شخصيات إسلامية.. بلال بن رباح

over 2 years in الإتحاد

الصحابي الجليل، بلال بن رباح رضي الله عنه، وهو من الصابرين الذين يصدق فيهم قول الحق سبحانه وتعالى: (... إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ)، «سورة الزمر: الآية 10»، وقد ورد في فضله مجموعة من الأحاديث، ومن ذلك:» ما صح عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال عند صلاة الفجر: «يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام، فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة»، قال: ما عملت عملاً أرجى عندي: أني لم أتطهر طهوراً، في ساعة ليل أو نهار، إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي». هو بلال بن رباح، مولى أبي بكر الصديق، مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، من السابقين الأولين، شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، ومناقبه وفضائله جمة كثيرة، من أول من أظهر إسلامه، هو وعمار، وأمه سمية، وصهيب، والمقداد. كان معظماً بين الصحابة، وله في نفوسهم مكانة كبيرة، وذلك لأن الإسلام أزال الكبر من النفوس، وجعل الناس يعيشون في رحاب الأخوة والمحبة، وكان التقديم والتعظيم بين المسلمين بناءً على التقوى والإيمان، فقد روى جابر بن عبدالله عنهما، قال: كان عمر يقول: «أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا - يعني بلالاً-». إن إيمان بلال وصدقه ومكانته من رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي جعله يستحق وبكل جدارة أن يلقبه عمر بن الخطاب بـ «سيدنا»، وقد خلد الله عز وجل ذكره، فلو سألت الأطفال في بلاد الإسلام: من هو بلال؟ لأجاب أكثرهم: إنه مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي ثبت على دينه، وكان يقول: أحد، أحد. حقاً إن إيمانه وصدقه جعلاه بين العظماء والشرفاء والكرماء.. توفي بلال رضي الله عنه سنة عشرين من الهجرة بدمشق، ودفن بباب الصغير، وهو ابن ثلاث وستين سنة، فرضي الله عنه وأرضاه.

Share it on