روابط نسب ومصاهرة مع مصر... ولا فرق بين دين أو مذهب في البحرين

حوالي سنة فى البلاد

أكد عدد من الشخصيات البحرينية والمصرية أن العلاقات التي تجمع البحرين بشقيقتها مصر ضاربة في الجذور على مستوى قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين، عززته روابط الدم والنسب الحاصلة بينهما، وأن إطلاق إعلان البحرين من مصر كأول دولة عربية وفي القارة الإفريقية يعبر عن مدى العلاقات الكبيرة والراسخة بين البلدين، ولما يمثله البلد الشقيق من ثقل على الصعيدين العربي والإفريقي.
وأشارت الشخصيات التي شاركت في إطلاق إعلان مملكة البحرين من مصر، إلى أن الإعلان وثيقة مهمة لاحترام حقوق الإنسان والحوار والتعايش، وركَّز على محاربة الجهل، فهو عدو السلام.
ولفتوا إلى أن الجميع في البحرين يحظون بممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية، وأن المآتم و المساجد والكنائس مفتوحة للجميع بلا قيود أو موانع؛ بفضل الفلسفة الإنسانية لملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.

لا قيود

من جهته، أكد رئيس مأتم القصاب غالب العلوي أن “البحرين معروفة بالتعايش، وهي نموذج كبير للعالم في التسامح وحرية المعتقد، والجميع يمارس شعائره بكل حرية وسلام ومحبة، ونحن في البحرين نفتخر بهذا الشيء العظيم الذي أسسه له جلالة الملك المعظم، من خلال مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي الذي ينطلق من هذه المبادئ، فإعلان البحرين هو وثيقة تعبر عن فكر وفلسفة ملك البلاد المعظم، وتتضمن عددًا من المبادئ تشكل ركائز التعايش كمنهج للسلام في العالم، والتي تنطلق من أسس تاريخية للتعايش في البحرين والنهج الديني القويم، فإعلان البحرين في مصر كأول دولة عربية وفي القارة الإفريقية يعبر عن مدى العلاقات الكبيرة والراسخة بن البلدين وعلى أعلى المستويات، فأصبحت علاقة البحرين ومصر اليوم نموذجا يحتذى به في كل الدول العربية”.
وأضاف العلوي “أحضر الفعالية بصفتي رئيسا لمأتم القصاب في البحرين، وقدومي لمصر خلال تدشين إعلان البحرين هو لنقل الصورة الذي نعيشها في البحرين للعالم أجمع، ولكي أوصل الرسالة أننا في البحرين نمتلك كامل الحرية لممارسة الشعائر الدينية بكل سلام وجلالة الملك المعظم وفر كل الإمكانات لجميع الطوائف لممارسة كل طقوسهم بسلام ومحبة، والمأتم اليوم كالمساجد والكنائس مفتوحة للجميع بلا قيود أو موانع ويقدم لها كل الدعم وبسخاء كبير، فأصبحت البحرين منارة للعالم أجمع، كما أن العالم الآن إذ أراد أن يتكلم عن التعايش فيذكر البحرين كنموذج له”.

عائلة واحدة

كما قال نائب رئيس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي عبدالوهاب الحواج إن مملكة البحرين تعتبر مثالا للتعددية في العالم، فعلى الرغم من صغرها وتعدد الديانات والطوائف إلا أن الجميع يعيش ضمن عائلة واحدة.
وأضاف الحواج على هامش إعلان مملكة البحرين من العاصمة المصرية القاهرة: “نحضر إلى مصر لتكملة مشوار عملنا في مركز الملك حمد للتعايش وهذه هي البحرين، نعيش في منطقة مضطربة، ونفخر في البحرين بإنشاء مركز الملك حمد للتعايش، التعايش يسري في دم البحريني، منذ النشأة لا تفرقة لدينا بين المذهب والدين والعرق، وجلالة الملك أعطى زخما للمركز لتوصيل هذه الرسالة للعالم”.
وأكد أن “العلاقات البحرينية المصرية قديمة وعريقة وقوية، ويستدل على ذلك من خلال التعايش بين المصريين والبحرينيين والترابط الأسري والعائلي، والنسب الحاصل بين الشعبين، إضافة إلى أن كل البحرينيين يفهمون اللهجة المصرية”.
وبين أن “هناك مجهودا كبيرا ومستمرا يقوم به مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، يهدف إلى نقل التجربة البحرينية والصورة الحقيقية للتعايش بين مختلف الديانات والمذاهب”، مؤكدا أن “النزاعات والحروب لا تفيد أحدا”.
وأضاف الحواج “نحن نفتخر بأن البحرين هي أنموذج في التعايش، هناك مناطق في العالم بدأت تهتم بموضوعات التعايش حديثا، إلا أن ما يميز البحرين هو أصالة هذا الموضوع فيها، نحن نصدر تجربتنا للعالم، ويضرب المثل دائما في البحرين بهذا المجال في مختلف دول العالم”.

