تحية للطباخين

over 6 years in كفر

حملت إلينا الاسافير والوسائط الاجتماعية حديثا ممجوجا تهاجم فيه المتحدثة وبصورة فجة أهلنا ( الحلفاويين) في شمال الوادي مستغلة علمهم ومعرفتهم بفنون الطبخ بل معارفهم وعلومهم الضاربة في القدم لتصل إلي نتيجة أن الطباخ وظيفة متدنية ممكن أن تكون مسبة وسيئة في وجه صاحبها.
لعلها فرصة لإزجاء التحية لعديد من الأصدقاء أبناء النوبة الذين جمعتنا بهم الحياة فكانوا نجوما بل أقمارا تضئ وكانوا مثالا لإنسان واع مثقف متعلم دمث الخلق وتسعفني الذاكرة مباشرة بصورة أخي سعيد صالح وأخي أسامه عمر وأخي عبد الرحمن شفا وأخوات فضليات وأسماء تتلألأ كالنجوم الزهر.
النسب إلي مدينة حلفا بإطلاق عبارة ( الحلفاويين) يقلل من شأن تلكم المنطقة وبحسب معرفتي بهم فهم ينسبون أنفسهم مباشرة إلي النوبة بل ويفخرون بها متجاوزين الوطن كله فيقول الفرد بفخر وعزة بأنه نوبي له مكان معروف ولغة معروفة وهذا الوصف يشمل الذين في السودان والذين في مصر فهم جميعا علي قلب رجل نوبي واحد.
والنوبة لهم تاريخ ضارب في القدم وقد استوطنوا الشلال الأول وسجلوا حضارة عظيمة جدا سبقت دخول الإسلام ومن هنا فقد امتزجت ثقافاتهم وتراثهم مع الثقافة الإسلامية الوافدة لتسجل لنا تراث اليوم في معظم بقاع السودان وما هذه العادات التي نقوم بها في الأفراح والمآتم وعند الولادة إلا تمازج من تراث النوبة أما الزراعة فقد جاء النوبة بالساقية بكل تفاصيلها وأسمائها ( كما ذكر ذلك العلامة أبو سليم في كتابه الموسوم بالساقية) وجاءوا بفنون الزراعة وغير ذلك من مآثرهم علي الناس.
وعندما كان أهلي يأكلون علي طريقة المتصوفة ( الكسره والبليله) ولا يعرفون غير الويكه وسلق اللحم كان النوبة علي علم بفنون الطبخ والأكل واشتهروا بذلك في الدول المحيطة فنقلوا هذا الفن الراقي إلي البيوت المعروفة في السودان ثم الفنادق وتجولوا داخل القطارات والبواخر بل وصلوا حتى قصور الملوك والأمراء والتجار يبدعون في هذا الفن المهم ويسجلون براءات الاختراع بصفة يو --- أكثر

Mentioned in this news
Share it on