سألنا فنانات هل تعرضتن للتحرش لأجل تقديم عمل؟

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

مشوار النجومية ليس بسيطًا، وصعود سلّمه يحتاج إلى مجهود كبير، ونفس طويل، هكذا يقول الفنانين سواء في العالم العربي أو خارجه، وهو الأمر الذي يستغلّه بعض صنّاع الأعمال الفنية، ويحاولون اللعب عليه لدفع الفنانين لتقديم تنازلت قد تكون سببًا في انتقالهم للصفوف الأولى، وبين رافض وموافق اختلفت ردود أفعال الممثلين والمطربين نحو ذلك.

روايات كثيرة حكتها فنانات عن دخولهن الوسط الفني، وكيف أصبحن نجمات، بينما ظل أخريات لسنوات عديدة يظهرن ككومبارس أو يقدمن أدوارًا ثانوية، ويحلمن يوميًا بالبطولة المطلقة، وأخرى تمنت لو يجد فيها المخرج النجمة الجديدة لامتلاكها الكثير من الأدوات التمثيلية، وغيرهن ممن سعت وراء طموحاتها الفنية، لكن بعضهن يصطدمن بمنتجين يحاولن ابتزازهن، ورهن سماحهن لهم بانطلاقهن فنيا بالتحرش أو إجراءهن علاقات جنسية معهم مقابل تقديمهن في دور كبير بأعمالهم، وهو ما كشف عنه تقرير نشرته مجلة «بيزنس إنسايدر» الأمريكية قبل عدة أيام، والذي أفاد بتعرّض نحو 30 امرأة للتحرش الجنسي من قبل المنتج الأكثر نفوذا في هوليوود هارفي واينستين، استغل فيها عمله وموقعه للرضوخ لرغباته الجنسية خلال فترة استعدادهن أو تصويرهن لأفلام من إنتاجه، وهو الأمر الذي شكّل مفاجأة كبيرة، ولم تكن تصدّق عن هذا المنتج من قبل مثل تلك الشائعات، لاسيما أنه حصد العديد من الجوائز في مجال الإنتاج السينمائي.

كان من بين هؤلاء النجمات أنجلينا جولي، وجوينيث بالترو، اللتان كشفتا عن تعرضهما لهذا التحرش قبل أكثر من 30 سنة، فالأولى فوجئت بتقربه منها بطريقة فجّة، في أحد الفنادق، عام 1990، لكنها صدته، وقررت عدم التعامل معه لاحقًا، والثانية قالت إن المنتج الشهير دعاها إلى غرفته في الفندق خلال مشاركتها في فيلم «إيما»، عام 1994، وعانقها عنوة واقترح أن يذهبا إلى غرفته لكي تدلكه، وهو ما أصابها بالرعب.

واستمرت أصداء هذا التقرير لعدة أيام بعد نشره، مع تصدر هاشتاج Me Too لمواقع التواصل الاجتماعية، والذي شاركت فيه العديد من النساء على «سوشيال ميديا»، «التحرير» تواصلت مع عدد من الفنانات لسؤالهن حول ما إذا كان نموذج المنتج هارفي واينستين موجود بالوسط الفني المصري والعربي أم لا، وهل حدث أن تعرضن لحوادث تحرش تشبه تلك التي تعرضن لها نجمات هوليوود:

8 فنانات رفضن التعليق.. إحداهن غضبت وأغلقت الهاتف!

رفضت مجموعة من النجمات التعليق على هذا الموضوع، وتنوعت أسبابهن في الرفض، منهن إلهام شاهين، التي بررت رفضها لطرح السؤال من الأساس بكونها غير قادرة على الاستماع بشكل جيد، إذ تستعد للسفر إلى خارج مصر، أما درة التونسية فأكدت انشغالها بتصوير عمل فني جديد، أما وفاء عامر وهنا شيحة وتارا عماد وإنجي المقدم وأمينة "مطربة الحنطور"، فلم يجبن على هاتفهن، وفي رد فعل غاضب أغلقت انتصار الهاتف فجأة مع محرر «التحرير» قائلة "لا أتحدث في مثل هذه النوعية من الموضوعات"، تعبيرًا منها عن اعتراضها على سؤال فنانات حول مثل هذه الوقائع، رغم أنها معروفة بجرأتها وتحدثها في كل الموضوعات دون حواجز.

 

فيما وافقت مجموعة أخرى على التعليق، وأجبن:

أميرة فتحي: زواجي أنقذني من التحرش

التحرش بالفنانات موجود من زمان، هذا ما أعلنته الفنانة أميرة فتحي، وذلك وفقًا لانتشاره في كل المهن، فنجده بين الطبيب والممرضة، والمدير والسكرتيرة، والعاملة ومدير الفندق، وكلهن يتعرضن لابتزاز وإما يقبلن أن يعشن تجربة جنسية معهم وإما يتم طردهن من عملهن.

أميرة لم تعش هذه التجربة، معتبرة أن زواجها في التاسعة عشرة أنقذها من أن تتعرض ولو لمحاولة تحرش من قبل أي شخص في هذا المجال، لكنها واثقة تمامًا بأنها موجودة داخل الوسط الفني، سواء كان تحرشا لفظيا أو ملموسا، وذلك وفقًا لارتفاع نسبة التحرش في المجتمع المصري.

