حمدان بن زايد  ٢٠٢٢ عام حاسم في العمل المناخي

أكثر من سنتين فى الإتحاد

أبوظبي (الاتحاد)
أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة في أبوظبي، أن عام 2022 كان عاماً حاسماً في العمل من أجل المناخ، حيث كثفت خلاله هيئة البيئة- أبوظبي مساعيها لدعم رؤية وتطلعات حكومة الإمارات العربية المتحدة، وتقليل آثار التغير المناخي، من خلال دورها الرائد في قيادة جهود إمارة أبوظبي، التي تساهم في تحقيق أهداف المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.وفي كلمته التي جاءت في مقدمة التقرير السنوي للهيئة الذي صدر أمس قال سموه: «في عام 2022، أثبتت (الهيئة) ريادتها، ونجحت في تعزيز مكانة إمارة أبوظبي ودورها الفاعل في مجال المحافظة على البيئة وحماية الأنواع على المستويين الوطني والعالمي، وقد جاء إعلان برنامج الأمم المتحدة للبيئة عن اختيار برامج (الهيئة) لإعادة تأهيل النظم البيئية الساحلية والبحرية في أبوظبي ضمن قائمة أفضل عشر مبادرات عالمية لاستعادة وتأهيل النظم البيئية، ليؤكد على تفرد وتميز برامجنا ومبادراتنا البيئية الطموحة، والتي تعتبر نموذجاً يُحتذى به عالمياً».وقال سموه: «عززت (الهيئة) من جهود التعاون مع شركائها المعنيين على المستويين الوطني والمحلي من القطاعات الحكومية والخاصة، للحفاظ على البيئة، ومكافحة تغير المناخ، ووضع خطط واضحة لخفض الانبعاثات لقطاعات محددة، والحد من الملوثات، ومراقبة المناطق التي لا يمكن الوصول إليها، والتي تشكل مصدر قلق واضح لمستويات جودة الهواء، والتي تضمنت البدء بإعداد سياسة شاملة لإمارة أبوظبي تستهدف خفض انبعاثات غازات الدفيئة، وتعزيز مرونة التكيف مع التغير المناخي في أبوظبي. مع وضع المحفزات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في الاعتبار، لتحقيق التوازن بين احتياجات المجتمع والحفاظ على البيئة».وسلطت هيئة البيئة، من خلال تقريرها السنوي الصادر أمس بنسخة رقمية للعام الرابع على التوالي، الضوء على أهم إنجازاتها خلال عام 2022، حيث ركز التقرير على جهود الهيئة نحو تحقيق رؤيتها الاستراتيجية لضمان مستقبل مستدام للجميع من خلال الحفاظ على التنوع البيولوجي، والتخفيف من آثار التغير المناخي، ورصد ومراقبة وجودة الهواء والمياه البحرية والتربة، والمحافظة على استدامة وصحة البيئة البرية والبحرية بالإمارة.وقال معالي محمد أحمد البواردي نائب رئيس مجلس إدارة «الهيئة»، في كلمته التي جاءت في مقدمة التقرير: «كان عام 2022 مليئاً بالإنجازات نحو تحقيق رؤيتنا في هيئة البيئة - أبوظبي، وقد تميز ذلك العام بالمشاريع النموذجية التي ساهمت في تحقيق المزيد من النجاحات، ففي الربع الأول، أطلقنا المئوية البيئية 2071 - والتي تعتبر رؤية بيئية شاملة مشتركة لإمارة أبوظبي للخمسين عاماً القادمة. فهي تعكس التزامنا بجعل الإمارة الأفضل عالمياً في مجال الحفاظ على البيئة، وتؤكد على ريادتنا في تحقيق الاستدامة، والتي طالما حظيت بالاعتراف في جميع أنحاء العالم. وقد استوحت المئوية البيئية رؤيتها من مئوية الإمارات 2071 التي تطمح لأن تكون الإمارات أفضل دولة في العالم بحلول الذكرى المائة لقيام الاتحاد. ونحن في هيئة البيئة أبوظبي، سنعمل على مدار الساعة لضمان تحقيق هذا الهدف الطموح».

