معصوم يدعو لإيجاد حلول عاجلة لتدارك أزمة بغداد ـ أربيل

أكثر من ٦ سنوات فى المدى

جدد رئيس الجمهورية، فؤاد معصوم، أمس، دعوته لجميع الاطراف المعنية بأزمة استفتاء إقليم كردستان الى اعتماد الحوار والأطر الدستورية لإيجاد المعالجات والحلول بشأن القضايا الخلافية، وشدد على تطويق تداعيات الاحداث الاخيرة التي شهدتها المناطق المتنازع عليها بما يضمن وقف المواجهات العسكرية وطمانة جميع المكونات.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها رئيس الجمهورية، في احتفالية أقامها المجلس الأعلى في الذكرى السنوية لتأسيسه حضرها عدد من المسؤولين الحكوميين وقوى سياسية.
وقال معصوم "لا بد أن أشدد بهذه المناسبة على الأهمية المطلقة للحوار لدرء مخاطر التفرقة والتشظي والاحتراب ولاسيما في هذه الفترة الاستثنائية الخطيرة، والمقترنة باندلاع خلافات عميقة وأبرزها الأزمة الناتجة عن استفتاء الشهر الماضي في إقليم كردستان".وشدد رئيس الجمهورية على أن "المرحلة تقتضي من جميع الأطراف التصارح كأساس للتصالح، والاتفاق الثابت على الالتزام بالدستور كمرجعية جامعة وحامية للتفاهمات والاتفاقات والمبادرات، كما أنها ضامنة للقدرة على بناء وطن للجميع من دون تمييز، وعلى تفعيل مكاسب التعددية في إطار الوحدة العراقية، بما تتضمنه من تجسيد للمعاني الديمقراطية، وبما تتيحه من تنوع في الأفكار والطموحات والرؤى من دون الحض على التشاحن والتلاسن والفُرقة".واستدرك معصوم بالقول إن "‎هذه المبادئ تحتفظ بأهميتها الحيوية وبقوة مضاعفة اليوم، بينما نحن نمر بمرحلة شديدة الحساسية والتعقيد، فالاستمرار في الحوار بين الأطراف المختلفة وتكثيفَه والحرص على الوصول إلى تفاهمات حقيقية على أساس الالتزام التام بالدستور يهدف الى حماية حقوق الجميع من دون استثناء واحترامهم كشركاء".وأشار معصوم إلى أن "هذا التوجه يستوجب الشروع فوراً بوضع حلول عاجلة وعادلة ومقنعة للجميع تهدف الى تجاوز الازمة الراهنة في المناطق المتنازع عليها لاسيما وقف التهديدات العسكرية وحفظ حياة المدنيين وإيقاف التجاوزات والاعتداءات وطمأنة المواطنين بالحرص على حمايتهم ورعايتهم على وجه المساواة مع جميع العراقيين من دون أدنى انتقاص من حقوقهم الدستورية وكرامتهم".‎وفي السياق ذاته، ذكر رئيس مجلس النواب سليم الجبوري أن البلاد تمر بظرف وصفه بـ"الحرج والمفصلي"، مطالباً الكتل السياسية ببذل الجهود لتعزيز أسس الحوار والتفاهمات. في إشارة الى الازمة الراهنة بين بغداد وأربيل.وأضاف الجبوري، في كلمة له خلال احتفالية المجلس الأعلى، "لقد استطعنا اليوم ان نؤسس لثقافة الوحدة من خلال شجاعتنا في الحسم وإقبالنا على تفكيك الملفات المفخخة بالحذر والتردد". ودعا "جميع الاطراف الى فتح آفاق حوار وطني شامل يركز على الثوابت الدستورية يشمل الجميع من مبدأ العدل والإنصاف تأكيداً على الوحدة الوطنية".من جهته، أوصى رئيس المجلس الأعلى همام حمودي الحكومة الاتحادية بالالتزام ‏بخريطة الطريق التي أشارت إليها المرجعية الدينية العليا، داعياً الى حل الخلافات بين الحكومة الاتحادية والإقليم عن طريق الحوار والتسليم لقرارت المحكمة الاتحادية في فصل النزاعات.بدوره، شدد نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، على احترام الدستور والسياقات القانونية في حل الإشكاليات والخلافات، رافضاً تدوير القضايا الداخلية واعتماد الاطراف الخارجية في تقديم الحلول.وقال المالكي إن "الانتصارات التي تحققت كانت بفضل إصرار العراقيين وعزيمتهم وتلاحمهم الوطني ، ونحن في نهاية الانتصار على الإرهاب برزت لنا أزمة الاستفتاء، حيث أرادها البعض انفصالاً ولكنها تحولت الى حركة تصحيحية للمسار"، مؤكدا أن "البيت العراقي الذي بنيناه جميعاً كاد أن ينهدم على رؤوسنا جميعا لولا تدارك الأمر". وشدد نائب رئيس الجمهورية على "ضرورة احترام الدستور والالتزام بالسياقات القانونية التي خرج عنها البعض"، مؤكدا أن "العراق بلد المكونات والمذاهب والقوميات ، ويجب أن يكون الجميع تحت خيمة الوطن مع احترامنا لكلّ الانتماءات".
 

شارك الخبر على