الجابر يطلق برنامج مندوبي الشباب الدولي للمناخ

أكثر من سنة فى تيار

أكد وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف COP28 سلطان أحمد الجابر، أهمية إعطاء دور فاعل للشباب في المؤتمر الذي تستضيفه الإمارات في نوفمبر المقبل، وذلك تماشيا مع رؤية القيادة التي تضع تمكين الشباب ضمن أعلى أولوياتها.
 
جاء ذلك خلال كلمة الجابر في فعالية "الطريق إلى COP28" التي عقدت في مدينة إكسبو دبي، وشهدت إطلاقه برنامج مندوبي الشباب الدولي للمناخ.
 
وأقيمت الفعالية بالتعاون بين رئاسة المؤتمر وشما بنت سهيل المزروعي وزيرة تنمية المجتمع رائدة المناخ للشباب لمؤتمر الأطراف COP28، وبالتنسيق مع مع كل من وزارة الثقافة والشباب، والمؤسسة الاتحادية للشباب، ومركز الشباب العربي، ومدينة إكسبو دبي.
 
وركزت الفعالية على الشباب والمجتمع إيذانا ببدء حشد جهود المجتمع المحلي وتفعيل مشاركة جميع مكوناته استعدادا لضمان استضافة ناجحة لمؤتمر الأطراف COP28، حيث يعد البرنامج أكبر مبادرة من نوعها لتفعيل مشاركة الشباب في المؤتمر.
 
وأطلق الجابر البرنامج في ساحة الوصل بمدينة إكسبو دبي، حيث خاطب أكثر من 3 آلاف من أفراد المجتمع، وناشطي المناخ الشباب، وأصحاب الهمم، وعددا من كبار الشخصيات العالمية، وقادة الشركات والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص.
 
وقال الوزير في كلمته: "تماشيا مع رؤية القيادة في الإمارات بدعم وتمكين الشباب وتفعيل دورهم في بناء المستقبل، يسرنا إطلاق برنامج مندوبي الشباب الدولي للمناخ الذي يهدف إلى تمكين 100 شاب من مختلف أنحاء العالم، خاصة من البلدان الأقل نموا والدول الجُزرية الصغيرة، للمشاركة بفعالية في عملية مؤتمر الأطراف COP28. ومن خلال التعاون مع YOUNGO، الذراع الشبابية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، سيوفر هذا البرنامج للمشاركين التدريب والموارد وفرصة التعريف بمواقف بلدانهم ومجتمعاتهم والترويج لأفكارها وأولوياتها".
 
كما سلط الضوء على التزام دولة الإمارات الراسخ منذ عقود بالتنمية المستدامة والعمل المناخي، قائلا: "دولة الإمارات اختارت أن تواجه التحديات العالمية بثبات، وتتعامل مع الشدائد بتفاؤل، وتحتضن المستقبل بذهنية إيجابية، ونسترشد دائما بهذه الرؤية الاستشرافية لقيادتنا التي وضعت الإنسان دائما في صميم جهود التنمية".
 
وأضاف: "بفضل رؤية وتوجيهات القيادة، حققت دولة الإمارات تقدما كبيرا من خلال مد جسور الشراكة والتعاون مع المجتمع الدولي. وبتوجيه من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ركز إكسبو 2020 على احتواء الجميع، حيث رحب بالزائرين من كل دول العالم تجسيدا لشعاره (تواصل العقول وصنع المستقبل)، وتحت قيادة ورعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة سيوحد مؤتمر الأطراف COP28 العالم مجددا في هذا الموقع نفسه في نوفمبر المقبل، لإيجاد حلول تفيد البشرية بأكملها، من أجل مستقبل أفضل للأجيال المقبلة".
 