وأضاف البواردي: «لقد بدأنا بالفعل في اتخاذ خطوات حاسمة وملموسة لتنفيذ المشاريع التي تتماشى مع المئوية البيئية 2071، ولدينا فريق متخصص للتأكد من أننا نسير نحو تحقيق الأهداف الاستراتيجية التي وضعناها في هذه الرؤية. إننا نسير في الاتجاه الصحيح، ونعمل بشكل جيد نحو توفير بيئة آمنة ونظيفة، وتضمن استدامة مواردنا للأجيال القادمة».وقالت رزان خليفة المبارك، العضو المنتدب، وعضو مجلس إدارة هيئة البيئة أبوظبي: «في كل عام، عندما أنظر إلى ما حققناه في هيئة البيئة - أبوظبي، أشعر بالفخر والاعتزاز. ففي عام 2022، واصلنا جهودنا لإحداث فرق ملحوظ في حالة البيئة في أبوظبي، مما يضمن توفير بيئة مستدامة للأجيال القادمة. وفقد اتخذنا خطوات كبيرة في عدة اتجاهات نحو مواجهة تغير المناخ - من زراعة أشجار القرم باستخدام الطائرات من دون طيار، إلى تكريم المنشآت الصناعية التي تساهم في الحد من انبعاثاتها، وبالتالي تقليل نسبة الملوثات. كما نتطلع لتعزيز دورنا الريادي في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ «كوب 28»، الذي تستضيفه دولة الإمارات في عام 2023».وسلطت المبارك الضوء على تطلعات «الهيئة» المستقبلية في تعزيز دورها الريادي في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ «كوب 28»، الذي تستضيفه دولة الإمارات في عام 2023، وإلى أن يكون لـ«الهيئة» صوت مؤثر في الحوار الدولي، الذي يسعى باستمرار إلى إيجاد حلول مبتكرة وعملية وواقعية للحد من الآثار الكارثية لتغير المناخ. وأشارت إلى أن هذا الهدف أحد الأولويات الرئيسية بالنسبة لللهيئة، وكسلطة مختصة بشؤون البيئة في أبوظبي، ستسعى الهيئة لبناء مستقبل مستدام يستجيب لطموحات الحاضر ويلبي توقعات الأجيال القادمة. وتطرقت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة، إلى أحد أهم المشاريع التي تم إنجازها خلال عام 2022، وهو تطبيق سياسة حظر استخدام الأكياس البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة في إمارة أبوظبي، بالتعاون في منافذ البيع بالتجزئة الرئيسية. وأضافت: «ومن خلال هذا المشروع، نجحنا في توفير أكثر من نصف مليون كيس يومياً. وتماشياً مع رؤية حكومة دولة الإمارات، نحن في طريقنا إلى تنفيذ حظر تام لجميع الأكياس البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة بالدولة بحلول عام 2024». وأشادت الظاهري بالرؤية الثاقبة والفكر المستنير لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بن نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في مجال الابتكار والحفاظ على البيئة والاستدامة التي تحققت بتوجيهاته ودعمه ورؤيته المتفردة التي لطالما جسدت طموحات شعب الإمارات وآماله وتطلعاته، ونجحت بأن تكون مثالاً رائداً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في جميع أنحاء العالم، وبشكل خاص في مجال حماية البيئة.عبوات بلاستيكيةفي عام 2022، تم استرداد أكثر من 30 مليون عبوة مياه بلاستيكية، مقارنة بـ 7.25 مليون عبوة في العام السابق، ويتم جمع أكثر من 850 ألف عبوة مياه كل أسبوع. ولتشجيع جميع الجهات الحكومية على أن تكون خالية من المنتجات المستخدمة لمرة واحدة، أصدرت الهيئة دليلاً إرشادياً بعنوان: «حكومة خالية من المواد المستخدمة لمرة واحدة: دليل الجهات الحكومية في أبوظبي»، حيث حضر أكثر من 3000 موظف جلسات تعريفية بالدليل الإرشادي. كما تم تنظيم 15 جلسة توعية، استهدفت مجموعات مختلفة، وحضرها 3700 مشارك.

