مع حلول «الصيف».. كيف نتجنب حرائق المحاصيل الزراعية؟

حوالي سنة فى الإتحاد

هدى الطنيجي (رأس الخيمة) لا تزال حرائق مخلفات المحاصيل الزراعية وبعض التالف منها تحدث نتيجة عدم اتباع الإجراءات الوقائية التي تحددها أجهزة الدفاع المدني للتخلص منها بالطرق السليمة، ودون خسائر في الأرواح والممتلكات.ويُعد الإهمال في إخراجها ووضعها في الحاويات المخصصة لجمعها سبباً رئيساً للحرائق، فيما يمكن تخصيصها كطعام للحيوانات بدلاً من إحراقها بشكل عشوائي، ما قد يتسبب في خسائر قد تمتد إلى الأشجار والمحاصيل الزراعية والممتلكات والأرواح، وهذه الطريقة لا تزال شريحة قليلة من المزارعين والعمال تراها الأسرع والأسهل، رغم أن مسألة حماية الأرواح والممتلكات مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الأفراد والأجهزة الأمنية؛ لذا يجب ضرورة اتباع الإرشادات الوقائية في سبيل الحفاظ على سلامة الأرواح والممتلكات.«الاتحاد» استطلعت آراء المزارعين والعاملين حول هذه الظاهرة، وما هي أسبابها وكيفية تجنبها والحد منها وسبل التخلص من المخلفات بعدد من الإجراءات الوقائية التي تنادي بها أجهزة الدفاع المدني، حفاظاً على الأرواح والممتلكات.قال المزارع، علي المزروعي من رأس الخيمة: «إن حرائق المحاصيل الزراعية ظاهرة توجد في مختلف المناطق وليس فقط في المزارع، حيث يتجه بعض من الأشخاص ممن لديهم مخلفات ومحاصيل زراعية إلى التخلص منها عبر حرقها داخل مزارعهم وكذلك منازلهم، متجاهلين أن تلك المحاصيل تعتبر مواد سريعة الاشتعال قد تسهم في تأكل محتويات الموقع كافة بسرعة فائقة».

وذكر أن تلك المخلفات قد تم تخصيص حاويات لجمعها موزعة على مختلف المواقع والمناطق في سبيل الحفاظ على النظافة العامة، بينما يعتبر البعض حرقها خياراً سريعاً، لكنه قد يتسبب في وقوع حرائق، وبالتالي خسائر في الأرواح والممتلكات. لم يختلف معه في الرأي المزارع محمد الشحي الذي ذكر أن المحاصيل الزراعية وآلية التخلص منها، تتمثل في وضعها في الحاويات أو حرق الكميات البسيطة منها في أماكن مخصصة أو التواصل مع الجهة المعنية التي تقدم خيارات وحلول عن الآلية السليمة المتبعة في ذلك، وخيار حرقها داخل المزارع أو المنازل هو خيار غير صائب له عواقب وخيمة قد يسفر عن خسارة في الممتلكات، منها المحاصيل الزراعية التي ظل المزالع لأشهر يهتم بها.وأضاف: قد تمتد إليها النيران وتكون سريعة الاشتعال، وقد لا يحسن المزارع أو العامل التصرف في حال نشوبها وقد لا يمتلك طفايات الحريق لإطفائها، وإلى حين وصول الفرق المخصصة في عمليات الإطفاء، وإخماد الحريق تكون النيران قد أتت على أجزاء كبيرة من الموقع وقد تمتد إلى الخارج، مما ينتج عنه إصابات وخسائر في الأرواح. وأكد أن برامج التوعية متواصلة تقدمها كافة أجهزة الدفاع المدني على مدار العام والتي تحرص من خلالها على اتباع سلسلة من الإجراءات الوقائية، أهمها حفظ المبيدات الحشرية في أماكن مخصصة، وعدم إحراق المخلفات البسيطة إلا في أماكن مخصصة.بدوره، ذكر سعيد الشحي، أن هناك بعض الأشخاص يتجهون إلى الطهي بالقرب من المحاصيل الزراعية، الأمر الذي قد يسهم في وصول النيران إلى محاصيلهم، وبالتالي سرعة انتشار الحريق الذي يتطلب تدخل سريع عبر الطفايات أو مصدر للمياه، إذ يجب أن تحوي تلك المواقع المياه لكي تستخدم في إخماد النيران إلى حين وصول الفرق المختصة، وإلا فقد تقضي النيران على محتويات الموقع كافة بسرعة.وأكد أن برامج التوعية التي توجهها الأجهزة الأمنية، تأتي في صالح الجميع وتتطلب تعاون أفراد المجتمع، في سبيل الحد والقضاء على هذه الحرائق والخسائر التي تنتج عنها؛ لذا فإن الوقاية افضل طريق للحفاظ على الأرواح والممتلكات، من خلال اتباع الإجراءات كافة المتعلقة بالأمن والسلامة.«وقايتكم غايتنا» من جانبها، حددت إدارة الدفاع المدني في رأس الخيمة عدداً من الإجراءات الوقائية التي تساهم في تجنب مخاطر حرائق المحاصيل الزراعية، وذلك ضمن حملة «وقايتكم غايتنا» وخطة التوعية الرئيسية لعام 2023 ووفق استراتيجية ورؤية ورسالة القيادة العامة للدفاع المدني المنبثقة عن استراتيجية وزارة الداخلية التي تنطلق الشهر المقبل، وتستمر لمدة 3 أشهر، وذلك في إطار تعزيز مؤشرات السلامة من الحرائق، وتقليل نسب الإصابات والوفيات الناتجة عنها، عبر نشر الإرشادات إلى الجمهور المستهدف لتعريفه بمختلف مبادئ الأمن والسلامة التي تعتبر مسؤولية مشتركة بين أفراد المجتمع وأجهزة الدفاع المدني.