محاربة الكراهية 

وقال رجل الأعمال يوسف صلاح الدين إن أعمال مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي تنطلق من باب التعليم، لتعزيز التعايش ومحاربة الجهل، والقضاء على الكراهية بين مختلف الشعوب والطوائف والديانات.
وأضاف “يحظى مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي بأهمية كبيرة في فكر ورؤية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم لجانب التعايش الإنساني بين مختلف الطوائف والديانات.
وأكد صلاح الدين أن أهمية الإعلان من جمهورية مصر العربية يأتي بسبب ثقل مصر كبلد عربي إسلامي إفريقي، وأهميتها وتأثيرها في العالم ككل، وسبق أن تم إعلان مملكة البحرين في قارة أوروبا عبر روما بإيطاليا، وقارة أميركا الجنوبية عبر برازيليا في البرازيل، واليوم يصل إلى إفريقيا عبر مصر العروبة.
وبين صلاح الدين أن “الملك حمد للتعايش السلمي” يعتبر من المراكز المهمة التي لها دور مقدر على المستوى الدولي، وتلقى أعماله أصداء طيبة في مختلف دول العالم، وجذب اهتمام قداسة البابا الذي زار البحرين برفقة فضيلة الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر”.
وأكد أنه في البحرين تم إعطاء جميع الطوائف والأديان حرية المعتقد، والقيام بالحرية الدينية والاعتقادية بكل حرية، دون فرض أي فكر معين.
وفيما يخص العلاقات البحرينية المصرية، وصفها صلاح الدين بـ “الممتدة عبر التاريخ”، قائلا إن “المنامة والقاهرة سلتين متشابهتين، احتضنت كلتا المدينتين مختلف الأديان، وعاملتا الجميع بتسامح وانفتاح، ويربطهما البعد التاريخي الحضاري، في البحرين الحضارة دلمونية وفي مصر الحضارة الفرعونية”.
وأكد صلاح الدين أن العلاقات البحرينية المصرية ممتدة عبر التاريخ منذ بدء حضارات دلمون والفراعنة، وامتدت تلك العلاقات وظهرت بشكل كبير في عهد السلطان قلوون المملوكي، وامتدت عبر المملكة المصرية والآن في جمهورية مصر العربية.
وضرب صلاح الدين مثلاً نهاية القرن التاسع عشر، إذ تكوّن هناك رابط ثقافي كبير بين البلدين، وبدأت في تلك الأوقات وصول المنشورات والصحف والمجلات المصرية إلى البحرين، كما كان هناك بعثة تعليمية مصرية وصلت وعاشت في البحرين خلال القرن التاسع عشر. كما أن البحرين حافظت على التواصل الثقافي والحضاري مع مصر، وكانت من ضمن الداعمين على سبيل المثال لأمير الشعراء أحمد شوقي وكانت من ضمن من أرسلوا له هدية ثمينة عند فوزه باللقب”.
وتابع صلاح الدين: “البحرين كذلك اعتبرت مصر امتدادا طبيعيا لها، بحكم الدم المشترك والمصير المشترك، ودعمت مصر في جميع حروبها وامتد التواصل التجاري والثقافي والعائلي والدبلوماسي، واليوم يتم تعزيز هذا التواصل في ظل العهد الزاهر لعاهل البلاد المعظم، ورئيس جمهورية مصر العربية”.