مبادرة القرميشار إلى أنه من أبرز الإنجازات التي حققتها «الهيئة» خلال عام 2022، إطلاق مبادرة القرم - أبوظبي والتي تم الإعلان عنها خلال اللقاء الذي عُقد بين سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، مع صاحب السمو الملكي الأمير وليام، دوق كامبريدج خلال زيارته لدولة الإمارات لتعزيز مكانة الإمارة بصفتها مركزاً عالمياً رائداً للأبحاث والابتكار في مجال الحفاظ على أشجار القرم. وتعتبر هذه المبادرة بمثابة منصة تهدف إلى تطوير حلول مبتكرة لزراعة أشجار القرم، والمساهمة في تخفيف آثار التغير المناخي، وتشجيع أفراد المجتمع على المساهمة في الحفاظ على البيئة، بالإضافة إلى إنشاء مشتل متطور لأشجار القرم في أبوظبي، ليصبح مركزاً للأبحاث والدراسات. كما أطلقت «الهيئة» خلال العام الماضي المئوية البيئية 2071، التي تمثل رؤية بيئية شاملة ومشتركة لإمارة أبوظبي للخمسين عاماً القادمة، وتؤكد على التطلعات الطموحة لدى الهيئة وشركائها لجعل أبوظبي الأفضل عالمياً في الحفاظ على البيئة. استوحت المئوية البيئية رؤيتها من مئوية الإمارات 2071 التي تطمح لأن تكون الإمارات أفضل دولة في العالم بحلول الذكرى المائة لقيام الاتحاد.

إنقاذ سلاحفأنقذت هيئة البيئة في أبوظبي أكثر من 250 سلحفاة بدعم من «ذا ناشونال اكواريوم»، من خلال برنامج إنقاذ الحياة البرية. علاوة على ذلك، للسنة الثالثة على التوالي، سجلت «الهيئة»  تحسناً ملحوظاً في مؤشر الصيد المستدام، حيث ارتفع من 8.9 % في عام 2018 إلى 62.3% بنهاية عام 2021. وفيما يتعلق بالتنوع البيولوجي، اكتشفت «الهيئة» نوعاً جديداً من أسماك الراي في مياه أبوظبي، والذي يعتبر إضافة جديدة إلى القائمة العلمية العالمية. ومن الإنجازات البارزة الأخرى في عام 2022 إطلاق برنامج «العلامة البيئية للمصانع الخضراء» لتكريم إسهامات القطاع الصناعي في حماية البيئة بهدف تحقيق المبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي 2050. ويهدف البرنامج، الذي تم تطويره بناءً على أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال وبما يتوافق مع طبيعة القطاعات الصناعية بالإمارة، إلى بناء شراكات داعمة لتعزيز وتقدير الإسهامات في حماية البيئة مع القطاعات الصناعية المختلفة.محميةوخلال عام 2022، دشن سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان «محمية كثبان الوثبة الأحفورية» والتي تُعد المحمية الأولى من نوعها في الدولة، ومنطقة غرب آسيا، وتضم أكثر من 1700 كثيب أحفوري تنتشر على مساحة تصل إلى 7 كيلومترات مربعة.وفي عام 2022، أطلقت «الهيئة» تطبيقين للهاتف المتحرك: تطبيق «بادر»، وتطبيق «طبيعة أبوظبي». ويشجع تطبيق «بادر»، الذي ترعاه شركة بروج، سكان أبوظبي ومواطنيها لتغيير سلوكهم نحو البيئة، وتحفيزهم ليكونوا قادة مسيرة التحول الإيجابي لتعزيز ممارسات الحفاظ على البيئة. في حين أطلقت «الهيئة» تطبيق «طبيعة أبوظبي» الذي يعتبر الأول من نوعه، ويشجع على العمل المجتمعي، ويساعد الجمهور في معرفة المزيد عن الحياة البرية في إمارة أبوظبي وتسجيل مشاهداتهم للأنواع البرية والبحرية التي تحتضنها الإمارة.

توطين المها العربيفي إطار برنامج الشيخ محمد بن زايد لإعادة توطين المها العربي في دول الانتشار الذي يعتبر من أنجح برامج المحافظة على الأنواع في العالم، أكملت هيئة البيئة – أبوظبي خلال عام 2022 مهمة ناجحة لنقل 20 رأساً من المها العربي إلى المملكة الأردنية الهاشمية والتي تم إطلاقها في محمية الشومري للأحياء البرية. كما واصلت «الهيئة» تحقيق المزيد من الإنجازات ضمن برنامجها الأكبر من نوعه في العالم لإعادة توطين الثدييات، حيث تم نقل 20 رأساً من المها الأفريقي و25 رأساً من المها أبو عدس من أبوظبي إلى محميات جمهورية تشاد. واستمر برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور بتحقيق النجاح، حيث تم خلال عام 2022 إطلاق 71 صقراً فوق براري كازاخستان، ليصل عدد الصقور التي أعادها البرنامج إلى الطبيعة منذ إنشائه عام 1995 إلى 2159 صقراً.

شارك الخبر على