مجلس الجامعة العربية يدعو إلى الوقف الفوري للأعمال القتالية بالسودان "دون قيد أو شرط"

حوالي سنة فى كونا

القاهرة - 2 - 5 (كونا) -- دعا مجلس جامعة الدول العربية إلى الوقف الفوري لجميع الأعمال القتالية في السودان "دون قيد أو شرط" وإلى تعزيز الالتزام بالهدنة سعيا نحو عدم تفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية للشعب السوداني والحفاظ على مكتسباته وسلامة الدولة ومؤسساتها ومنشآتها.جاء ذلك في قرار صادر اليوم الثلاثاء عن اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين في جلسته المستأنفة بشأن تطورات الوضع في السودان.ودان المجلس بأشد العبارات استهداف المدنيين والمنشآت المدنية وبخاصة الطبية منها وقتل المدنيين أيا كانت جنسياتهم محذرا من مغبة وتبعات تلك الأعمال التي تؤدي إلى زيادة حدة الصراع "وتعد انتهاكا خطيرا للقانون الدولي ويتحمل مسؤوليته كل من يتورط في تلك الأفعال الشائنة".وأعرب في هذا الصدد عن الترحم على "أرواح الشهداء السودانيين وغيرهم الذين فقدوا حياتهم جراء النزاع والتقدم بأحر التعازي لذويهم".كما أعرب ببالغ الحزن والأسى عن خالص التعازي لمصر حكومة وشعبا في "استشهاد مساعد الملحق الإداري بالسفارة المصرية في الخرطوم محمد الغراوي".وتقدم بالشكر للسلطات السودانية لتنسيقها وتأمينها وتوفيرها الظروف المواتية لإجلاء أفراد البعثات الدبلوماسية والرعايا العرب والأجانب "بسلام وحرفية في ظل ظروف أمنية معقدة".وأشاد المجلس بالجهود التي بذلتها السعودية ومصر والأردن والإمارات والجزائر والمغرب في إجلاء رعاياها ورعايا عدد من الدول العربية وعدد من المدنيين والدبلوماسيين والمسؤولين الدوليين مؤكدا ضرورة الحفاظ على المصالح المشتركة بين السودان والدول العربية.وطالب بالحفاظ على حرمة البعثات الدبلوماسية وسلامة وأمن الأطقم العاملة بها اتساقا مع (اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لسنة 1961) محذرا من أي مساس بها بما يعد انتهاكا لقواعد القانون الدولي الإنساني.ودعا المجلس إلى إخلاء المستشفيات والمرافق المدنية من أي قوات أو مظاهر عسكرية وفتح المجال أمام الأعمال الاغاثية والمساعدات الإنسانية لجميع المدنيين السودانيين والمقيمين بالسودان.وأكد استعداد الدول الأعضاء لتوفير جميع أشكال الدعم الإنساني الطارئ والمساعدات الطبية والغذائية من خلال المجالس الوزارية المتخصصة وبالتنسيق مع الجهات السودانية الوطنية والمنظمات الدولية والإقليمية.ونوه بمبادرة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بصفته رئيس القمة العربية الحالية الداعية إلى التفكير وبشكل عاجل في مسعى مشترك ومتكامل تضطلع فيه الجامعة العربية بدور رئيسي مع الأمم المتحدة والمنظمات ذات الصلة والأخذ علما بخطاباته إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الاتحاد الإفريقي في هذا الشأن.وأشاد المجلس بجهود الدول الأعضاء في الجامعة العربية ومبادراتها الخاصة بالهدنة وبالنداء الإنساني الصادر بتاريخ 19 أبريل الماضي عن الأمين العام للجامعة بوقف إطلاق النار في السودان لتجنيب أهل السودان الوضع المأساوي الذي وجدوا أنفسهم فيه ولم يكونوا مسؤولين عنه ويتحملون أوزاره.ورحب بالدعوة التي وجهها الأمين العام للجامعة والتي تم بناء عليها عقد دورة طارئة (عن بعد) لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب ودورة طارئة لمجلس وزراء الصحة العرب في التوقيت نفسه الذي يلتئم فيه مجلس الجامعة على مستوى المندوبين وذلك للتعاطي العربي الشامل مع الأزمة الحالية وتداعياتها الإنسانية والصحية على الشعب السوداني.ودعا المجتمع الدولي إلى توفير جميع المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة لسد احتياجات الشعب السوداني والحيلولة دون تفاقم الأحوال الإنسانية.وحث جميع الدول والمنظمات والوكالات الدولية المختصة على تقديم الدعم لدول جوار السودان التي تستقبل المواطنين السودانيين الباحثين عن ملاذ آمن في تلك الدول لمساعدتها على تحمل الأعباء المتزايدة.وشدد المجلس على ضرورة حل الأزمة الحالية بما يضمن أمن السودان وسيادته ووحدته الترابية وصيانة مؤسساته ويحقق طمأنينة المواطنين السودانيين ويفضي إلى تلبية تطلعاتهم في السلام والتنمية ورفض التدخل الخارجي في شؤون السودان الداخلية تجنبا لتأجيج الصراع وإطالة أمد الأزمة الحالية وتهديد الأمن والسلم الإقليميين.وأكد أهمية مواصلة مجموعة السفراء العرب المعتمدين في الخرطوم للمهمة الموكلة إليهم طبقا لما ورد في بيان المجلس بتاريخ 16 أبريل الماضي.ودعا في هذا الصدد مصر بصفتها الرئيسة الحالية لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري والأمين العام للجامعة العربية إلى القيام بدور فاعل لتنسيق المواقف ما بين الدول الأعضاء في الجامعة وبينها وبين المنظمات الإقليمية والدولية إلى جانب متابعة تنفيذ هذا القرار وإحاطة المجلس بالتطورات مع إبقاء المجلس في حالة انعقاد دائم. (النهاية)

م ش / ا س م / م ع ع

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على