لا استنساخ

أكد عضو مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي صلاح الجودر أن مملكة البحرين تتمتع بتعددية دينية فريدة في المنطقة، كما أن مصر هي الثقل العربي والإسلامي وثقل القارة الإفريقية، وكذلك لها بعد تاريخي في قضية التعايش السلمي بين المسلمين والأقباط عبر مرور التاريخ حتى اليوم، وهناك إسهامات كبيرة تقوم بها الحكومة المصرية، كما أن البحرين تقود المنطقة لتعزيز التعايش، خصوصا مشروع جلالة الملك وفلسفته، وهو مشروع جديد ويتميز بالتعايش السلمي بين البشر عبر التسامح، والسلام.
وبين الجودر أنه “بسبب ترابط المجتمع البحريني، أصبح أكثر ترحيبًا بالآخر وشعائره، وقد أكد دستور البحرين حماية حرية الفكر والدين والمعتقد، وسنَّت له القوانين لحمايته، كما جاء في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية”. 
وأضاف “نحن ننقل صورة البحرين برؤية جلالة الملك المعظم لكل العالم، وأن مملكة البحرين تحتضن المسيحيين واليهود والبوذيين والبهائيين والسيخ والبهرة، ولهم معابدهم ودور للعبادة ومقابر خاصة لهم، كما يمارسون جميع حقوقهم وحرياتهم الدينية، ويمكن مشاهدة ذلك في المناسبات الدينية لكل دين وطائفة، كما أن البحرين لم تستنسخ تجربة للتعايش، وهي تنقل تجربتها وتعايشها للخارج”.
وأشار الجودر إلى أن إعلان مملكة البحرين وثيقة مهمة لاحترام حقوق الإنسان والحوار والتعايش، وركز على محاربة الجهل، فهو عدو السلام، كما جاء في إعلان البحرين، الذي يعبر عن فكر وفلسفة جلالة الملك المعظم حول مفهوم التعايش الإنساني، وأن إعلان مملكة البحرين يقوم على عدد من المبادئ التي تعد من ركائز التعايش كمنهج للسلام في العالم”.

خصوصية فريدة

قالت عضو مجلس النواب المصري سحر القاضي إن اختيار القاهرة عاصمة جمهورية مصر لتدشين إعلان مملكة البحرين يعبر عن أعمق أواصر المحبة والأخوة الوثيقة والمتميزة؛ ليشكل نموذجا رائدا للعلاقات العربية التي يحتذى بها كنموذج مشرف في العلاقات الدولية، مؤكدة أن وثيقة إعلان مملكة البحرين تعبر عن فكر وفلسفة ملك البلاد المعظم، وتتضمن عددًا من المبادئ تشكل ركائز للتعايش كمنهج للسلام في العالم.
وأشارت إلى أن العلاقات البحرينية المصرية تكتسب خصوصية فريدة وزخمًا كبيرًا عبر مر التاريخ والأزمنة، كما يجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين علاقات وطيدة وضاربة في عمق التاريخ، ولها من الخصوصية والأهمية والأولوية ما يجعلها نموذجًا للعلاقات بين الأشقاء على مختلف المستويات، وتحظى على الدوام بعناية كبيرة من الرئيس السيسي وجلالة الملك المعظم لتطوير وتعزيز هذه العلاقات في جميع المجالات لصالح الشعبين الشقيقين.

الجهل عدو

أكد الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى مدى قوة العلاقات البحرينية المصرية، وقال إن تدشين إعلان مملكة البحرين من القاهرة كأول دولة عربية يعتبر رسالة عميقة توكد عمق العلاقات الأخوية، ويأتي تدشين هذا الإعلان تزامنا مع مرور 50 عاما على العلاقات البحرينية المصرية.
وأضاف موسى أن هذا الإعلان يعتبر رسالة كبيرة ويعبر عن عزيمة البحرين الكبيرة تجاه المجتمع العربي؛ لأن هذا التدشين يحمل مبادئ جلالة الملك المعظم في التسامح والتعايش.
وأضاف أن “الجهل عدو لكل شيء وعدو للحقوق، ومحاربة الجهل هي الأساس في عالمنا اليوم، والجهل من أسوأ ما يمكن أن تصاب به المجتمعات”.
ونوه بمكانة البحرين بين الدول العربية والعالمية وأهميتها الكبرى، مشيدا بالعلاقات الأخوية التاريخية التي تربط البحرين ومصر، ومثمنا مواقف البلدين ودورهما الريادي في الجامعة العربية.

شارك الخبر على