يوم زايد للعمل الإنساني.. رسالة عطاء للعالم

حوالي سنة فى الإتحاد

من قلب التموقع الجغرافي الثري، تسمو رسالة إنسانية كبرى، ترسل لشتى أنحاء العالم رسالتها الساعية لنشر السعادة، وتخفيف معاناة الإنسان أينما يوجد، ورسم ابتسامة حقيقية على ثغر كل إنسان، فلكل دولة رسالة، ولكل قائد رؤية، وهذه رسالة زايد وامتداد رؤيته التي آمنت بفناء المال والإنسان وبقاء الرسالة الخالدة في صلب العمل من أجل الإنسان والوطن الذي يرتقي بسواعد أبنائه.
لدولة الإمارات العربية المتحدة منهجية واضحة والتزام صارم باحترام مناسباتها وأحداثها التي عاشتها لحظة بلحظة، وبصدد ما ترتبط به الإمارات قيادةً وشعباً ووطناً من إخلاص وتأثر كبير برسالة الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فقد قررت بإدارتها الحكيمة إعلان ذكرى وفاته، رحمه الله، يوماً يصادف التاسع عشر من رمضان كل عام، لإحياء الإنسانية في وجدان الإنسان، ولبث الخير ونشر أسمى معاني التكافل والتراحم والتعاون الإنساني.
وإجلالاً لإرث زايد الإنساني، نؤكد وبإصرار دائم على أقواله التي شكلت محطاتٍ بارزةً وفارقةً في العمل الإنساني، فـ«التعاون بين البشر يؤدي إلى التراحم الذي حثَّ عليه الخالق سبحانه وتعالى، فالإنسان يجب أن يكون رحيماً على أخيه الإنسان»، وبذلك لا اعتبار للفوارق والاستثناءات التي قد تُسهم في التقليل من القيمة الإنسانية أو التأثير عليها سلباً، و«لا يمكن أن الله يعطي من لا يعطي»، فالنعم التي مَنَّ الله بها على عباده لا للبذخ ولا للتكبر، بل لكي تكون سبباً في الإحسان إلى أبناء رابطة الأخوّة الإنسانية، ولدعم كل محتاج أو متضرر من ظروف الدنيا وأحوالها.
ومثلُ هذه الأقوال الحكيمة والتوجيهات العظيمة يمكن لمس آثارها وثمارها اليانعة في توجهات شيوخ الإمارات الأكارم، وفي صور الاحتفاء بهذه المناسبة التي تلامس الوجدان الإنساني بشتى صور الإحسان للإنسان، ومنها إيقاف «نزف الجوع العالمي» الذي يهدِّد حياة 828 مليون إنسان، ومنها ما تطلقه شرطة أبوظبي هذا العام من مزاد إلكتروني بعنوان «أنبل رقم»، والذي يأتي في إطار حملة «وقف المليار وجبة»، الحملة التي أطلقها سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بهدف تدشين أكبر صندوق وقفي لإطعام الطعام في رمضان بشكل مستدام، وسعياً لبناء شبكة أمان غذائي للفئات الأكثر احتياجاً، في ظرفية صعبة تمر بها العديد من مجتمعات الدول الشقيقة والصديقة.
يوم زايد للعمل الإنساني رسالة عالمية لكل إنسان واعتراف واضح بمكانته المركزية في حركة هذا الكون، وبدوره المفصلي في إعمار الأرض وازدهارها.. فتجديد العهد مع الإنسانية واجب عالمي لا يقتصر على مجتمع أو قوة دولية دون الأخرى، ولذا فإن دولة الإمارات العربية المتحدة المعروفة بتصدرّها مجالَ المبادرات الإنسانية والأعمال الخيرية لم تقتصر على تعميم هذه الحالة التنموية في الدولة، بل كرستها من خلال العديد من التوجهات التشاركية والتعاونية على الصعيد العالمي المحتضن لكافة المجتمعات.
وفي هذه المناسبة العزيزة إلى قلوبنا جميعاً، نبتهل للخالق سبحانه وتعالى أن يتغمد برحمته ومغفرته صاحب القلب الكبير، زعيم الإنسانية والتسامح، صاحب اليد البيضاء والسيرة الغنية الناصعة المزهرة، وأن يحفظ الشيوخ الكرام الذين ورثوا عن «زايد العطاء» حب الخير والإخلاص للرسالة الإنسانية، ماضين على نهج الوالد المؤسس في كل ما يحفظ كرامة الإنسان ويربت على كتفه بمحبة ورحمة عنوانها التآلف والتسامح والتعايش. حفظهم الله وسدد خطاهم في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، صاحب الرؤية الثاقبة والإرادة الفذة والسياسات الرشيدة.
*أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة

شارك الخبر على