«المؤثرون».. جيش بايدن الجديد في معركة «البيت الأبيض»

حوالي سنة فى الإتحاد

واشنطن (الاتحاد)
لعب «تويتر» مع «فيسبوك» دوراً كبيراً في الانتخابات الرئاسية الأميركية منذ 2008، وبرع الرئيس الأسبق باراك أوباما في استخدام التطبيقات الجديدة للوصول إلى أكبر عدد من الناخبين خاصة الشباب.. كان ذلك أمراً جديداً تماماً في الأوساط الإعلامية الأميركية الكلاسيكية التي كانت تنظر - بخيلاء - للمرشحين وهم يتنافسون على كسب ودها لضمان أفضل تغطية في خضم المواجهة الشرسة مع المنافسين.. الآن يكرر جون بايدن اللعبة نفسها، ويعطي ظهره قليلاً للميديا القديمة، باعتماده هذه المرة على «المؤثرين الجدد»، فيما يؤكد مجدداً الصعود المدوي للإعلام الجديد، خاصة تيك توك وإنستغرام، اللذين ينظر إليهما باعتبارهما قنوات فعالة جداً للوصول إلى أخطر المناصب في العالم. بل هي شهادة معتمدة لابد أنها ستثير حفيظة كثير من الصحفيين المحترفين الذين اعتادوا التعامل بخفة شديدة مع النجوم الصاعدة في الإعلام الموازي. يقول خبراء إن توجه البيت الأبيض، للاعتماد على المؤثرين في الحملة الانتخابية المقبلة يمثل أيضاً نقلة نوعية في مسيرتهم المهنية.. فالآن لم يعد نطاق عملهم محصوراً في الدعاية لشركة سيارات أو الترويج لسلسلة مطاعم أو ماركات ساعات فاخرة، مثلاً. لقد صارت مهامهم أكثر خطورة.. عليهم أن يحملوا على أكتافهم المرشح الرئاسي البالغ من العمر (82 عاماً) إلى البيت الأبيض مرة أخرى. وهذه مهمة قد تبدو الآن صعبة، لصحف راسخة مثل نيويورك تايمز أو واشنطن بوست أو حتى المحطات التلفزيونية الكبرى.فالبيت الأبيض يريد الوصول إلى الملايين من الشباب الذين يعيشون على كوكب «السوشيال ميديا».. هؤلاء لا تستطيع الميديا التقليدية التواصل معهم بسهولة، على الرغم من كل الجهد المبذول لزيادة انتشارها رقمياً. جيش المؤثرين الجدد المسلحين بالتكنولوجيا الحديثة، يمكنهم تحقيق المستهدف، عبر جماهيريتهم الكاسحة على تويتر وفيسبوك وإنستغرام وتيك توك، حسبما يرى القائمون على ترتيبات حملة الرئيس جو بايدن المقبلة.يقول موقع «آكسيوس» إن هؤلاء «المؤثرين» سيكون لديهم غرفة عمليات خاصة بهم في البيت الأبيض لتنظيم حملاتهم الدعائية، لتعزيز شعبية بايدن بين الناخبين الشباب الذين تعتبر أصواتهم حاسمة جداً للفوز في الانتخابات، خاصة وأن معسكر المرشح المنافس المحتمل - دونالد ترامب - لديه حشود من الأنصار على مختلف وسائل التواصل، ولابد أنه سيلجأ إليهم إذا ترشح عن الحزب الجمهوري. لذلك تشتد الحاجة إلى قوات مارينز خاصة في الفضاء الإلكتروني.ومن المقرر أن يتواصل فريق الاستراتيجية الرقمية لبايدن مع المؤثرين في جميع أنحاء الولايات المتحدة لاستهداف أولئك الذين قد لا يتابعون البيت الأبيض أو الحزب الديمقراطي على وسائل التواصل الاجتماعي - أو الذين يتابعون فقط وسائل الإعلام الرئيسية. ويشير «إكسيوس» إلى أن 4 من موظفي بايدن الرقميين يركزون على المؤثرين ومنشئي المحتوى المستقلين. يعمل الموظفون رسمياً في البيت الأبيض، وليس ضمن حملة بايدن - ولكن من الواضح أن الوصول للناخبين الشباب وجمهور الضواحي يمثل لهم أولوية.في هذا السياق، تم منح المئات من منشئي المحتوى المستقلين المتطوعين، حق الوصول للبيت الأبيض في عهد بايدن، ومن بينهم هاري سيسون، وهو طالب في جامعة نيويورك لم يتعد عمر 20 عاماً، لديه أكثر من 600  ألف متابع على TikTok. وفيفيان تو، وهي متداولة سابقة تناقش الموضوعات المالية في مقاطع قصيرة على TikTok وInstagram. وسيكون منح غرفة إحاطة مخصصة في البيت الأبيض للمؤثرين للالتقاء بالرئيس  شخصياً أو عن بعد، أمراً غير مسبوق، وعلامة على أن غرفة المؤتمرات الصحفية الشهيرة لم تعد المنصة الوحيدة أمام الرئاسة لتوجيه رسائلها الإعلامية. وسيمنح بعض المؤثرين وصولاً أكثر اتساقاً للرئيس، بجانب دعوات لزيارة البيت الأبيض، وفرص للوصول إلى بايدن عندما ينطلق في حملاته الانتخابية بالولايات الأميركية. وقد تم تعيين روب فلاهيرتي، الذي يقود هذا الجهد، مساعداً للرئيس - بنفس رتبة مدير الاتصالات في البيت الأبيض والسكرتير الصحفي، فيما يؤكد الأهمية التي يوليها فريق بايدن لاستراتيجيته الرقمية.

شارك الخبر على