ولفت إلى تركيز القيادة في الإمارات على تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والمسؤولية البيئية، وترسيخ العمل المناخي ضمن استراتيجية الدولة التنموية، وقال: "إن الاستدامة وصون الطبيعة وحماية التنوع البيولوجي في صميم تقاليدنا وقيمنا. وكما كان للإمارات سبق الريادة في المنطقة في إنتاج مزيد من الطاقة الخالية من الانبعاثات ومنخفضة الانبعاثات، فإنها ماضية في العمل على بناء مستقبل يركز على تحقيق معدلات نمو مرتفعة بشكل متزامن مع خفض الانبعاثات، وهذا يسهم في خلق مهارات وتقنيات وصناعات ووظائف جديدة وأمل جديد".
 
وأضاف الجابر: "لا أحد يعرف ما يحمله المستقبل، لكننا نعرف أن الشباب هم صناعه"، مشيرا إلى أن تداعيات تغير المناخ تؤثر على الجميع، وخاصة على شباب العالم البالغ عددهم أكثر من ملياري شاب.
 
وأوضح أن الشباب يمكنهم قيادة مسار العمل المناخي المطلوب من خلال طرح وجهات نظرهم، وتقديم إبداعاتهم، والإسهام في التأثير الإيجابي الذي يحتاجه العالم، مشددا على الحاجة إلى التعامل مع مؤتمر الأطراف COP28 بصفته مهمة وطنية تستوجب تضافر جهود كافة فئات المجتمع، وضرورة قيام جميع المعنيين بالتركيز على إيجاد حلول واقعية وعملية ومنطقية ومتفائلة.
 
وتابع الوزير: "علينا تحديد احتياجات العالم للتوصل إلى خطة عمل شاملة لصالح كوكب الأرض وسكانه، ولا يمكن أن ينجح هذا إلا بتوحيد الجميع في جهد مشترك لا يستثني أحدا، خاصة الشباب الذين لا غنى عن شغفهم وحماسهم لتنشيط التقدم في العمل المناخي".
 
وفي إشارة إلى نتائج جولة الاستماع التي تجريها رئاسة مؤتمر الأطراف COP28 قال الجابر: "أينما ذهبت أسعى لمقابلة الشباب، وأصواتهم التي تصلني خلال جولات الاستماع مشجعة، فهم يريدون المشاركة في العملية والمساهمة في صنع التغيير. وأؤكد أن المؤتمر سيركز على (احتواء الجميع) و(الاحتفاء بالتنوع)، وهما من المبادئ المميّزة لدولة الإمارات التي تحتضن 200 جنسية"، مضيفا: "نحن جميعا معرضون لتحديات تغير المناخ، ومن المهم أن يكون لنا طموحات مناخية مشتركة".
 
ودعا إلى التعاون وتضافر الجهود في مواجهة تداعيات تغير المناخ، وقال إن: "دولة الإمارات رائدة عالميا في مجال العمل المناخي، وبما أننا في عام الاستدامة، نوجه دعوة مفتوحة إلى كافة أفراد المجتمع ليكونوا روادا في هذا المجال. إننا نريد الاستفادة من مدخلات وأفكار وجهود جميع فئات المجتمع، وهذا يعني إشراك الشباب وضمان أن تكون مشاركتهم فعالة وهادفة"، داعيا كافة الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ إلى إشراك وإدماج الشباب في وفودها للمؤتمر وإعطائهم أدوارا مؤثرة.
 
وختم كلمته برسالة إلى الشباب الحاضرين في الفعالية، قائلا: "بصفتكم قادة المستقبل وعلماءه، ورجال الأعمال وناشطي المناخ المستقبليين، فإن طاقاتكم وإمكانياتكم هي التي تصنع التغيير الإيجابي. عليكم أن تكتسبوا المزيد من المعرفة والخبرة بتحديات المناخ، وتستعينوا بشغفكم وحماسكم وشجاعتكم لمواجهة هذا التحدي وتحويله إلى فرصة. كلي ثقة بأنكم تمتلكون الطاقة والمقدرة على تحويل الصعاب إلى حلول، ونحن نعتمد عليكم للتوصل إلى نتائج ملموسة نستمر عبرها في رسالة تواصل العقول وصنع مستقبل أفضل للجميع".

شارك الخبر على