الإمارات تضيء القمر
over 2 years in الإتحاد
البحارة السابقون حرضوا الأبناء والأحفاد على النهوض عالياً، ومغادرة شغب الموجة والذهاب إلى الأعلى، هناك حيث يسكن القمر، وهناك حيث ترسم الكواكب صورة المجد، وتحقق للذين يعشقون المغامرات الهدف والمبتغى.أبناء الإمارات، بسعيهم للوصول إلى القمر، وملامسة وجناته، أكدوا أن المستحيل ليس إلا وهماً في عقول اليائسين، وليس إلا حجر عثرة في قلوب المحبطين.المستكشف راشد يسجل على سبورة اللحظات الوطنية، وعي التاريخ بمن هم يعشقون الحياة، ويمضون نحو أهدافهم حاملين راية الوطن، ورؤية الباني المؤسس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.هذه سيرة شعب، وهذه حكاية عقل لا يتوقف عند حد، ولا يتسمر عند سد، بل هو في المسارات العلا، يعبر ولا يتوقف، لأن في التقدم يحدث الكمال كما قال خليل جبران، وأن الحياة طريق وليست محطة، الأذكياء هم الذين يعرفون مساراتها، وهم يكتشفون شعابها، والمصباح هو ذلك الطموح المنسدل على الجفون كأنه الظل يحمي من اللظى، ويحفظ من الشظف.أبناء الإمارات، ساعون دوماً إلى البحث عن الذات، بمعنويات أكثر صلابة من الجبال، وأشد بأساً من الريح، إنهم أبناء وأحفاد الذين ذللوا أجنحة الموجة وصعدوا المحيط، هم الذين أنجبت لهم القيعان أجمل الدر النفيس عندما أرخوا حبال الغوص، غير مبالين بالخطر، غير عابئين بالمفاجآت.أبناء الإمارات هم أولئك الذين نشروا الشراع، جذلاً ذاهبين إلى الأفق، محملين بأسئلة الوجود، وهم الذين ركبوا ظهر المجهول سعياً إلى حياة أجمل، وما الحياة إلا أبجدية نحن الذين نختار منها مفردات قصائد المجد المجيد، ونستمر في الرحلة ولا نتوقف، ولا نتساءل إلا عن ما بعد الرحلة، وما يليها من جديد.المستكشف راشد يبحث عن آخر قصيدة لفارس الشعر، ومبدع ترويض الخيل، هناك حيث البلاغة في الضوء، والنبوغ في الصعود، والفصاحة في التطلع، والحصافة في المسعى ولا توقف، لا تجديف إلا بمجاديف الثقة بأن الآباء مخروا عباب البحر، والأبناء اليوم ينقشون الأسماء على صفحات السماء، بحروف من سبائك الوعي، والمساعي المباركة. الآباء روضوا الموجة، والأبناء سخروا الفضاء كي يكون طريقاً سالكة، باتجاه الكواكب والنجوم.هذه هي سيرة قيادة أثثت مشاعر شعبها، بإستبرق الثبات، ونمارق الثقة والتصميم والإصرار، عندما وضعت نظرية «الاختراق» من دون التوقف عند أوهام المستحيل.هذه هي حكاية شعب له في التاريخ مثل، ونماذج من التفوق، وتحقيق مالا يستطيع غيره تحقيقه.