«العمل الإنساني».. قيمة راسخة في فكر زايد
over 2 years in الإتحاد
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
حرص المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على ترسيخ قيم العمل الإنساني لدى أبناء الوطن، ونجح في جعله منهاجاً أساسياً في الحياة، ولأن العطاء نابع من ذاته ومكون أساسي في شخصيته، حثّ على استدامته دون أن يرتبط بمناسبة معينة، لذا تجلى عمله الإنساني في مختلف المجالات، خاصة التطوع والاهتمام بالبيئة، ودعم كبار السن، تاركاً بصمة واضحة في جميع بقاع العالم، وقصصاً خالدة تضرب مثالاً على فكره وقيمه الإنسانية. قالت فتحية النظاري، أول متطوعة إماراتية في الهلال الأحمر الإماراتي، منذ نشأته عام 1983، إن مفهوم استدامة التطوع كان مكوناً رئيساً في فكر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، موضحة أنه، رحمه الله، كان قائداً بمعنى الكلمة، ويتمتع بنظرة ثاقبة، ورؤية للمستقبل، وأوردت النظاري أنه، ومن خلال تجربتها الشخصية، فإن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومن خلال زياراته لفرع جمعية نهضة المرأة الظبيانية في البطين، كان يدخل الفصول، ويجلس على مقاعد الدراسة مع طالبات صفوف محو الأمية ويتحدث معهن، وينصت لهن، ويستفسر منهن عن المشاريع، ويطلب رأيهن ويأخذ بها، لافتة إلى أنه كان متواضعاً ومستمعاً جيداً ومحباً لشعبه.استدامة الخيرأشارت فتحية النظاري إلى أن عملها التطوعي أتاح لها لقاء المغفور له الشيخ زايد في أكثر من مناسبة، ما جعلها تستلهم من قيمه الإنسانية، وقالت «كنا نعمل في السلع وبدع زايد والعين، وكان، رحمه الله، دائم التأكيد على العطاء والتطوع وفعل الخير، وكان يتحدث عن استدامة العمل الوطني التطوعي في جميع المناسبات، وفي إحدى المرات عندما كنا في جزيرة دلما، حرص على التحدث مع الناس لمعرفة احتياجاتهم، وكان يؤكد أهمية التطوع المستدام والمتواصل والذي يجب ألا ينقطع». أسلوب حياةالنظاري التي بدأت التطوع في سبعينيات القرن الماضي، تحدثت عن أهمية الاستمرار في التطوع واتخاذه أسلوب حياة من أجل تحقيق سعادة المجتمع الإماراتي، لها العديد من الأنشطة في مجال العمل الإنساني داخل الدولة وخارجها، وحاصلة على العديد من ميداليات العمل التطوعي وشهادات التقدير، عملت مديرة لفرع البطين بجمعية النهضة الظبيانية منذ تأسيسها عام 1973 ولمدة 25 عاماً، وعلى المستوى الدولي، تمت مشاركة مبادئ الإمارات للعطاء الإنساني مع منظمات دولية وأممية مختصة للإسهام مع جهود الإمارات الإنسانية التطوعية، وشملت الفئات الهشة ومناطق الكوارث والزلازل والمجاعات.مؤسسات إنسانيةالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، اهتم بالإنسان وعزز قيم العطاء وترسيخها داخل الدولة وخارجها، وفي هذا الصدد، قال سعيد علي المناعي، مستشار تراثي في نادي تراث الإمارات، إن «يوم زايد للعمل الإنساني» ترسيخ لقيم العطاء التي غرسها المغفور له الشيخ زايد في نفوس المواطنين، ما عزّز مكانة دولة الإمارات بوصفها رائدة العمل الإنساني إقليمياً وعالمياً، مؤكداً أن بصمة الشيخ زايد، طيب الله ثراه، واضحة في كل بقاع العالم، فكان يتفاعل مع جميع الأحداث الإنسانية، وسباقاً لمد يد العون والمساعدة، كما كان، طيب الله ثراه، حريصاً على استدامة العطاء، حيث أسس العديد من المؤسسات الخيرية والإنسانية، منها مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي التي تقدم خدمات إنسانية وخيرية للعالم أجمع، فلا توجد نقطة في العالم لم يصلها خير زايد، وهذا إرث عظيم تسير القيادة الرشيدة على نهجه، وأضاف أنه يوم مجيد نفتخر به جميعاً.