شيخة الجابري تكتب شؤون منزلية

حوالي سنة فى الإتحاد

هذه المرة أكتب من المطبخ، جئت بهذا المسمى «آيباد» ووضعته أمامي على طاولة جميلة تعلوها أكياس الخضراوات من كوسا، باذنجان، وطماطم وفلفل، وغير ذلك، كما يجاورها أكياس من الفواكه الموسمية، وبعض البطاطس والبصل في ناحية أخرى تتهيأ للسمبوسة ورفقائها، اخترت الكتابة من المطبخ مضطرة، وأظن أن كثيراً من السيدات بخاصة في شهر رمضان الفضيل يلجأن إلى هذا الخَيار وليس الخِيار بما أن الخضراوات حولي، إما رغبة في تقديم وجبة خاصة لأسرهن يعددنها بأيديهن وعلى ذوقهن، أو يقمنَ بذلك درءاً للمشكلات مع عاملي المنزل من طباخين، وغيرهم.الذي يحدث أن هناك تغيرات كبيرة نلحظها نحن المنتفعين بخدمات العمالة المساعدة، والتي هي بدورها منتفعةٌ بما نقدمه لها من رواتب ومزايا كثيرة لا تُحتسب ضمن الراتب، وإنما على سبيل الهدايا ومدّ بساط المودة معهم أكثر، الأمر الذي يفهمونه بأنه حقٌ مكتسبٌ لهم، كل ذلك تقوم به أكثر الأسر التي أعرفها، وتعاني اليوم كما نعاني جميعاً حالة تمرد غريبة ممن استعنّا بهم للمساعدة، وقدمنا لهم الاحتواء والاهتمام، وإذا بأغلب المنازل تشكو اليوم من هروب العاملات وتمردهن، وتطاول بعضهن بسلوكيات غريبة من تعمد إثارة المشاكل في الأسرة، أو مع مثيلاتهن من المساعدات الأخريات، وللأسف يجدنَ من ينتصر لهن.نعلمُ جميعاً بأن المشكلات متوقعة هذا أمر عادي ومعروف، لكن الذي يحدث الآن أن هناك حركات تمردّية تقوم بها بعض العاملات من جنسيةٍ بعينها ولا يترددن في أن يضعنَ الأسر في مآزق خطيرة نتيجة قيامهن بسلوكيات خاطئة يتم التأكيد عليها من مكاتب الاستقدام، مثل عدم استخدام الهاتف عند العمل، وعدم استخدامه في تصوير خصوصيات المنزل، وإذا ما طالبتَ فقط باحترام هذه الجزئية في اتفاق الاستقدام تُصبح متنمراً ومرتكباً وزراً لا تغفرهُ لك حقوق الإنسان، رغم أنه شرط متفقٌ عليه.تخبرني صديقةٌ لي أنها ضبطت عاملة المنزل تصور مشاهد في المنزل لتنشرها عبر حسابها على «تيك توك»، وعندما تحدثت معها وألزمتها بحذف ما صورت وقالت لها: لقد نظّمت استخدام الإنترنت في المنزل لنا جميعاً وسوف يتم استخدامه لساعات محددة، صرخت العاملة في وجهها ورفضت العمل، وأخذت متعلقاتها وخرجت من المنزل، وحينما لجأت للمكتب كان المكتب مع العاملة وليس مع المتضرر؟هذا ما يحدث اليوم في منازلنا فمن المسؤول عن تنظيم العلاقة المتوترة بين الثلاثة أطراف مكاتب الاستقدام التي تريد التخلص من العدد الهائل لديها من العاملات المتمردات، والعاملات أنفسهن، والكفلاء الذين يدفعون ثمن كل ذلك؟

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على