عبدالله وليد لا أتابع المسلسلات الحديثة... والفن اليوم بلا روح

over 2 years in البلاد

من‭ ‬جيل‭ ‬الرواد‭ ‬ويلقب‭ ‬بالنهر‭ ‬الزاخر‭ ‬بالعطاء‭ ‬والالتزام‭ ‬في‭ ‬الفن،‭ ‬أدواره‭ ‬المختلفة‭ ‬تشكل‭ ‬لبنة‭ ‬متينة‭ ‬في‭ ‬بنيان‭ ‬الساحة‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وتاريخه‭ ‬حافل‭ ‬بالإنجازات‭. ‬إنه‭ ‬الفنان‭ ‬الهادئ‭ ‬عبدالله‭ ‬وليد‭ ‬الذي‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬الساحة‭ ‬الفنية‭ ‬اليوم‭ ‬تفتقد‭ ‬إلى‭ ‬الروح،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬مقارنتها‭ ‬بالسابق،‭ ‬حيث‭ ‬النشاط‭ ‬والحب‭ ‬والتكاتف‭ ‬والتضحية،‭ ‬وعزا‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬التي‭ ‬قضت‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬شيء‭. ‬

وتعيد‭ ‬“البلاد”‭ ‬نشر‭ ‬اللقاء‭ ‬مع‭ ‬عبدالله‭ ‬وليد‭ ‬لما‭ ‬يحمله‭ ‬من‭ ‬محتوى‭ ‬مميز‭:‬

حدثنا‭ ‬عن‭ ‬شخصية‭ ‬“بو‭ ‬داوود”‭ ‬التي‭ ‬التصقت‭ ‬بالفنان‭ ‬عبدالله‭ ‬وليد؟

شخصية‭ ‬بسيطة‭ ‬جدا،‭ ‬وهي‭ ‬لرجل‭ ‬صاحب‭ ‬قهوة‭ ‬شعبية‭ ‬يردد‭ ‬باستمرار‭ ‬اسم‭ ‬شخصية‭ ‬خرافية‭ ‬ابتكرها‭ ‬“سلوم‭ ‬بوتيله”،‭ ‬ودائما‭ ‬يتحدث‭ ‬عنها‭ ‬ويربط‭ ‬البطولات‭ ‬والصولات‭ ‬والجولات‭ ‬بـها،‭ ‬ولا‭ ‬أخفيك‭ ‬سرا‭ ‬أن‭ ‬المنتج‭ ‬أحمد‭ ‬الكوهجي‭ ‬رسم‭ ‬شخصية‭ ‬بوداوود‭ ‬صاحب‭ ‬القهوة‭ ‬“صح”،‭ ‬مثل‭ ‬بقية‭ ‬الشخصيات‭ ‬كطفاش‭ ‬وجسوم‭ ‬وحجي‭ ‬مكي‭ ‬والبقية‭. ‬

وعن‭ ‬نفسي‭ ‬شخصيا،‭ ‬لقد‭ ‬أحببت‭ ‬“بوداوود”‭ ‬وتعايشت‭ ‬مع‭ ‬الشخصية‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬الحدود،‭ ‬ونجحت‭ ‬في‭ ‬ذلك‭. ‬

ما‭ ‬الذي‭ ‬اختلف‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬الفنية،‭ ‬أقصد‭ ‬بين‭ ‬أجواء‭ ‬الثمانينات‭ ‬واليوم؟

ليس‭ ‬هناك‭ ‬اي‭ ‬مقارنة‭ ‬بين‭ ‬اليوم‭ ‬وتلك‭ ‬الفترة‭ ‬الجميلة‭. ‬ففي‭  ‬الثمانينات‭ ‬عشنا‭ ‬حياة‭ ‬مسرحية‭ ‬بشكلها‭ ‬الصحيح‭ ‬وعلى‭ ‬كل‭ ‬المستويات،‭ ‬حيث‭ ‬كنا‭ ‬نقدم‭ ‬المسرحية‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى،‭ ‬ودون‭ ‬ملل‭ ‬أو‭ ‬كلل،‭ ‬وعروضنا‭ ‬تمتد‭ ‬لأيام‭ ‬طويلة‭ ‬وبحضور‭ ‬جماهيري‭ ‬يملأ‭ ‬الصالة،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬تجده‭ ‬اليوم،‭ ‬فالصالات‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬الجمهور،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬حضر‭ ‬البعض،‭ ‬فهو‭ ‬حتما‭ ‬ليس‭ ‬مثل‭ ‬جمهور‭ ‬زمان‭ ‬الذي‭ ‬يتفاعل‭ ‬مع‭ ‬العرض‭ ‬ويأتيك‭ ‬خصيصا‭ ‬ليشاهدك‭ ‬ويستمتع‭ ‬ويضع‭ ‬المسرحية‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬برنامج‭ ‬الأسبوعي‭ ‬واليوم‭. ‬

