزمانية المكانية ونماذج الترجمة الآلية»، و«التحقيق في المقطع العرضي للرادار الأحادي (RCS) لنظام الاتصالات العسكرية باستخدام أسطح Meta surfaces المركبة المدمجة مع الهوائي».

الأمن الغذائيالإمارات وماليزيا تتعاونان أيضاً في إطار مبادرات حكومية مختلفة لتعزيز التعاون في قطاع الزراعة؛ بهدف تحقيق الأمن الغذائي، ويشمل التعاون التوسع في مجالات، مثل البحث والتطوير ومشاركة التكنولوجيا وتسهيل التجارة لمنتجات الزراعة والغذاء، وتمكين الوصول إلى الأسواق وتبادل التدريب والخبرة. كما يتعاون البلدان في الزراعة المستدامة، لا سيما في مجال الري وإدارة تغير المناخ، حيث يشترك المعهد الماليزي للبحوث والتنمية الزراعية، والمركز الدولي للزراعة الملوحة، في التعاون التقني منذ 21 فبراير 2022، مع التركيز على تحسين المنتجات الزراعية والنتائج من خلال التكنولوجيا والخبرات المشتركة.كما يشكل التغير المناخي أحد جوانب التعاون بين البلدين في إطار سعيهما إلى تحقيق التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة، والتعاون في مواجهة قضية التغير المناخي.وأشاد خبراء ومحللون سياسيون بالعلاقات المتينة والقيم والرؤى الطموحة التي تجمع بين الإمارات وماليزيا، كونهما قوتان إقليميتان ودوليتان، مشيرين إلى وجود مقومات مشتركة بين البلدين لتحقيق مزيدٍ من التقدم والازدهار في مختلف المجالات خاصة في ظل ريادة البلدين عالمياً.مقومات مشتركة تثري التعاونقال رئيس مركز آسيا للدراسات والترجمة المتخصص في الشؤون الآسيوية الدكتور أحمد مصطفى، إن هناك العديد من المقومات المشتركة بين الإمارات وماليزيا، وهو ما يثري التعاون بين البلدين في ظل العلاقة الطيبة والتجارب المتعددة في مجالات مختلفة. وأضاف لـ «الاتحاد»، أن ماليزيا دولة مميزة في جنوب شرق آسيا سياسياً واقتصادياً، لما لها من تجارب في الكثير من القطاعات، لاسيما الاقتصادية كالتعليم وتكنولوجيا المعلومات وإنتاج البرمجيات، موضحاً أنها أيضاً سوق كبير من حيث التعداد السكاني، وكذلك كونها ضمن مجموعة الدول الثماني النامية. ولفت مصطفى إلى أن التعاون سيكون مفيداً للطرفين نحو إقامة علاقات قوية، في ظل فائدة مشتركة في كثيرٍ من المجالات، وسط التحديات الكبيرة التي تواجه المنطقة والعالم من صراعات ومتغيرات. وتطورت العلاقات بين البلدين بشكل ملحوظ بفضل اهتمام قيادتي البلدين بتعزيزها إلى أعلى المستويات. وقد شهدت السنوات الأخيرة العديد من الزيارات الرسمية المتبادلة على مستوى كبار المسؤولين.ريادة إقليمية ودولية رأى الباحث المتخصص في الشأن الآسيوي إسلام المنسي، أن هناك طفرة في العلاقات بين الإمارات وماليزيا البينية على نهج منفتح للتعاون والشراكة في مختلف المجالات، مضيفاً أن هذا التقارب يجعل من البلدين قوة إقليمية ودولية مؤثرة على المستويات كافة. وأضاف ل «الاتحاد»، أن هناك سعياً متبادلاً من الطرفين لتكوين علاقات استراتيجية لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة، لافتاً إلى أن هذا التعاون مبني على الفرص التي يحملها كل طرف للآخر. وأوضح المنسي أن ماليزيا حريصة على تطوير علاقاتها مع الدول العربية، خاصة الإمارات التي تُعد من الدول الرائدة إقليمياً ودولياً، متوقعاً أن تنعكس هذه العلاقات على النمو والازدهار في كلا البلدين وعلى الصعيدين الإقليمي والعالمي.مشاورات مستمرة بين مسؤولي وقيادات البلدين لتوسيع آفاق التعاون بما يخدم الأهداف المشتركة اعتبرت نائب مدير مركز الحوار للدراسات السياسية الدكتورة نورهان أبو الفتوح، أن العلاقة الإماراتية الماليزية المميزة والقوية تعتبر نقطة انطلاق لقوتين إقليميتين تتميز كل منهما بمقومات تنموية تجعل منهما قوى كبرى في عالم يشهد عديداً من التحولات والتغيرات، لافتة إلى أن الإمارات تعتبر شريكاً استراتيجياً لعديد القوى الإقليمية والدولية لما شهدته من تطور ودور ريادي عالمي.وأضافت ل «الاتحاد»، أن العلاقات الإماراتية الماليزية تشكل نموذجاً للعلاقات الدولية الاستراتيجية، مشيرة إلى أن هذه العلاقات الراسخة تتم عامها ال 40 هذا العام منذ أن افتتحت ماليزيا سفارتها في أبوظبي، وتأتي هذه العلاقة في ظل الرؤية الإماراتية الرامية إلى تنويع خريطة تحالفاتها وعلاقاتها الإقليمية والدولية بغض النظر عن البعد الجغرافي.وذكرت الدكتورة نورهان أبو الفتوح، أن المشاورات المستمرة بين البلدين وآلياتها المتنوعة تؤكد على متانة العلاقات ووحدة الرؤى بين البلدين الصديقين، لافتة إلى أن المشاورات المستمرة بين مسؤولي وقيادات البلدين تتناول سبل تعزيزها، وتوسيع آفاقها بما يخدم الأهداف المشتركة للبلدين والقضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك. وبينت الباحثة في الشأن الآسيوي تطور العلاقات الإماراتية الماليزية في شتى القطاعات، لا سيما المرتبطة بقطاعات الطاقة والبنية التحتية والعمل المناخي والبيئة والموارد الطبيعية، فضلاً عن التعاون الزراعي والتعليمي الذي تجلى في عديد الاتفاقات المهمة. 

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على