شخصيات إسلامية.. خباب بن الأرت

أكثر من سنتين فى الإتحاد

خباب بن الأرت، رضي الله عنه من السابقين إلى الإسلام، وهو الصحابي الجليل خَبّابُ بنُ الأَرَتّ بنِ جَنْدلةَ بنِ سَعْدِ بنِ خُزيمةَ بنِ كَعْبِ بنِ سَعْدِ بن زيد مناة بن تميمٍ، التميمي، ويقال الخزاعي، أبو عبد اللَّه، وقيل: أبو يحيى، وقيل: أبو محمد، أسلم رضي الله عنه قديماً، وكان سادس ستة في الإسلام، وشهد بدراً وأحداً والمشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم.وصبر رضي الله عنه على ما نالَه من الأذى من المشركين ولم يعطهم ما سألوا، فعن الإمام الشعبي، قال: سألَ عُمر خبّابّاً رضي الله عنهما عما لَقِيَ من المشركين، فقال خباب رضي الله عنه: «يا أمير المؤمنين، انظُر إلى ظهري»، فقال عمر رضي الله عنه: «ما رأيت كاليوم»، قال: «أوقَدُوا إليّ ناراً، فما أطفأها إلا وَدكُ ظهري».وعندما هاجر إلى المدينة آخى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بينه وبين تمِيمٍ مولى خِرَاش بْن الصمّة، وقيل: جَبرِ بنِ عَتِيكٍ. وروى رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متوسداً رداءه في ظل الكعبة فشكونا إليه فقلنا يا رسول الله ألا تدعو الله لنا ألا تستغفر لنا فجلس واحمر وجهه ثم قال لقد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيمر به في الأرض ثم يجاء بالمنشار فيجعل فرقتين ما يصده عن دينه ويمشط بأمشاط الحديد ما دون عظمه من اللحم والعصب ما يصده عن دينه وليتمن الله أمركم حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى إلا الله أو الذئب على غنمه».وروى عنه ابنه عبد الله بن خباب بن الأَرَتّ عن أبيه -وكان قد شهد بدراً مع رسول الله عليه الصلاة والسلام: أنه راقب رسول الله عليه الصلاة والسلام الليلة كلها حتى كان مع الفجر، فلما سلم رسول الله عليه الصلاة والسلام من صلاته، جاءه خباب فقال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، لقد صليت الليلة صلاة ما رأيتك صليت نحوها. فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام «أجل، إنها صلاة رغب ورهب، سألت ربي فيها ثلاث خصال، فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألت ربي أن لا يهلكنا بما أهلك به الأمم قبلنا فأعطانيها، وسألت ربي أن لا يظهر علينا عدوّاً من غيرنا فأعطانيها، وسألت ربي أن لا يلبسنا شيعاً فمنعنيها».وروى الثوري عن أبي إسحاق، عن أبي ليلى الكندي قال: قال عمر لخباب: ادنه، فما أحد أحق بهذا المجلس منك إلا عمار. قال: فجعل يريه بظهره شيئاً -يعني: من آثار تعذيب قريش له.وروى أبو الضحى، عن مسروق، عن خباب قال: كنت قينا بمكة، فعملت للعاص بن وائل سيفاً، فجئت أتقاضاه، فقال: لا أعطيك حتى تكفر بمحمد. فقلت: لا أكفر بمحمد -صلى الله عليه وسلم- حتى تموت ثم تبعث، فقال العاص: إذا بعثت كان لي مال، فسوف أقضيك، فقلت ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم، فأنزلت: {أفرأيت الذي كفر بآياتنا} «مريم». ولخباب: اثنان وثلاثون حديثاً.ومرض مرضاً شديداً، في آخر أيامه، روى الإمام مسلم في «صحيحه» عن قيس بن أبي حازم رضي الله عنه قال: دخلنا على خَبَّابٍ وقد اكْتَوَى سبعَ كَيَّاتٍ في بطنه، فقال: «لَوْ مَا أَنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهانا أَنْ نَدْعُوَ بالموت، لَدَعَوْتُ بِهِ»، وتُوفِّي ودُفِن بالكوفة عام سبع وثلاثين عن ثلاثٍ وسبعين سنة. فرضي الله عنه.

شارك الخبر على