شخصيات إسلامية.. الحسن البصري
over 2 years in الإتحاد
هو الحسن بن يسار الْبَصْرِيُّ الْفَقِيه القارئ الزَّاهِد العابد سيد زمانه، وإمام أهل عَصْره، ولد بِالْمَدِينَةِ سنة إحدى وعشرين في خلافة عمر، وكانت أمه تضعه عند أم المؤمنين أم سلمة زوجة النبي ﷺ لترضعه، ثمَّ نَشأ بوادي القرى، سمع من عُثْمَان وَهُوَ يخطب، ورأى طَلْحَة وعليا، وروى عن أبي بكرة والنعمان بن بشير وجندب بن عبد الله وَسمرة بن جندب وَابْن عَبَّاس وَابْن عمر وأنس بن مالك وخلق كثير من الصَّحَابَة وكبار التابعين، ومناقبه كثيرة ومحاسنه غزيرة، وَكَانَ رَأْسًا فِي الْعلم والْحَدِيث إِمَامًا مُجْتَهدًا كثير الإطلاع، عارفاً بالْقُرْآن وَتَفْسِيره، رَأْسًا فِي الْوَعْظ والتذكير، والحلم والْعِبَادَة والزهد والصدق والفصاحة والبلاغة والشجاعة. قال الربيع بن أنس: اخْتَلَفْتُ إِلَى الْحَسَنِ عَشْرَ سِنِينَ، فَلَيْسَ مِنْ يَوْمٍ إِلا أَسْمَعُ مِنْهُ مَا لَمْ أَسْمَعْ قَبْلَ ذَلِكَ، أَجْرَى اللهُ عَلَى لِسَانِه الْحِكْمَة، فَلَهُ الأقوال المؤثرة، ومن ذلك قوله (إِنَّمَا الْفَقِيهُ الزَّاهِدُ فِي الدُّنْيَا الْبَصِيرُ بِدِينِهِ، الْمُدَاوِمُ عَلَى عبادة ربه)، وقَالَ قَتَادَةُ: مَا كَانَ أَحَدٌ أَكْمَلَ مُرُوءَةً مِنَ الْحَسَنِ. وكان الحسن البصري عاملا بعلمه، قَالَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ: «لَمْ أَرَ أَقْرَبَ َقْولاً من فِْعل، من الحسن»، وقوله: (رَحِمَ اللهُ عَبْدًا وقف عِنْدَ هَمِّهِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَعْمَلُ حَتَّى يَهُمْ، فَإِنْ كَانَ خَيْرًا أَمْضَاهُ، وَإِنْ كَانَ شَرًّا كَفَّ عَنْهُ)، وقوله: (إِنَّمَا الْفَقِيه المد في الدُّنْيَا الْبَصِيرُ بِدِينِهِ، الْمُدَاوِمُ عَلَى عِبَادَةِ رَبِّهِ)، وقوله: (قَلْبُ الْمُؤْمِنِ وَرَاءَ لِسَانِهِ، فَإِذَا هَمَّ أَحدكم بِأَمْرٍ تَدَبَّرَهُ، فَإِنْ كَانَ خَيْرًا تَكَلَّمَ بِهِ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ سَكَتَ، وَقَلْبُ الْمُنَافِقِ عَلَى طَرَفِ لِسَانِهِ، فَإِذَا هَمَّ بِشَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ وَأَبْدَاهُ)، وقوله: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ أَحْسَنَ الظَّنَّ بِرَبِّهِ فَأَحْسَنَ الْعَمَلَ، وَإِنَّ الْمُنَافِقَ أَسَاءَ الظَّنَّ بِرَبِّهِ فَأَسَاءَ الْعَمَلَ». وقوله: (إن الرجُلَ لَيَعْمَلُ الْحَسَنَةَ فَتَكُونُ نُورًا فِي قَلْبِهِ وَقُوةً فِي بَدَنِهِ، وإن الرّجُلَ لَيَعْمَلُ السَّيِّئَةَ فَتَكُونُ ظُلْمَةً فِي قَلْبِهِ وَوَهْنًا فِي بَدَنِهِ). وقال مالك بن دينار: قلت للحسن ما عقوبة العالم إذا أحب الدنيا؟ قال موت القلب، فإذا أحب الدنيا طلبها بعمل الآخرة، فعند ذلك ترحل عنه بركات العلم ويبقى عليه رسمه.قال رجل لابن سيرين قبل موت الحسن البصري: رَأَيْت كَأَن طائراً أخذ أحسن حصاة بِالْمَسْجِدِ. فَقَالَ ابْن سِيرِين: إن صدقت رُؤْيَاكَ مَاتَ الحسن. فلم يكن غير قليل حَتَّى مَاتَ الحسن.