مواهب إماراتية.. على خُطى العالمية
أكثر من سنتين فى الإتحاد
سعد عبد الراضي (أبوظبي)
ظل دعم القيادة الرشيدة مفتاح المواهب الإماراتية لكل أبواب الأمل والطموح، وهنا تضيء «الاتحاد» على مجموعة من هذه المواهب التي تدعو إلى الفرح، وتمنح الثقة في المستقبل في هذه الأرض الطيبة، حيث ينخرط براعم في سن الزهور في مجالات ثقافية وإبداعية، يحققون فيها إنجازات جديرة بكل تقدير وتشجيع. وهؤلاء المبدعون الصغار تكبر معهم الأحلام، وصولاً إلى تحقيق وبناء مجتمع المعرفة والإبداع في كل مجال.
أصغر ناشرةالظبي المهيري، موهبة إماراتية مفكرة وشغوفة تبلغ من العمر 8 سنوات، لقبت بأصغر رائدة أعمال إماراتية، وهي لم تتجاوز 6 سنوات من عمرها، حيث بدأت بإنشاء مكتبة ودار نشر لبيع الكتب والوسائل التعليمية، بعد أن لمست انشغال معظم الأطفال في العائلة بالألعاب الإلكترونية والأجهزة الذكية. وبدأت الظبي بالقراءة في سن مبكرة، وعندما لمس والداها شغفها بالكون والكواكب والأرض والطبيعة، ولم تكن في هذا الوقت تكف عن السؤال مرة أخرى مهما قدما لها من معلومات وأجوبة، الأمر الذي عزز من شغفها بالبحث في الكتب والموسوعات العلمية عن أجوبة لتساؤلاتها.نالت الظبي لقب أصغر ناشرة إماراتية خلال لقائها الشيخة بدور القاسمي، وهي في عمر سبع سنوات، حيث لفتتها رجاحة عقلها وسرعة بديهتها. وشاركت الظبي في عدة محافل ومعارض دولية أبرزها معرض الشارقة الدولي للكتاب، ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب، ومعرض «إكسبو 2020 دبي»، كما تمت استضافتها في مسابقة بيرل كويست التي أُقيمت في «إكسبو 2020 دبي» بجناح المرأة، لعرض مشروعها «رينبو جمني» المتخصص في الكتب والوسائل التعليمية للأطفال فقط من عمر أشهر وحتى 13 سنة، بمن فيهم أطفال التوحد والمكفوفون وأصحاب الهمم، وفازت بالمركز الثالث كأفضل فكرة مستدامة لها تأثير على المجتمع والأسرة. ولم تكتفِ الظبي بهذا القدر، فقد بحثت عن الوسيلة المناسبة لنشر فكرتها وإلهامها الأطفال، فبعد رحلة بحث على الشبكة العنكبوتية، قررت أن تشارك في تحدي كسر رقم قياسي عالمي ضمن موسوعة غينيس كأصغر ناشرة في العالم لكتاب بلغتين بعنوان: «كانت لديّ فكرة».
أصغر كاتب في العالم بكتاب «الفيل سعيد والدب»، احتفل سعيد المهيري (4 سنوات) بأول كتاب منشور له، ليصبح بذلك مرشحاً لنيل لقب أصغر كاتب في العالم، حيث أقيمت فعالية في أكاديميات الدار - العين، لكسر الرقم القياسي ببيع أكثر من ألف نسخة خلال يوم واحد من كتابه وكتاب أخته الظبي الذي حمل عنوان «هنا كانت البداية».
