من الأشهر اليوم؟

 خولة علي (دبي)
يواصل شباب وشابات الإمارات مسؤولياتهم تجاه الوطن، بما يبذلونه من جهود في العطاء والعمل الإنساني الخيري الذي يعمل على تعزيز روح التلاحم والتكاتف، وبناء جسور التواصل والتعاون بين المؤسسات والجهات المجتمعية، ودفع عجلة التنمية وتحقيق الاستدامة ووعي الأفراد وتكريس مبدأ العطاء. ونوف علي الحوسني، واحدة من المتطوعات اللاتي دفعهن شغفهن لرد الجميل للوطن الذي قدم الكثير لأبنائه ولا يزال، وهي محاضرة في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، متطوعة في منصة متطوعي الإمارات، حاصلة على ماجستير في علوم القيادة والتطوير المؤسسي، خبير في الأعمال التطوعية، وخبير استراتيجي في القوى الناعمة. تعاون وتراحمترى نوف الحوسني أن التطوع مجهود يقوم به الشخص من دون انتظار أي مردود مادي أو هدف شخصي، وتعود أهمية العمل التطوعي بالنسبة لها إلى الطفولة، حيث نشأت على مفهوم التكاتف والتعاون والتراحم مع المحيطين بها كمساعدة الجيران والوقوف على احتياجاتهم، وتوزيع أطباق الطعام على الحي الذي ترعرعت فيه. وتقول: التطوع بمثابة غرس تعلمناه من أهالينا، وحرصنا عليه من خلال توجيهات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فكان نهجه واضحاً في مد يد العون للآخرين، وعدم التردد في مساعدة الجميع على اختلاف أجناسهم.

«الفزعة»وتؤكد الحوسني أن المجتمع الإماراتي منذ القدم لديه النزعة التطوعية بمفهومها القديم، والذي يطلق عليه تسمية «الفزعة»، ولكن مع انتشار العمل التطوعي المنظم والممنهج تحت مظلة المؤسسات الحكومية والخيرية الرسمية، انتشر العمل التطوعي، وأصبح الكثير من الأفراد والقائمين على المؤسسات يسعون لهذا الشرف لخدمة المجتمع المحلي والدولي. وقد شاركت نوف كمتطوعة في حملة جسور الخير لإغاثة المتضررين من الزلازل الأخيرة التي ضربت سوريا وتركيا، حيث رأت تسابق الأفراد والمؤسسات من كل الجنسيات والأديان والأعراق لتقديم الدعم والمساندة، والمشاركة في نجدة الشعبين المنكوبين.تحياتبدأت رحلة نوف التطوعية قبل تخرجها في الكلية العام 2012، وذلك بالتطوع في «تكاتف» وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، والمشاركة في الكثير من الفعاليات المحلية والأنشطة. وتقول: كنت أقود الفرق التطوعية، وكنت من أعضاء مبادرة إسعاد المرضى، حيث واجهات بعض التحديات، منها التعامل مع مختلف شرائح المجتمع، ولاسيما كبار السن، لكنني تجاوزت الأمر بالممارسة والدورات التدريبية التي ساعدتني على النجاح في عملي. زرع البسمة ومن أهم الأحداث التي تركت أثراً في نفسها، زيارة المرضى والاطلاع على أوضاعهم، وكان دورها إسعادهم وزرع البسمة على وجوههم من خلال الاطمئنان على أحوالهم، وتوزيع بعض الهدايا الرمزية عليهم، ومنهم مريضة من دولة عربية تتعالج في الإمارات بغسيل الكلى، حيث فاجأتها بزيارة ملأت قلبها بالفرح، ولاسيما أنها تعيش بمفردها وليس لديها هنا أقارب يسألون عنها.

جسور الخير شاركت نوف في أنشطة تطوعية كثيرة، منها الإشراف على الأيتام في رحلة ترفيهية، والمشاركة في تنظيم فعاليات مجتمعية عدة، وتنظيم انتخابات المجلس الوطني، والمشاركة في حملة إغاثة باكستان، وكان آخرها المشاركة في حملة جسور الخير التي تمت تحت إشراف هيئة الهلال الأحمر الإماراتي. نجاحات حققت نوف الحوسني الكثير من النجاحات، ونالت تكريماً كمتطوعة عن فئة الموظف المجتمعي لدى هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وكمتطوع محاضر. ونالت تكريماً لمساهمتها في إنجاح المخيم التدريبي الثاني لمتطوعي الهيئة كمنسق. وتطمح للحصول على درجة الدكتوراه في مجال الأعمال الإنسانية، وأن تكون من ضمن المتطوعين المتميزين على الصعيدين المحلي والعالمي.