توصية بعدم تجاهل أعراض الجهاز الهضمي

حوالي سنة فى الإتحاد

 يتردد العديد من الأفراد في مناقشة مشكلات الجهاز الهضمي وأعراض الأمعاء وإثارتها مع الأطباء المختصين، لذا فهم يعانون بصمت لعدة سنوات، وفقاً لاختصاصيي أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى كليفلاند كلينك، وذلك بمناسبة شهر التوعية بمتلازمة القولون العصبي IBS والذي حددته المؤسسة الدولية لاضطرابات الجهاز الهضمي ليكون شهر أبريل من كل عام.وقال الدكتور موشلي، اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي والكبد والتغذية في مستشفى كليفلاند كلينك: نحتاج إلى زيادة وعي المرضى حول أهمية الحديث عن الأعراض السلبية ومشكلات الجهاز الهضمي والأمعاء مع الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية، إذ تظهر الأبحاث أن العديد من الأفراد، إما يترددون في إثارة هذه الأعراض مع أطبائهم، أو أنهم يناقشونها فقط عندما يُسألون عنها مباشرة أو عندما يتفاقم الوضع، وتتعدد الأسباب وراء ذلك، سواءً بسبب الخوف أو الإحراج أو الوصمة والأعراف المجتمعية. وفي كثير من الأحيان يفضّل المرضى البحث عن المعلومات عبر الإنترنت، ما قد يؤدي إلى نتائج عكسية.وأضاف الدكتور موشلي: غالباً ما تشير الأعراض السلبية المتعلقة بالجهاز الهضمي إلى متلازمة القولون العصبي، وهو أمر غير مريح، ولكن لا داعي للخوف لأنه لا يضر الجهاز الهضمي أو يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان القولون. وفي حالات نادرة جداً، قد نجد أن الأعراض التي يعاني منها المريض ناتجة عن حالة أكثر خطورة، مثل سرطان القولون، وفي هذه الحالة يؤدي التشخيص المبكر والعلاج المناسب إلى تحسين النتائج النهائية للمريض. ومن الأفضل طلب المساعدة من اختصاصيي الرعاية الصحية إذا كانت لدى المريض مشكلات مستمرة في الجهاز الهضمي.وأشار إلى أن متلازمة القولون العصبي هي عبارة عن اضطراب معدي معوي وظيفي، يُعرف أيضاً باسم اضطراب التفاعل بين القناة الهضمية والدماغ، وهو مرتبط بمشكلات في كيفية تفاعل وعمل الأمعاء والدماغ معاً. وتتسبب هذه المشكلات في زيادة حساسية الجهاز الهضمي بشكل كبير، إضافة إلى تغير طريقة عمل عضلات الأمعاء، ما يؤدي إلى إصابة المريض بآلام في البطن وغازات وإسهال وإمساك.وتقدّر المؤسسة الدولية لاضطرابات الجهاز الهضمي IDGD أن 5-10% من سكان العالم مصابون بمرض القولون العصبي. ووفقاً للمؤسسة، فإن النساء أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة من الرجال، كما أن معظم مرضى القولون العصبي هم تحت سن الخمسين، ويتم تشخيص العديد منهم بعد سنوات من بدء ظهور الأعراض. ووجد الاستبيان الذي أجرته المؤسسة وشمل نحو 2000 مريض بمتلازمة القولون العصبي أن تشخيص المرض تم بعد 6 سنوات ونصف تقريباً من بداية ظهور الأعراض.ولفت الدكتور موشلي إلى أن العلاج يتم تحديده اعتماداً على الأعراض التي يعاني منها المريض، ويمكن إجراء فحص للدم وتحليل لعينات البراز، إضافة إلى تنظير القولون، لاستبعاد أي احتمالات أخرى.وبيّن الدكتور موشلي أن السبب الدقيق لمرض القولون العصبي لا يزال غير واضح، لكن يعتقد الباحثون أن مجموعة من العوامل يمكن أن تؤدي إلى متلازمة القولون العصبي، بما في ذلك اضطراب حركة الأمعاء، والتي تشير إلى مشكلات في كيفية تقلص عضلات الجهاز الهضمي وتحريك الطعام عبر الجهاز الهضمي، إضافة إلى فرط الحساسية الحشوية، والذي يعني أن الأعصاب في الجهاز الهضمي شديدة الحساسية، ومن العوامل الأخرى للإصابة بمتلازمة الجهاز الهضمي سوء الفهم بين الأعصاب في الدماغ والأمعاء والذي يُشار إليه كخلل في وظيفة الدماغ والأمعاء.وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص قد يكونون معرضين لخطر الإصابة بمرض القولون العصبي إذا كان لديهم تاريخ عائلي لمرض القولون العصبي، أو الإجهاد العاطفي، أو التوتر أو القلق، أو تاريخ من سوء المعاملة أو صدمة في الطفولة، أو عدم تحمل الطعام، أو كان لديهم عدوى في الجهاز الهضمي.ونوّه الدكتور موشلي إلى أن هناك طرقاً فعّالة لإدارة متلازمة القولون العصبي والحد من تفاقمها ليتمكن المرضى من الاستمتاع بجودة حياة أفضل. وتختلف محفزات نوبات القولون العصبي من شخص إلى آخر، ويمكن أن تكون غير متناسقة في الشدة والأعراض، لذلك يعمل اختصاصي الجهاز الهضمي مع مريضه لتحديد المحفزات والعوامل الشخصية، والتي يمكن بعد ذلك التقليل منها أو تجنبها. وتشمل المسببات الشائعة أنواعاً مختلفة من الأطعمة والأدوية، بالإضافة إلى التوتر.وفيما يتعلق بالأطعمة، يمكن أن تساعد حمية الإقصاء، التي يتم إجراؤها بالتشاور مع الطبيب، في تخفيف الشعور غير المريح وتحديد الأطعمة التي تسبب النوبات. وتشمل الأطعمة التي يتم التخلص منها عادة المأكولات التي تحتوي على الجلوتين ومنتجات الألبان والسكر والأطعمة المعبأة والمعالجة.وأشار الدكتور موشلي إلى أن الحد من استهلاك الكربوهيدرات لما له تأثير كبير على جودة حياة المصابين بمتلازمة القولون العصبي، ويجد العديد من الأفراد الراحة بعد اتباع نظام غذائي طويل الأمد منخفض الكربوهيدرات.واختتم: لا يوجد علاج لمرض القولون العصبي، ولكن التنسيق والعمل مع الاختصاصيين الطبيين لإجراء تغييرات في نمط الحياة مثل النظام الغذائي وإدارة الإجهاد، وتحديد الأدوية التي يمكن تناولها عند الحاجة لمعالجة الأعراض، يمكن أن يساهم في إحداث تأثير إيجابي في جودة حياة المرضى.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على