كلمة رئيس الجمهورية بمناسبة الذكرى السنوية للاستفتاء على الدستور

أكثر من ٦ سنوات فى ونا

الوطنية العراقية - ونا / الخميس 19 تشرين الاول 2017 / بغداد / وجّه رئيس الجمهورية الدكتور فؤاد معصوم كلمة بمناسبة الذكرى الثانية عشر للاستفتاء على الدستور القيت بالنيابة عنه في احتفالية بالمناسبة أقامتها هيئة رئاسة مجلس النواب تحت شعار "دستورنا .. خيمتنا والضامن لوحدتنا الوطنية" على القاعة الكبرى في مجلس النواب ببغداد في ما يلي نصها:"بسم الله الرحمن الرحيم السيدات والسادة الحضورالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهيطيب لي أن أتحدثَ إليكم وأن أبدأ بتحيةِ ذلك اليوم الخالد الموافق الخامس عشر من تشرين الأول عام 2005، عندما تم اقرار الدستور العراقي بغالبية 78% تقريبا من أصوات المقترعين الذين بلغ عددهم نحو عشرة ملايين من مجموع خمسة عشر مليون ونصف مليون ناخب كان يحق لهم التصويت بموجب القانون السائد ذلك العام.ففي مثل هذه الأيام قبل اثني عشر عاما كانت انظار العالم مشدودة باحترام واعجاب الى شعبنا وهو يتوجه باصرار لسطر صفحة مضيئة جديدة في تاريخ نضاله الطويل من أجل حياة ديمقراطية ينعم فيها بالمساواة ونيل حقوقه وحرياته المدنية الدستورية، ضاربا مثلاً رائعا في الوعي السياسي والسلوك الحضاري السلمي والشعور العالي بالمسؤولية بعزمه على منح دستور العراق الدائم الشرعية اللازمة للمضي قدما نحو بناء مستقبله ومستقبل اجياله اللاحقة في دولة ديمقراطية دستورية اتحادية حديثة ومستقرة تضمن التقدم والازدهار لكافة ابنائها ومكوناتها وتحمي وحدة الوطن وسيادته.ان ما شهدناه من إقبال واسع على المشاركة فى الاستفتاء على الدستور من جميع أطياف الشعب العراقي وإقراره بتلك النسبة غير المسبوقة فى تاريخ الديمقراطيات الوليدة، عكس بقوة رغبة العراقيين في أخذ زمام أمورهم بأيديهم. وسواءً كان التصويت بلا أو بنعم كانت العملية الديموقراطية في بلادنا المستفيد الأول من الاستفتاء الامر الذي أكد ايضا أن العراقيين بدأوا طريقًا قد يكون صعبًا لكنه السبيل الصحيح الذي سيجنون من خلاله ثمار تاريخ نضالي طويل وقاس ضد الدكتاتورية والاستبداد والظلم خاضه آلاف المواطنين من كل المكونات مضحين بارواحهم من اجل حياة سياسية كريمة لشعبهم ووطنهم.واغتنم هذه الفرصة لأؤكد عن قناعة عميقة إن العراقيين جميعا برهنوا خلال الاعوام الاثني عشر المنصرمة على امتلاك وعي وطني مخلص ومسؤول بات يتعمق ويتجذر متجلياً في نزوعهم الثابت اكثر فاكثر الى تغليبهم المصلحة الوطنية العليا كهدفهم الأسمى، وهذا النزوع لعب دورا حاسما في انتصارهم العظيم على الارهاب وفي اصرارهم على الوحدة والتأخي والتضامن ورفض الطائفية والعنصرية والمحاصصة والفساد والجرأة على تحدي الصعاب والاخطار مهما عظمت.بيد ان الدستور باعتباره الوثيقة الوطنية المحورية الرئيسية، والقانون الأساسي والأعلى، بحاجة دائما الى المراجعة والتعديل بهدف التطوير والتعزيز ومعالجة الثغرات والنواقص ومواكبة التطورات فضلا عن ضرورة ان يكون ضامنا للإجماع الوطني الكامل والفعلي حوله ومعبرا عن لزوم قدرته الآنية والحيوية على معالجة الازمات الطارئة والمنعطفات الخطرة.ان صيغة دستورنا العراقي الذي كتب في وقت عصيب تتميز بالتقدم والمتانة بشكل عام. بيد ان ان كل البلدان الديمقراطية حتى الاكثر تقدما احتاجت الى سنوات طويلة حتى تصل الى دساتير ضامنة للديمقراطية الحقيقية. ومن هنا ضرورة التطوير المتواصل بل الدائم لدستورنا ايضا. ولا نتردد في القول هنا ان كل أزماتنا السياسية الحالية هي أساسا ذات جذر دستوري او قانوني، فاقمه غياب لجنة التعديلات الدستورية عن الوجود دون ان تنجز مهامها، وزاده بلة وجود تفسيرات متباينة حول هذه المادة الدستورية أو تلك ما سمح بالتدخل في اساءة توظيفها احيانا. والحال بدون احترام الجهات الرقابية التفسيرية للدستور وبدون الإجماع على دستور وطني شامل تستمر الأزمات في العملية السياسية الامر يستوجب عاجلا خطوات رصينة ودستورية لأزالة كل مواطن الضعف في الدستور لاسيما في اهم المواد المثيرة للخلافات و إزالة اللبس في الصياغات وتجنب اللغة الفضفاضة التي يمكن تفسيرها بأشكال شتى او حسب الرغبات بينما ينبغي ان يكون هناك تفسير واضح وثابت يصد تدخلات ورغبات الكتل او السلطات المختلفة.وعلى العموم إننا جميعا لدينا ملاحظات على الدستور، لكنه الآن هو الضامن الوحيد لحماية بلادنا وشعبنا ومستقبلهما من الاخطار. وإننا من موقعنا وبموجب مسؤوليتنا الدستورية نؤكد وبكل قوة على أهمية الالتزام بالدستور نصا وروحا كأساس لأية مواقف او اجراءات.. وايضا كوسيلة فعالة وعادلة لحل كافة المشاكل كما نؤكد على ضرورة احترام نص وروح الدستور في اصدار القوانين والتشريعات وكذلك في تنفيذها بما في ذلك ما يتعلق بالانتخابات المقبلة او في ضمان صون الحياة الدستورية وحماية حقوق الانسان وكذلك حقوق المرأة والمكونات كافة وكل ما من شأنه تطوير الممارسة الديمقراطية وحماية وحدة العراق وسيادته.مرة أخرى أحيي الذكرى المجيدة للاستفتاء على الدستور، كما أحيي جهودكم وأتمنى لكم الموفقية والنجاح في عملكم.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.//انتهى/ندى/رئاسة الجمهورية/الاعلام

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على