وعي بيئيكان اهتمام المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، بالإنسان والطبيعة والبيئة، وبجميع مكونات الكوكب، واضحاً وجلياً، هذا ما أكده الدكتور إبراهيم علي البلوشي، رئيس جمعية أصدقاء البيئة، قائلاً «إن هذه الجمعية تُعد امتداداً لنهج المغفور له الشيخ زايد في المحافظة على البيئة وحماية عناصر الحياة الطبيعية»، موضحاً أن الجمعية تستمد رؤيتها من فكر وقيم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتأخذ على عاتقها مهمة رفع الوعي البيئي لدى أفراد المجتمع من خلال الأنشطة والفعاليات الميدانية التطوعية البيئية، وتبادل المعلومات والخبرات، ونشرها بين مختلف الشرائح المجتمعية لتحفيز السلوك البيئي الإيجابي في المجتمع، من خلال إطلاق الأنشطة والفعاليات البيئية، وبمناسبة عام الاستدامة وضعت الجمعية باقة من الاستراتيجيات والخطط الطموحة التي من شأنها أن تسهم وبشكل فعال في استدامة الحياة والطبيعة، وترسيخ الوعي المجتمعي. كبار المواطنينبصمات زايد الإنسانية تتجلى في جميع مناحي الحياة، فقد اهتم بجميع فئات المجتمع، خاصة كبار المواطنين، ومن بينهم سميحة الكعبي التي أكدت أن ذاكرتها تنبض بمواقف المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عندما كان يلتقيهم، وكيف كان يتعامل مع كبار المواطنين، ويوليهم العناية الفائقة، فقد أمر بتأسيس مدارس لتحفيظ القرآن، وبناء المستشفيات وتسهيل الحياة، كما كان يجالسهم بحب ويغدق عليهم بكرم دافق، وأضافت «نحن محل تقدير كبير منذ أيام المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، إلى اليوم، وأنا كواحدة من حارسات التراث، وبسبب تشجيعه، شاركت وما زلت أشارك في مختلف المهرجانات والمعارض داخل الدولة وخارجها، بهدف حفظ الموروث وصونه للأجيال ونقله للعالمية، وأينما ذهبنا فإننا نكون محل ترحيب وتقدير كبيرين».قريباً من القلببدورها، أشادت شيخة عبيد بخصال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الحميدة وقيمه الإنسانية، مؤكدة أنها عندما كانت طفلة صغيرة تلعب في منطقة القطارة بمدينة العين، كانت تشاهده وتقترب منه، حيث كان قريباً من الناس بلا أي قيود، وكان يزورهم في مختلف المناسبات الوطنية والاجتماعية، يجلس معهم ويحدثهم وجهاً لوجه، ينصت للصغار والكبار، وكنا نسعد بحضوره وزيارته دوماً. «بطاقة بركتنا»رسخ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قيم العطاء والعمل الإنساني في الدولة ليشمل جميع فئات المجتمع، حيث يتمتع الجميع بجودة الحياة، ويتجلى ذلك في إطلاق مؤسسة التنمية الأسرية «بطاقة بركتنا» لفئة كبار المواطنين، ومن في حكمهم تحت شعار «كبار في الخبرة وكبار في العطاء»، وذلك انطلاقاً من رؤية ورسالة مؤسسة التنمية الأسرية ومجالات اهتمامها المتمثلة في الدعم الكامل لهذه الفئة المهمة في المجتمع، وتعزيز صلة الأبناء بهم، وتوعية الأسر بالمتطلبات والاحتياجات النفسية والصحية والاجتماعية والاقتصادية للمراحل العمرية المتقدمة، بما يضمن اندماجها في المجتمع مع فئات عمرية مختلفة، وتوفير حياة كريمة وآمنة لأفرادها.تُمنح «بطاقة بركتنا» لفئة كبار المواطنين والمقيمين (60 سنة فأكثر) المسجلين في قاعدة بيانات المؤسسة، حيث تتضمن الخدمات والتسهيلات المقدمة كافة من الجهات الحكومية وشبه الحكومية بإمارة أبوظبي لفئة كبار المواطنين ومن في حكمهم، إضافة إلى مزايا وخدمات بطاقة «فزعة» المُقدمة خصيصاً لكبار المواطنين والمقيمين ضمن مذكرة التفاهم المبرمة بين المؤسسة وصندوق التكافل الاجتماعي بوزارة الداخلية، لتوفير المزايا والخصومات في القطاع الخاص.