شخصيات إسلامية.. مالك بن دينار «رحمه الله»

حوالي سنة فى الإتحاد

مالك بن دينار علم من أعلام التابعين، وإمام من أئمة الهدى، وتلميذ نجيب من تلاميذ الصحابة، وكنيته أبو يحيى، ولد في أيام عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، وسمع من أنس بن مالك رضي الله عنه، وحدث عنه، وعن الأحنف بن قيس، وسعيد بن جبير، والحسن البصري، ومحمد بن سيرين، والقاسم بن محمد.قاد نفسه إلى الخيرات، ومنعها عن الشهوات، وهو علم العلماء الأبرار، كان قوته من كتابة المصاحف، خرج عن حظوظ نفسه، حتى قال: مذ عرفت الناس لم أفرح بمدحهم، ولم أكره ذمهم، كان زاهداً في الدنيا، لا يهتم لها، قال سليمان التيمي: ما أدركت أحداً كان أزهد في الدنيا من مالك بن دينار.دخل عليه لص، فما وجد ما يأخذ، فناداه مالك: لم تجد شيئاً من الدنيا، أفترغب في شيء من الآخرة قال: نعم. قال: توضأ، وصل ركعتين. ففعل، ثم جلس، وخرج إلى المسجد، فسئل: من ذا؟ قال: جاء ليسرق، فسرقناه.من أقواله المأثورة الجميلة التي فيها عبرة وعظة، قوله رحمه الله: «إذا تعلم العالم العلم للعمل، كسره، (أي: جعله منكسراً متواضعاً)، وإذا تعلمه لغير العمل، زاده فخراً».. وقال: «من تباعد من زهرة الدنيا، فذاك الغالب هواه»، وقال: «خرج أهل الدنيا من الدنيا ولم يذوقوا أطيب شيء فيها. قيل: وما هو؟ قال: معرفة الله تعالى».وقال: «عجباً لمن يعلم أن الموت مصيره والقبر مورده كيف تقر بالدنيا عينه؟! وكيف يطيب فيها عيشه؟!»، وقال: «كان الأبرار يتواصون بثلاث: بسجن اللسان، وكثرة الاستغفار، والعزلة»، وقال: «إذا عرف الرجل من نفسه علامة الخوف، وعلامة الرجاء، فقد تمسك بالأمر الوثيق، أما علامة الخوف، فاجتناب ما نهى الله عنه، وأما علامة الرجاء، فالعمل بما أمر الله به».

شارك الخبر على