الكابتن لطيف.. رائد التعليق الكروي الذي أقنع «عبد الناصر» بعودة الدوري

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

استوحى منه جميع المعلقين مهارات التعليق الكروي، وتسابق الكثيرون في تقليده، أو حتى اقتباس طريقته في إلقاء "الإفيه" لجذب المشاهدين إلى المباراة بأسلوب مرح، لكن تبقى كلها مجرد محاولات شبه فاشلة لاستنساخ أسطورة كروية طالما أمتعت ملايين المصريين، واكتسب صاحبها شعبية وضعت اسمه بـ"البنط العريض" في تاريخ الكرة المصرية.
في التقرير التالي يستعرض لكم "التحرير لايف" لقطات من حياة اللاعب والمعلق الكروي الراحل، الكابتن محمد لطيف.

لاعب المختلط ومنتخب مصر

ولد في 23 أكتوبر 1909 بمحافظة بني سويف، والتحق بمدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية بدرب الجماميز التي كان يلتصق سورها بالمدرسة الخديوية، فترك مدرسة الجمعية الخيرية والتحق بالمدرسة الخديوية، التي كان يلعب فيها حسين حجازي مثله الأعلى في اللعبة.

وبعد مشاركته في مباراة مدرسة الخديوية أمام المدرسة السعيدية في عام 1927، اختاره "حسين سليمان" مشرف التربية البدنية للعب مع الفريق الأول للمدرسة، وفي 1928 وقع اختيار حسين حجازي رئيس فريق نادي المختلط ـالزمالك حالياـ عليه للعب معه مقابل ثلاثة قروش.

تألق مع "المختلط" في أول مباراة له أمام النادي الأهلي، فاختاره "حيدر باشا"، وكـيل اتحاد الكرة ورئيس النادي ضمن صفوف منتخب مصر، الذي شارك معه "لطيف" في العديد من المباريات، وكانت أولاها في عام 1932، كما لعب  ضمن التشكيلة الأساسية للمنتخب المصري في كأس العالم 1934 بإيطاليا، الذي لم يحالف التوفيق خلاله منتخب مصر.

لعب لطيف ما يقرب من 3 سنوات لنادي "رينجرز الأسكتلندي"، بمساعدة مستر "سامسون"، مراقب التربية البدنية بوزارة المعارف، حيث استدعاه ليبلغه باختياره للسفر إلى إنجلترا في بعثة علمية لدراسة التربية الرياضية، والحصول على درجة البكالوريوس من كلية "جوردون هيل"، بوصفه أحسن رياضي لهذا العام.

الاعتزال وبداية المرحلة الجماهيرية

في عام 1945 اعتزل "لطيف" كرة القدم، فانتقل للعمل كحكم حتى حصل على الشارة الدولية، ثم من التحكيم إلى التعليق، لتبدأ مرحلة الشهرة الجماهيرية في حياة الكابتن لطيف، الذي أبرزت اسمه كأحد ألمع النجوم في مجال كرة القدم، إذ يعتبر "لطيف" أول من أدخل التعليق الكروي إلى الإذاعة المصرية في عام 1948، وكانت أول مباراة علق عليها بين منتخب القاهرة ومنتخب الإسكندرية.

تميز الراحل بأسلوبه الفريد في التعليق، وأبدع في اختيار مجموعة من الكلمات والجمل التي كان يرددها في أثناء تعليقه على المباريات، والتي جرت بعد ذلك على لسان المصريين مثل: "الكورة أجوال، الجايات أكتر من الرايحات، الجون بييجى فى ثانية، الجو النهارده.. جو كورة"، ومن شدة شهرته استعانت به بعض الأفلام السينمائية للظهور بها مثل فيلم "غريب في بيتي".

عبد الناصر

عقب نكسة يونيو 67 توقف النشاط الكروي، وكان لذلك أثر سلبى على المزاج العام، وعلى مسيرة لاعبين كبار اعتزلوا لهذا السبب منهم :"صالح سليم، وحمادة إمام"، وكان الكابتن لطيف في ذلك الوقت عضوا باتحاد كرة القدم المصري.

وذات يوم ذهب لزيارة الليثي عبد الناصر، شقيق الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وفي أثناء وجوده بالمستشفى فوجئ بقدوم الرئيس لزيارة شقيقه، ودار بينهما حديث ودي، سأله فيه "ناصر" عن موعد عودة النشاط الكروي، فبادره "لطيف" بقوله: "عندما تأمر سيادتك"، ولما شعر أن الفرصة سانحة لاقتناص موافقة شفوية من الرئيس لعودة الكرة فاتحه في الموضوع في أثناء ذهابه معه إلى "الأسانسير"، فوافق على الفور جمال عبد الناصر، ولكن على شكل دورى للمناطق.

النهاية

فى أواخر أيامه كان نظره قد ضعف، فصار طبيعيا عندما يحرز أحد اللاعبين هدفا تسمعه يقول: "وجوووول"، ثم يسأل شخصا ما: "مين اللى جاب الجول؟"، ولكنه لم يبرح مقعده كمعلق على مباريات كرة القدم حتى وفاته في 17 مارس 1990، عن عمر ناهز 81 عاما.

شارك الخبر على