ما‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬رأيك؟

نمط‭ ‬الحياة‭ ‬السريع‭ ‬ودخولنا‭ ‬عالم‭ ‬الإنترنت‭ ‬ووسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬الناس‭ ‬تبتعد‭ ‬عن‭ ‬المسرح‭ ‬وتقضي‭ ‬يومها‭ ‬بأكملها‭ ‬في‭ ‬التنقل‭ ‬والتصفح،‭ ‬بخلاف‭ ‬السابق،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬المسرح‭ ‬هو‭ ‬الوجهة‭ ‬الأولى‭ ‬للناس‭ ‬وكذلك‭ ‬الأمسيات‭ ‬الشعرية‭ ‬والفعاليات‭ ‬الثقافية‭ ‬المختلفة‭.‬

ما‭ ‬المسرحية‭ ‬التي‭ ‬مازالت‭ ‬عالقة‭ ‬في‭ ‬ذهنك؟

المسرحية‭ ‬الأولى‭ ‬هي‭ ‬“واحد‭ ‬ناقص‭ ‬واحد”،‭ ‬والثانية‭ ‬“سوق‭ ‬المقاصيص”‭ ‬شارك‭ ‬فيها‭ ‬معظم‭ ‬الفنانين،‭ ‬منهم‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭ ‬سامي‭ ‬القوز‭ ‬والمرحوم‭ ‬جاسم‭ ‬شريدة‭ ‬والمرحوم‭ ‬محمد‭ ‬البهدهي‭ ‬وإبراهيم‭ ‬البنكي‭ ‬وغيرهم‭ ‬والمسرحية‭ ‬الثانية،‭ ‬وللذاكرة‭ ‬فقط،‭ ‬كان‭ ‬مخرجها‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬الفنان‭ ‬عبدالله‭ ‬يوسف،‭ ‬وبالفعل‭ ‬بدأ‭ ‬في‭ ‬العمل،‭ ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬توقف‭ ‬بسبب‭ ‬ظرف‭ ‬طارئ‭ ‬وعاجل‭ ‬في‭ ‬الكويت،‭ ‬وتأخر‭ ‬هناك‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬استكمل‭ ‬المشوار‭ ‬الفنان‭ ‬عبدالله‭ ‬ملك‭.‬

بعد‭ ‬كل‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬قدمتها،‭ ‬حدثنا‭ ‬عن‭ ‬أصعب‭ ‬شخصية‭ ‬أديتها؟

شخصية‭ ‬الجلاد‭ ‬في‭ ‬مسرحية‭ ‬“واحد‭ ‬ناقص‭ ‬واحد”،‭ ‬ويعود‭ ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬للمرحوم‭ ‬الفنان‭ ‬والمخرج‭ ‬والماكير‭ ‬الكويتي‭ ‬الراحل‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬المنصور‭ ‬الذي‭ ‬شجعني‭ ‬القيام‭ ‬بهذا‭ ‬الدور‭.‬

نصيحتك‭ ‬لمن‭ ‬يرغب‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التمثيل؟

في‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬وأقولها‭ ‬بكل‭ ‬صراحة،‭ ‬صعب‭ ‬جدا‭ ‬والسبب‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬الحاجة‭ ‬للتفرغ‭ ‬والالتزام‭ ‬والالتفات‭ ‬للتمثيل‭ ‬وترك‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يشغل‭ ‬عن‭ ‬الإبداع‭. ‬التمثيل‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬التفرغ‭ ‬والسعي‭ ‬المتواصل‭ ‬للتميز‭ ‬وليس‭ ‬مجرد‭ ‬الدخول‭ ‬هكذا،‭ ‬خصوصا‭ ‬المسرح‭.‬

