تتويج الملك تشارلز الثالث رسميا ملكا على المملكة المتحدة وإيرلندا الشمالية وأقاليم ما وراء البحار في حفل تاريخي كبير

١٢ شهر فى كونا

لندن - 6 - 5 (كونا) -- توج الملك تشارلز الثالث اليوم السبت رسميا ملكا على المملكة المتحدة وإيرلندا الشمالية وأقاليم ما وراء البحار ورئيسا لكنيسة إنجلترا الأنغليكانية في حفل تاريخي بهيج لم تشهده البلاد منذ سبعين عاما.
وافتتح حفل التتويج الذي أشرف عليه كبير أساقفة (كانتربري) حيث كرسي كنسية إنجلترا جاستن ويلبي لتبدأ بعدها ترنيمات دينية أنشدتها فرق مختلفة توزعت داخل الدير فيما ردد الحاضرون عبارات تدعو للملك تشارلز الثالث بطول العمر.
بعدها تقدم الملك بدعوة من كبير الأساقفة إلى أخذ القسم وإعلان العهود وختم ذلك بحكم المملكة المتحدة وإيرلندا الشمالية وباقي الأقاليم التابعة له استنادا إلى القوانين والتقاليد الدينية والأعراف القائمة فيها بكل عدل وحرية لممارسة الأديان الأخرى.
وبعد إلقاء رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك كلمة قصيرة بالمناسبة تقدم الملك تشارلز الثالث للجلوس على كرسي التتويج الذي يعود تاريخه لعهد الملك إدوارد الأول عام 1296 وقد ارتدى الملك تشارلز الثالث لهذا الجلوس ثوبا مذهبا خاصا بالفترة البيزنطية ثم تسلم سيف الحكم الذي يرمز للسلطة وبعدها الكرة الذهبية (أورب) دلالة على العالم ثم صولجاني العدل والحكمة وقفاز الرحمة.
ومع وضع تاج (سانت إدوارد) على رأسه توج الملك تشارلز رسميا ملكا على عرش بريطانيا ثم توجه للجلوس على عرش الحكم فيما دوت أصوات المدافع في حديقة (هايد بارك) إيذانا بحلول عهد ملكي جديد يعرف من الآن بعهد (كارولين).
وبعدها توالى رجال الدين ونجله ولي العهد الأمير ويليام أمير ويلز على إعلان الولاء والطاعة للملك المتوج ثم تبعهم كل الحاضرون في (دير ويستمنستر) وعددهم أكثر من ألفي مدعو على ترديد القسم خلف كبير الأساقفة على الولاء للملك بما تقتضيه القوانين.
بعدها قام كبير الأساقفة بتتويج سريع لقرينة الملك الملكة كاميلا وألبسها تاجا قبل أن يجلسها على عرش بجانب عرش الملك تشارلز الثالث لتحمل بذلك لقب الملكة كاميلا عوضا عن الملكة القرينة.
وكانت مراسم التتويج بدأت صباحا بتجمع الفرق العسكرية البريطانية المختلفة وكتائب من دول الكومونولث وأقاليم ما وراء البحار أمام تمثال فيكتوريا المقابل لقصر (باكنغهام) ومنه تتفرع جادة شارع (ذي مال) الرئيسي.
وتقدم الفرق العسكرية المشاركة في العرض الأكبر منذ سبعة عقود خيالة الشرف التابعة للحرس الملكي وهي مزينة بزيها الفريد الذي تضرب عراقته في جذور تاريخ الملكية في بريطانيا منذ ما قبل الملك ويليام الأول (الفاتح) في القرن ال11.
وتزامنا مع ذلك توالت الشخصيات السياسية المحلية والدولية إضافة إلى رجال الدين والمدعوين الذين يمثلون مختلف مجالات الحياة بالتوافد على (دير ويستمنستر) حيث جرت طقوس التتويج الدينية.
وكان ممن شارك في تلك الطقوس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعقيلته وحرم الرئيس الأمريكي جيل بايدن ممثلة للولايات المتحدة إضافة إلى ملوك وأمراء معظم الدول الأوروبية كإسبانيا وهولندا وبلجيكا وموناكو والسويد والدنمارك إلى جانب زعماء وممثلي دول أخرى من آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية بالإضافة إلى قادة دول الكومنولث وأقاليم ما وراء البحار الخمسين.
إلى جانبهم حضر أعضاء الأسرة المالكة البريطانية وجميع رؤساء وزراء بريطانيا السابقين ممن هم على قيد الحياة يتقدمهم جون ميجور وتوني بلير فضلا عن غوردن براون وديفيد كاميرون وتيريزا ماي وبوريس جونسون وليز تراس ناهيك عن كبار مسؤولي الدولة الحاليين من رئيس الوزراء ريشي سوناك وزعماء الأحزاب ورؤساء البرلمان من مجلسي العموم واللوردات علاوة على أفراد القوات المسلحة وقدامى المحاربين.
وفي طريقها إلى (دير ويستمنستر) انطلقت العربة الملكية المذهبة من قصر (باكنغهام) مرورا بشارع (ذي مال) محاطة بفرسان الحماية الملكية فيما قامت جوقة الشرف بعزف السلام الوطني ومقاطع حماسية عسكرية قديمة وحديثة وسمفونيات عالمية مشهورة تعكس التنوع الثقافي والعرقي الذي تزخر به المملكة المتحدة.
وقام الملك تشارلز الثالث وقرينته في تلك الأثناء بتحية الجماهير التي حضرت بقوة واصطف منها مئات الآلاف على جنبات الطرق التي مر عبرها الموكب الملكي وردت الجماهير بدورها التحية لملكها بالتصفيق والتلويح بالأعلام قبل أن تتوقف العربة أمام مدخل الدير على وقع الأجراس التي دوت في أنحاء منطقة (ويستمنستر) برمتها.
وكان الملك تشارلز الثالث آخر الداخلين إلى الدير بعد ان سبقته قرينته وعلى جانبيه سار برفقته قديسان وخلفه طفال يحملون الازار الطويل المتدلي من (رداء الدولة) الذي لبسه جده الملك جورج السادس في تتويجه عام 1937.
يذكر أن الملك تشارلز الثالث خلف والدته الراحلة إليزابيث الثانية على العرش البريطاني رسميا بعد وفاتها في سبتمبر الماضي لكن تتويج اليوم يحمل دلالات دينية رمزية استكمالا لتقاليد التتويج الملكية التي تعود لأكثر من ألف عام. (النهاية) م ر ن / م ع ع

شارك الخبر على