الإمارات تَبني «ثقافة المناخ» عربيًّا
أكثر من سنتين فى الإتحاد
يمثّل تدريب 1000 شابّ عربي على مبادئ الوعي المناخي، في «مركز الشباب العربي»، نموذجًا لوضع أسس قوية لبناء وترسيخ «ثقافة المناخ» التي ما تزال بحاجة إلى الكثير من الاهتمام والتنمية في العالم العربي، بحكم ما تحتله قضايا المناخ والتغير المُناخي من أولوية متزايدة على قائمة الاهتمام في العالم، وما تنطوي عليه من أبعاد سياسية واقتصادية وتكنولوجية وما يتيحه العمل العالمي في قضايا المناخ من فرص وإمكانات.وتجدر الإشارة إلى أن «مركز الشباب العربي» الذي تحتضنه دولة الإمارات، قد نشأ عام 2017، انطلاقًا من رؤية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، الذي أسس المركز بناءً على قراءة متمهلة ودقيقة لآراء عدد كبير من الشباب في مختلف الدول العربية، الذين أتيحت لهم فرصة التعبير عن تفكيرهم ووجهات نظرهم وأولوياتهم التي يطمحون إلى تحقيقها.وقد أُنجِز هذا التدريب عبر 14 جلسة متتالية خلال فعالية «الطريق إلى كوب 28»، التي نظّمتها رئاسة المؤتمر، ما يعكس ضخامة الجهود التي بُذلت فيها على كل المستويات. ولا شك في أن الاهتمام برفع «ثقافة المناخ» ورفع الوعي المناخي يتّسقان مع طبيعة الموضوع المتصلة بالمستقبل، والملائمة لطبيعة الأجيال الأصغر سنًّا التي تتزايد قدراتها وفرصها في التواصل مع ما يشهده العالم من تطورات وأفكار واهتمامات جديدة. ومن جانب آخر فإن الحضور الكبير للمستقبل في جهود العمل المناخي يجعل الشباب من بين أكثر الفئات التي يجب رفع وعيها ومعرفتها به، في إطار إعدادها لتحدّيات المستقبل.إن مثل هذا الوعي المناخي الذي نحتاج إليه يُعدُّ من بين ثمار استضافة «كوب 28» في الإمارات، وقبله استضافة «كوب 27» في مصر، إذ سيتيح لقطاعات أوسع في العالم العربي فهْمَ كثير من جوانب مشكلة التغيّر المناخي، وإدراك خطورتها على مستقبل البشرية، والاستثمار في الوعي العربي الذي سيصبح أكثر يقظة وتنبّها واقتناعًا بأهمية الجهود المبذولة في حماية الأرض من آثار التغيّر المناخي، والتأكيد على أنها ليست ترفًا أو اختيارًا، بل ضرورة حياة، بحكم فداحة الآثار المترتبة على تجاهلها.إن هذا الجهد في نشر «ثقافة المناخ» يمثّل أساسًا يجب البناء عليه وضمان استدامته، سواء خلال فعاليات «كوب 28» أو بعد انتهاء هذا الحدث العالمي الكبير، ولا شك في أن دولة الإمارات التي تحرص على تواصل التجارب الناجحة وتوسيع آفاقها سوف تعمل على مأسسة جهود نشر الوعي المناخي، بالتعاون مع شقيقاتها في العالم العربي، من أجل وضع هذه القضية في الموضع الذي تستحقّه، وبما يتناسب مع دورها الكبير في صنع المستقبل.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية