شخصيات إسلامية.. بشر بن الحارث الحافي

حوالي سنة فى الإتحاد

هو بشر بن الحارث بن عبدالرحمن بن عطاء المروزي ثم البغدادي، المشهور: بالحافي، الإمام، العالم، المحدث، الزاهد، الرباني، القدوة، شيخ الإسلام، ولد سنة اثنتين وخمسين ومئة، وارتحل في طلب العلم، فأخذ عن: مالك بن أنس، وشريك، وحماد بن زيد، وفضيل بن عياض، وغيرهم، وتتلمذ عليه وروى عنه خلق كثير، منهم: السري السقطي، وعمر بن موسى الجلاء، وإبراهيم بن هانئ النيسابوري، كان رأساً في الورع والإخلاص.قال بشر بن الحارث: لا أعلم أفضل من طلب الحديث لمن اتقى الله، وحسنت نيته فيه، وقال إبراهيم الحربي: ما أخرجت بغداد أتم عقلاً من بشر، ولا أحفظ للسانه، كان في كل شعرة منه عقل، ما عرف له غيبة لمسلم، ما رأيت أفضل منه. ومن أجود ما قاله، رحمه الله: إذا أعجبك الكلام، فاصمت، وإذا أعجبك الصمت، فتكلّم. قصد بذلك، رحمه الله، أن يخالف الإنسان هواه، وأن لا يتبع شهوته، وكان شديد المحاسبة لنفسه، وكانت توجيهاته ونصائحه دواء للقلوب، وقال، رحمه الله: لا تجد حلاوة العبادة حتى تجعل بينك وبين الشهوات سداً، وقال الدارقطني عنه «زاهد، جبل، ثقة، ليس يروي إلا حديثاً صحيحاً»، وكان يحسن الظن بالناس، ويتهم نفسه بالقصور، جاء رجل إليه فقبله، وجعل يقول: يا سيدي أبا نصر، فلما ذهب، قال بشر لأصحابه: رجل أحب رجلاً على خير توهمه، لعلّ المحب قد نجا، والمحبوب لا يدري ما حاله. وقال أبو بكر المروزي سمعت بشراً يقول الجوع يصفي الفؤاد ويميت الهوى ويورث العلم الدقيق وقال أبو بكر بن عثمان سمعت بشر بن الحارث يقول إني لأشتهي شواء منذ أربعين سنة ما صفا لي درهم، وعن حمزة بن دهقان قال قلت لبشر بن الحارث أحب أن أخلو معك قال إذا شئت فيكون يوماً فرأيته قد دخل قبة فصلى فيها أربع ركعات لا أحسن أصلي مثلها فسمعته يقول في سجوده اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن الذل أحب إليّ من الشرف اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن الفقر أحب إليّ من الغنى اللهم إنك تعلم فوق عرشك أني لا أوثر على حبك شيئاً فلما سمعته أخذني الشهيق والبكاء فقال اللهم أنت تعلم أني لو أعلم أن هذا هاهنا لم أتكلم. أتى بشر الحافي باب المُعافى بن عمران، فدَقَّ الحافي عليه الباب، فقيل: من؟ فقال: بشر الحافي، فقالت له بُنَيْةٌ من داخل الدار: لو اشتريت لك نعلاً بِدَانِقَيْنِ (أي: سدسا درهم) لذهب عنك اسم الحافي.  من أقواله: ليس أحد يحب الدنيا إلا لم يحب الموت، ومن زهد فيها أحب لقاء مولاه، وقال: ما اتقى الله من أحب الشهرة، وقال: لا تعمل لتذكر، اكتم الحسنة كما تكتم السيئة، وقال: بحسبك أن أقواماً موتى تحيا القلوب بذكرهم، وأن أقواماً أحياء تعمى الأبصار بالنظر إليهم، فرحم الله بشراً ورضي عنه.

شارك الخبر على