العمل والعمال والرزق الحلال
أكثر من سنتين فى الإتحاد
• بين ثلاثية عمل الخير ومجازاته بالنكران، وذاك الشاعر الذي انصاع في شعره وحياته للعمال وفعل الخير، والسلام إلى عيد العمال والاحتفاء به تاريخاً، نبحر في صباح الأول من مايو.• كل شيء يمكن أن تجد له مبرراً في الحياة، وتلتمس فيه للناس عذراً، عدا مقابلة الإحسان بالإساءة، وعمل الخير، بعمل السوء، وملاقاة عمل المعروف، كما لاقى مجير «أم عامر»، ما أشد الشبه بين هؤلاء المنكرين، الجاحدين، والضامرين الشر لقاء عمل الخير، بالضباع وأفعالها، كما فعلت الضبعة «أم عامر» بمجيرها البدوي الكريم! • لم تنتقل جثة رجل عظيم، مثلما تنقل رفات الشاعر التشيلي «بابلو نيرودا»، الفائز بجائزة نوبل للآداب عام 1971م، حيث تم دفنها للمرة الرابعة في تشيلي، بعد مرور ثلاث سنوات على استخراج رفاتها لمعرفة سبب وفاته، لأن الشكوك كانت تدور بشأن اشتباه في تسممه، حينما توفى بعد 12 يوماً من انقلاب «بينوشيه» على صديق «نيرودا»، الرئيس «سلفادور أليندي» عام 1973م، لكن التجارب التي أجريت على عينات من الأنسجة في مختبرات تشيلي وأمريكا وإسبانيا لم تظهر أي دليل على السٌمّية، وبقيت بعض الفحوصات المتعلقة بالحمض النووي الوراثي، لم تكتمل بعد، الشاعر «نيرودا»، الشيوعي، والذي توفي نتيجة الإصابة بسرطان «البروستات»، اختفى ملفه الطبي، ولم يعثر عليه، دفن في البداية في العاصمة «سانتياجو دي شيلي»، إلا أن جثمانه نقل بعد ذلك إلى قبر آخر، وفي عام 1992م، نقل رفاته ثانية إلى جزيرة «نيجرا»، وأخيراً استقر في حديقة منزله الساحلي الذي تحوّل لمتحف، مع زوجته الأخيرة «ماتيلد أوروتيا»! • اليوم.. الأول من مايو، عيد العمال العالمي، بناة الحضارات، وأيقوناتها الخالدة عبر العصور، عرق المدن، وأساسها ومدامكها، إن الاحتفالية بعيدهم، رغم أنها فكرة شيوعية، حينما أورد «البيان الشيوعي» الذي كتبه «كارل ماركس وفريدريك انجلز» عام 1848، في الفصل الرابع منه عبارة: «يا بروليتاريّ كل بلاد العالم اتحدوا»، وعُرّبت: «يا عمال العالم اتحدوا»، وقد حفرت على قبر «كارل ماركس» في مقبرة «هاي غيت» في لندن بعد وفاته عام 1883، والذي يحظى بزوار من جميع أنحاء العالم، وكثيراً ما تعرض لاعتداء خاصة تمثاله الذي بني على القبر، وكتبت في شعار الاتحاد السوفيتي بست عشرة لغة، إلا أن أصل عيد العمال هي أستراليا التي احتفت به في 21 أبريل 1856م، ثم تبعتها أمريكا وكندا بعد حركة «الثمان ساعات»، وفي الأول من مايو 1886م، نظم العمال في «شيكاغو» إضراباً شارك فيه قرابة 400 ألف عامل، رافعين شعار: «ثماني ساعات عمل، ثماني ساعات نوم، ثماني ساعات فراغ للراحة والاستمتاع»، وفي عام 1904م، دعا مؤتمر الاشتراكية الدولية في أمستردام جميع المنظمات والنقابات العمالية العالمية، لاعتبار الأول من مايو، عيداً للعمال، وفي عام 1955م، باركت الكنيسة الكاثوليكية هذا العيد، واعتبرت القديس يوسف البارّ» أو «يوسف النجّار» الذي ولد في الناصرة 30 ق.م، وتوفي فيها عام 20م، كان خطيباً للسيدة مريم، ومربي المسيح عليه السلام، عاش قديساً، وهو من سلالة النبي داوود، واعتبر شفيعاً للعمال والحرفيين في العالم.. لكل العمال في العالم صباح اللقمة الحلال.. صباح العمل المبارك.