المستكشف «راشد» والريادة في قطاع الفضاء
أكثر من سنتين فى الإتحاد
تعد دولة الإمارات نموذجاً يُحتذى به في الإصرار والعزيمة واستشراف المستقبل، من خلال تفوّقها وريادتها على الصُعد العربية والإقليمية والدولية في الكثير من المجالات، لا سيّما مجال الفضاء، فمنذ تأسيس الدولة على يد القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وهي تعمل من أجل المستقبل، وترسيخ مكانة متميزة لها على خريطة العالم. وتسير القيادة الرشيدة للدولة ممثلةً في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على هذا النهج المبارك في تحدّي المستحيل وتخطّي الصعاب وتحقيق الإنجازات عبر الاستعانة بقدرات كوادر أبناء الوطن، لترسخ مكانتها كقوة معرفية وتقنية تغزو عالَمَ الفضاء الواسع وتستكشف القمر، بعد أن كانت تعتمد بشكل أساسي على البترول. وفي هذا الإطار، يأتي إعلان مركز محمد بن راشد للفضاء موعد هبوط المستكشف «راشد» على سطح القمر، والذي يوافق اليوم الثلاثاء في تمام الساعة 8:40 مساءً بتوقيت الدولة، إذ يُعدّ هذا المستكشف أول مهمة إماراتية وعربية إلى سطح القمر من شأنها تقديم اكتشافات جديدة بشأن منطقة «ماري فريغوريس» الواقعة في أقصى شمال القمر، من خلال دراسة الجيولوجيا الخاصة بالقمر وخصائص التربة وحركة الغبار والبلازما والغلاف الكهروضوئي، ما يجعله من أشد المهمّات الفضائية ترقّبًا، خاصة أنه يغطّي أماكن لم يسبق استكشافها من قِبل أيٍّ من المركبات الفضائية، أو حتى المهمات المأهولة السابقة.وتُعدّ الخطوات التي تتخذها الدولة من أجل تعزيز مكانتها في قطاع الفضاء ناجحةً للغاية، لا سيّما أنها مبنية على أسس علمية ومنهجية ومدروسة، وفي هذا الإطار أعلنت وكالة الإمارات للفضاء إطلاق «مجمع البيانات الفضائية» في أواخر العام الماضي، وهو عبارة عن منصّة رقمية تهدف إلى جمع وتوفير البيانات المتعلّقة بالفضاء للعلماء والباحثين والمؤسّسات الحكومية والخاصة والشركات الناشئة وأفراد المجتمع.ويهدف «مجمع البيانات الفضائية» إلى استنباط حلول لمواجهة التحدّيات على الصُعد المحلية والإقليمية والدولية، وإعداد وتوفير منظومة ابتكارية شاملة تجمع بيانات وتقنيات الفضاء، فضلًا عن زيادة عدد الشركات الفضائية وبراءات الاختراع واستقطاب أفضل المبتكرين ورفع نسب الإنتاج البحثي العلمي بما يسهم في مسيرة التطوير والتنمية وبناء المعرفة بالدولة.إن واقع قطاع الفضاء في الدولة وآفاقه المستقبلية يبشّران بإنجازات غير مسبوقة لما تحمله الدولة من عزم على تحقيق رؤيتها الهادفة إلى تصدّر العالَم في هذا القطاع، وامتلاك ما يكفي من الكوادر الوطنية والعربية القادرة على الابتكار في مجالات علوم الفضاء بما يعود بالنفع على الشعوب والأمم كافة، فالسبيل الأمثل للاستفادة من التطور المتسارع للتكنولوجيا هو أن نستطيع إنتاجها بأنفسنا، أو أن نشارك على الأقل في عملية ابتكارها وإنتاجها وتطويرها.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية