أميركا تدعو «الحوثي» إلى تسليم خرائط الألغام في اليمن

حوالي سنة فى الإتحاد

أحمد شعبان (عدن، القاهرة)
دعت الولايات المتحدة الأميركية جماعة الحوثي الانقلابية إلى تسليم الخرائط المتعلقة بالألغام في اليمن، فيما أعلنت الأمم المتحدة وقوع أكثر من 50 ضحية جراء حوادث انفجار الألغام في الحديدة. وصادف، أمس الثلاثاء، اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام، والذي حددته الأمم المتحدة 4 أبريل من كل عام، وقالت السفارة الأميركية لدى اليمن عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أمس: «في اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام، نحزن على اليمنيين الذين قتلوا وأصيبوا بسبب الألغام». وقال مشروع «مسام» لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام «إنه أتلف 1185 لغماً وقذيفة غير منفجرة وعبوة ناسفة في باب المندب، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام». وفي السياق، أفادت البعثة الأممية لمراقبة وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، أمس، بوقوع أكثر من 50 ضحية جراء حوادث انفجار الألغام في المحافظة. وقال رئيس البعثة الأممية لدعم اتفاق الحديدة مايكل بيري: «عانينا من آفة المتفجرات من مخلفات الحرب والألغام لأمد طويل، ويجب إيجاد سبيل لوقف ضحايا الألغام».  وأضاف «إنه لأمر محزن للغاية أن نفكر أن هناك أجنة لم تولد بعد ستعاني هذه الآفة في السنوات القادمة». وأكد بيري أن «بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة ستواصل تقديم الدعم للأطراف، وتشجعهم على النظر في إزالة هذا التهديد الرهيب من حياة أهل الحديدة حتى يتمكن السكان من العيش في سلام وأمن». وأردف بالقول: «يجب أن نعمل معاً لإزالة الألغام، ونحن على استعداد لتقديم كل الدعم الفني والمشورة والتنسيق للمساعدة في التخفيف من هذه المشكلة».وندد محللون سياسيون يمنيون بجرائم الانقلابيين بزرع الألغام الأرضية وما سببته من آثار كارثية، وأكدوا أنها جرائم حرب بحق الإنسانية ولا تسقط بالتقادم.وأكد المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر أن جماعة الحوثي تتبنى مشروع دمار وقتل، وزراعة الألغام وسيلة لتنفيذ أجندتها الإرهابية.وطالب الطاهر، في تصريح لـ«الاتحاد»، بالضغط على الحوثيين لتسليم خرائط الألغام، والدفع بالانقلابيين لإيقاف الحرب، وإزالة الخطر، مشيراً إلى أن ذلك لن يتم إلا بمواجهة الجماعة عسكرياً، حيث تستغل الحوار لتنفيذ أجندتها ومخططاتها.ولفت إلى أن الألغام حصدت أرواحاً من جميع فئات الشعب اليمني من النساء والأطفال وكبار السن، وخلفت جيلاً مشوها من الأطفال يحمل عاهات مستديمة وإصابات وبتر في الأطراف.وحسب تقرير للشبكة اليمنية للحقوق والحريات، فإن ألغام الحوثيين تسببت خلال 8 سنوات، في مقتل 3673 مدنياً، بينهم 647 طفلاً، و462 امرأة، وإصابة 3135 مدنياً، بينهم 741 طفلاً و362 امرأة، وأصيب نحو 798 بإعاقات دائمة، بينهم 397 طفلاً.من جانبه، وصف الكاتب الصحفي والمحلل السياسي اليمني عبدالله إسماعيل، كارثة الألغام بأنها كبيرة جداً، وجريمة مكتملة الأركان ترتكبها جماعة الحوثي، وتزرع المتفجرات دون خرائط، ما يصعب من إزالتها والتي تتطلب تكاليف كبيرة جداً، سواء كانت فنية أو مالية.وأوضح إسماعيل، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن هذه المأساة قد تستمر لعشرات السنين حتى ولو انتهت الحرب، معتبراً أن الحوثي لا يستخدم الألغام لأغراض عسكرية، ولكن لأغراض انتقامية، فيزرعها في المنازل والطرقات والمزارع والمدارس.وأشار إلى وجود ما يقارب مليوني لغم زرعتها الجماعة الانقلابية والتي تنطلق من أفكار المتطرفة والعنصرية والإرهابية، ولا يعنيها تأثيرها ونتائجها ولا سقوط آلاف الضحايا بسببها، بجانب آلاف المصابين، مطالباً المجتمع الدولي بوقف هذا الخطر الكبير والتصدي لتلك الممارسات الإجرامية.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على