تكتم «أنجلينا» على تعرضها للتحرش من قبل المنتج  هارفي واينستين هو أمر مثير للدهشة حسبما رأت «أميرة»، لكنها توقعت أن يكون هذا المنتج قد ضايقها مجددًا، أو سمعت عن واقعة تحرش جديدة قام بها فقررت الإعلان، مشددة على أن «أنجلينا» ليست من نوعية الفنانات اللواتي يبحث عن شهرة أو عمل «شو إعلامي» حولهن، ويكفيها أنشطتها الإنسانية، التي لم تتجاهلها خلال انشغالها بتقديم أفلام في السينما الأمريكية.

سما المصري: ثلاثة أرباع المنتجين الجدد متحرشون

بجرأة شديدة صرحت الفنانة سما المصري بأن ثلاثة أرباع المنتجين الجدد متحرشون بالفنانات الشابات، وروت أنها شخصيًا تعرضت لمحاولة في بداية ظهورها على الساحة، من قبل منتج معروف، إذ حاول معها لفظيًا ثم مد يديه نحوها، لكنها بادرته بـ«بونية» أعلى أنفه، وبين عينيه، مما سبب له ألمًا قويًا، وكانت هذه حركة بسيطة منها، إذ تتمكن من لعبة «فولي بول»، وهو ما يجعها ذات خبرة في إلقاء الكرة، وحركة يديها السريعة، وكان رد فعله أن طردها من مكتبه، وحرمها من المشاركة في عمل من إنتاجه، وحتى لا تقدم تنازلات بأي شكل قررت أن تنتج أعمالها بنفسها، وأسست شركة إنتاج خاصة بها، قدمت من خلاها فيلمها «على واحدة ونص».

وبعد أن قدمت «سما» مجموعة من الأغنيات المصورة، على نفقتها الشخصية، وهاجمت فيها سياسات الإخوان وقت حكمهم لمصر، قررت العودة للفن، على خلفية إيقاف محطتها الفضائية، وبدأت بالتواصل مع مجموعة من المنتجين المعروفين، وأعلنت لهم رغبتها في الرجوع لكونها ممثلة، لكنهم حاولوا التحرش بها، وقالت: «أحدهم قال لي انتي ظبطتي جسمك وبقى مشدود لفي كده».

واعتبرت أنه من الوارد أن يتحرش منتج بكومبارس أو فنانة شابة، لكن أن يطمع فيها وهي «نجمة معروفة» أمر غريب، وأضافت: لو طمع في كومبارس ماشي هيرفعها درجة في النجومية ويديها فرصة، لكن الفنانة المشهورة مش محتاجة هما الاتنين هيستفيدوا من بعض.

وروت «سما» أن بعض صديقاتها ممن رغبن في أن يصبحن ممثلات تعرضن للتحرش بالفعل من منتج معروف، ورغم ذلك لم يحصلن على الأدوار التي كانوا قد تلقوا وعدًا بتقديمها، ووصفت هؤلاء المنتجين بـ«رجالة تعبانة في دماغها»، خاصة أن بينهما من كان يعمل سائق ميكروباص، أو مدير إنتاج، أو منتج فني، قبل أن يصبح منتجًا، بالتالي أن يجلس وأمامه نجمة مثل غادة عبد الرازق أو ليلى علوي أو غيرهما هو حلم كبير بالنسبة له، لذا يطمح لو أن يسهر ويقضي وقتًا معهما لأنه «مش مصدق نفسه».

دومينيك حوراني: رفضت أن أبيع نفسي لأصبح نجمة

«كثيرون شبّهوني بأنجلينا جولي» هكذا بدأت الفنانة اللبنانية دومينيك حوراني حديثها، مشددة على عشقها لنجمة السينما الأمريكية، بما في ذلك من وسيرة حياتها وعفويتها وصراحتها، واعتبرت أن جمال أنجلينا كان سببًا في تعرضها للتحرش، وهي الظاهر المنتشرة في كل مجالات الحياة، وقالت: عموما الفتيات الجميلات يتعرضن لنوع من أنواع التحرش من قبل شخص يقدم لهن شيئا يفيدهن في عملهن، أو يعرض عليهن منصبا أعلى، أو فلوس، أو نجاح أكثر، وهذا أمر طبيعي في العالم العربي وفي هوليوود أيضًا.

دومينيك لم تصادف نماذج من هؤلاء المنتجين، وشددت على أنها رفضت أن تبيع نفسها، واجتهدت ونحتت اسمها دون مساعدة من آخرين قد يقومون بإبرازها على الساحة، أو قبول أن ينفق عليها شخص ما كي يصنع منها نجمة، وبررت ذلك قائلة: لا أحب أن تكون رقبتي بين يدي شخص لأنه سيعود مجددًا للإيقاع بي، ورفضي لهذا الأمر جعلني لا أسلم رقبتي لشخص واحد، وعمري ما أعطيت شيئا مقابل آخر، إنما عملي جاء بمجهودي الشخصي، واسمي صيتي وحرفيتي في العمل ونجاح أعمالي هو اللي شغلني وجعلني مستمرة حتى هذا الوقت.

شارك الخبر على