موقف‭ ‬طريف‭ ‬حصل‭ ‬لك‭ ‬أثناء‭ ‬تصوير‭ ‬مسلسل‭ ‬أو‭ ‬مسرحية؟

‭ ‬سأبدأ‭ ‬بالمسرح،‭ ‬في‭ ‬مسرحية‭ ‬“البراحة”‭ ‬كان‭ ‬لي‭ ‬مشهد‭ ‬مع‭ ‬الفنان‭ ‬إبراهيم‭ ‬البنكي،‭ ‬بعد‭ ‬إطفاء‭ ‬الإضاءة‭ ‬كان‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬أخرج‭ ‬من‭ ‬المشهد،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يأتي‭ ‬المشهد‭ ‬التالي‭ ‬والبنكي‭ ‬فيه‭ ‬وحيدا،‭ ‬ولكن‭ ‬“ريولي‭ ‬شارت‭ ‬في‭ ‬السحارة”‭ ‬وسقطت‭ ‬وتم‭ ‬الإظلام‭ ‬وكانوا‭ ‬يعتقدون‭ ‬أنني‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬المشهد،‭ ‬ولكنهم‭ ‬فوجئوا‭ ‬بوجودي‭ ‬في‭ ‬المشهد‭.‬

أما‭ ‬في‭ ‬التلفزيون،‭ ‬فأذكر‭ ‬أنني‭ ‬كنت‭ ‬أقوم‭ ‬بدور‭ ‬“عنتر‭ ‬بن‭ ‬شداد”،‭ ‬وكان‭ ‬التصوير‭ ‬في‭ ‬البر،‭ ‬كنت‭ ‬لابسا‭ ‬“باروكة”‭ ‬وملتصقا‭ ‬بشجرة،‭ ‬وعندما‭ ‬جاءت‭ ‬“عبلة”‭ ‬تقدمت‭ ‬نحوها،‭ ‬ولم‭ ‬أشعر‭ ‬بأن‭ ‬“الباروكة”‭ ‬علقت‭ ‬في‭ ‬الشجرة،‭ ‬وقدمت‭ ‬حواري‭ ‬أمام‭ ‬الجميع،‭ ‬ولكني‭ ‬شعرت‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬خطبا‭ ‬ما‭ ‬لضحكاتهم‭ ‬وتعليقاتهم،‭ ‬وفي‭ ‬الأخير‭ ‬اكتشفت‭ ‬أن‭ ‬“الباروكة”‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬على‭ ‬رأسي‭.‬

من‭ ‬الممثل‭ ‬الذي‭ ‬ترتاح‭ ‬بالوقوف‭ ‬أمامه؟

في‭ ‬المسرح،‭ ‬أرتاح‭ ‬إلى‭ ‬الوقوف‭ ‬أمام‭ ‬أحمد‭ ‬مبارك،‭ ‬وأتمنى‭ ‬حقيقة‭ ‬الوقوف‭ ‬في‭ ‬المسرح‭ ‬مع‭ ‬الفنان‭ ‬علي‭ ‬الغرير،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬لي‭ ‬التمثيل‭ ‬معه‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مسرحية‭ ‬من‭ ‬قبل‭. ‬كما‭ ‬ارتاح‭ ‬إلى‭ ‬عبدالله‭ ‬يوسف‭ ‬وأنور‭ ‬أحمد،‭ ‬ولا‭ ‬أنسى‭ ‬كذلك‭ ‬المرحوم‭ ‬جاسم‭ ‬شريدة‭ ‬الذي‭ ‬قدمت‭ ‬معه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭. ‬

ما‭ ‬الكنز‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬الجيل‭ ‬الرائع‭ ‬يبدع‭ ‬ويتميز‭ ‬ويقدم‭ ‬أعمالا‭ ‬خالدة؟

‭ ‬إنها‭ ‬الروح‭ ‬يا‭ ‬عزيزي،‭ ‬حب‭ ‬العمل‭ ‬والإخلاص‭ ‬والتكاتف‭ ‬وعدم‭ ‬التحدث‭ ‬عن‭ ‬الأجر‭ ‬لا‭ ‬من‭ ‬قريب‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬بعيد‭. ‬

هل‭ ‬تتابع‭ ‬المسلسلات‭ ‬الحديثة؟

أبدا،‭ ‬ولكني‭ ‬أتابع‭ ‬التاريخية‭ ‬فقط‭.‬

Share it on