يومَ توحَّدت قواتُنا المسلحة

over 2 years in الإتحاد

ليس هناك وصف أصدق تعبيرًا عن قرار توحيد القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، في السادس من مايو 1976، من قول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، إنه «الحدث الوطني الأكثر أهمية وتأثيراً في تاريخنا الحديث، بعد قرار إنشاء دولة الاتحاد في الثاني من شهر ديسمبر عام 1971»، ذلك أن هذا القرار المصيري كان يشير إلى اكتمال بناء الاتحاد وبلوغه ذروة تماسكه وقوته، استعدادًا للانطلاق به إلى آفاق أرحب من تعزيز المكانة وتحقيق الرخاء والازدهار، وإلى توحُّد كاملٍ خلف قائد نذَر حياته لوطنه وشعبه، هو المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.وكان قرار توحيد القوات المسلحة هو الخطوة التي استندت إليها كل جهود تطويرها اللاحقة، وما شهدته من طفرات كبرى على مستوى التنظيم والتدريب والتسليح، لتصبح بعد وقت قليل واحدة من المؤسسات الأكثر تطورًا وحداثة ومرونة وقدرة على أداء أعقد المهام في أصعب بيئات القتال. وقد حظيت المشاركات العملياتية والعمليات القتالية التي خاضتها القوات المسلحة الإماراتية باحترام كبير وتقدير عالٍ من كبار القادة العسكريين في العالم، ومن المفكرين الاستراتيجيين والمخطِّطين العسكريين وأساتذة الأكاديميات العسكرية الكبرى.ومن المؤكد أن هذا النجاح الكبير الذي حقّقته القوات المسلحة يعود إلى جهود القيادة الرشيدة، التي عملت وفق رؤية استراتيجية واضحة وخطط مكتملة لتوفير أفضل الفرص لإعداد المنتسبين إلى القوات المسلحة الإعداد الأمثل، وتزويدهم بكل القدرات والمهارات والمتطلّبات اللازمة، ومواكبة ثورة التكنولوجيا والثورة في الشؤون العسكرية، وأحدث النظريات والتطورات التي يشهدها العلم العسكري، وتوفير فرص التدريب المشترك مع أقوى الجيوش العالمية وأعرقها، وأكثر منظومات التسليح كفاءة وتطورًا، وتنويع مصادر التسلُّح.وقد اتّسم بناء القدرات العسكرية للدولة بالشمول والتنوع، على النحو الذي يبدو في مؤسسات التعليم والأكاديميات والكليات العسكرية الوطنية التي تُقدم أفضل المناهج الدراسية وخطط الإعداد والتأهيل لمنتسبيها، وبناء مؤسسات وشركات وطنية عملاقة للتصنيع العسكري، استطاعت خلال سنوات قليلة أن توفر للقوات المسلحة منظومات التسليح المتطورة محليًّا، وأن تضع اسم دولة الإمارات على قائمة مصدّري الأسلحة في المنطقة والعالم، على النحو الذي جعل القوات المسلحة الإماراتية قادرة على الاعتماد على الإمكانات الوطنية، وضمن استقلالية القرار العسكري بكل جوانبه.وفي هذا اليوم، الذي نحتفل فيه بالذكرى السابعة والأربعين لتوحيد قواتنا المسلحة الباسلة، فإن كل أبناء الدولة يهنئون القيادة الرشيدة ويتوجهون إليها بأسمى آيات الشكر والعرفان، ويجدّدون لها عهد الولاء والانتماء، ويهنئون أنفسهم بهذه الذكرى الوطنية العزيزة، ويفخرون بإخوانهم من أبناء القوات المسلحة الذين يُقدِّمون النموذج الأكمل في الفِداء والتضحية والإخلاص لقيادتهم ووطنهم.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية

Share it on