توعية العاملينقال العميد محمد عبدالله الزعابي مدير إدارة الدفاع المدني في رأس الخيمة، إن الوقاية من حرائق المحاصيل الزراعية، تتمثل بداية في تعريف وتوعية العاملين عليها من ملاك المزارع والعزب فيها بخطورة حرائق المحاصيل الزراعية والإجراءات الوقائية الواجب اتباعها عند التخلص منها، وذلك عبر حملة موسعة للتحذير من مخاطرها، بالإضافة إلى اتخاذ الإجراءات لتجنب وقوع الإصابات والأخرى والتصرف في حالات حوادث الحرائق، خاصة مع حلول فصل الصيف، بالتعاون مع البلدية المحلية ووزارة البنية التحتية والتغيير المناخي.وذكر أن هناك عدداً من الإجراءات لتجنب حرائق المحاصيل الزراعية، منها حفظ الأسمدة والمبيدات الحشرية في أماكن مخصصة، وتجنب تعريضها إلى أشعة الشمس الحارقة، وعدم إشعال النيران للطهي بالقرب من المحاصيل والتخلص من السجائر بعيداً عن الأشجار والمحاصيل الزراعية والمواد سريعة الاشتعال.وأضاف: يلزم حرق المخلفات بكميات بسيطة في أماكن مخصصة لتفادي وصولها إلى المحاصيل الزراعية الموجودة في الموقع، وأن يكون سور المزرعة من المواد الثابتة وبارتفاع معين، مع أهمية وجود مصدر للمياه بالقرب من المحاصيل الزراعية، والذي يمكن أن يستخدم في حال نشوب الحرائق، الأمر الذي يساهم في التقليل من المخاطر الناجمة عن الحريق، ويعزز من سرعة الاستجابة إلى حين وصول فرق المساندة في الوقت المطلوب.جاهزية واستعدادأكد العميد محمد الزعابي، أن إدارات الدفاع المدني في الإمارة على أهبة الاستعداد للتعامل مع مختلف البلاغات التي تقع ضمن نطاق اختصاصها وإرسال الفرق المختصة في الوقت المناسب؛ بهدف سرعة مباشرة عمليات إخماد الحريق؛ والتقليل من الخسائر المادية والبشرية للحفاظ على الأرواح والممتلكات، داعياً ملاك المزارع والعاملين عليها إلى ضرورة التعاون مع أجهزة الدفاع المدني من خلال تنفيذ واتباع سلسلة الإجراءات الوقائية لضمان السلامة للجميع.

شارك الخبر على