إنجازات مشرّفةشريفة محمد الهوتي، موهبة صاعدة تبلغ من العمر 9 سنوات، وهي مبتكرة صغيرة، وقارئة نهمة، شغوفة ومحبة للتطوع، حصلت على المركز الأول في مسابقة NSTI في المهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، وجائزة حمدان بن راشد آل مكتوم فئة الطالب المتميز، كما أنها حاصلة على فكرة متميزة في المبتكرون الصغار، والعديد من الإنجازات المشرفة الأخرى.تقول شريفة: دعوني أحدثكم قليلاً عن مشروعي في مسابقة رواد الأعمال الصغار التي حصلت فيها على المركز الأول.. مشروعي هو: لعبة سمكة جدول الضرب، واستهدفت بها الطلاب، وذلك لتسهيل حساب جدول الضرب عليهم.. ووقع اختياري على هذه اللعبة لأنني أرى أن أغلب الأطفال يواجهون صعوبة في حساب جدول الضرب، فأحببت أن أصنع شيئاً مسلياً وممتعاً ومفيداً في الوقت ذاته.. هي كانت عبارة عن سمكة كبيرة ولكنني مع الوقت قررت أن أصغر حجمها حتى تكون سهلة الحمل، وبلا وزن ولا ثقل، تفيدنا في التشكيل، وجدول الضرب. وتطمح شريفة لأن تطور هذه اللعبة من خلال صنع برنامج على الهاتف المحمول والأجهزة الذكية يتضمن هذه اللعبة، كما تطمح لأن تتعاون مع شركة لصنع السمكة من الخشب، حتى تدوم لفترة أطول.
تميز وإبداع موزة الهوتي كاتبة موهوبة (12 سنة)، من مدينة خورفكان، تهوى الرسم والتمثيل وتأليف القصص والابتكار، حيث صدرت لها أول قصة بعنوان: «سر لهلوب»، وفازت في المعرض الدولي للابتكار المقام في مصر، ونفذت وقدمت العديد من الورش والمبادرات. كما أنها عضوة في «سفراء الأمان» مع شرطة دبي، وفازت كذلك بالمركز الثالث في مسابقة «الرسام» مع جمعية توعية ورعاية الأحداث، بالإضافة إلى كونها متميزة تعليمياً فقد فازت بجائزة الشارقة للتميز التربوي وجائزة حمدان فئة الطالب المتميز وجائزة الشارقة فئة الطالب المتميز، ومسابقة مبتكرون «فاب لاب» مع مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم. وحصلت على لقب «فارس القراءة». تقول موزة: أنا حقاً سعيدة وفخورة بما أنجزت، ويعود الفضل بعد الله لوالديّ اللذين لولاهما لما كان للنجاح والتميز طعم، وفي كل اللحظات نجد ذلك هو الدافع والسند الذي لم ولن يتخلى عنا في أي يوم.
من الأطفال إلى الأطفال أعلنت الظبي لأصدقائها الأطفال عن مبادرتها: «كتب من الأطفال إلى الأطفال»، التي رأت النور في معرض الشارقة الدولي للكتاب لدعوة جميع الأطفال للكتابة والتأليف والرسم، وهي بدورها تنشر لهم إبداعاتهم فيكون الكاتب والرسام والناشر أطفالاً. ونشرت الظبي ثلاثة كتب حتى الآن ضمن المبادرة، وهي بصدد نشر المزيد من الكتب خلال الأشهر القادمة لدعم الأطفال، وذوي الهمم، من خلال الكتابة والنشر، لترجمة مشاعرهم واكتشاف مواهبهم في سن صغيرة.
مشاركات خارجية تمت دعوة الظبي المهيري إلى المملكة العربية السعودية، في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، للمشاركة في معرض الطفل، وتوقيع كتابها، وهناك جرى لقاء بين الظبي والأطفال فحاورتهم حول طريقة البدء في الكتابة، مشيرة أنها على استعداد للنشر لهم، ومن دون تدخل في المضامين، لجعل هذه الكتابات تلامس وجدان وذوق الأطفال الآخرين ببراءتها وسهولة فهمها. وللظبي مبادرات أخرى كالتبرع بالكتب والوسائل التعليمية إلى الأطفال خارج الدولة للمساهمة في نشر العلم على نطاق أوسع كالأطفال في زنجبار وبعض مراكز التعليم في الأردن.
الحساب الذهنيهيام الحساني طالبة متميزة وموهوبة تبلغ من العمر 13 عاماً، وتكمن موهبتها في مجالات الرسم والبرمجة والحساب الذهني، وهي حاصلة على جوائز عدة، أبرزها: جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز فئة الطالب المتميز، وجائزة الشارقة للتميز التربوي فئة الطالب المتميز، وجائزة محمد بن خالد آل نهيان فئة الطالب المتميز، وجائزة التحبير للقرآن الكريم فئة الترتيل، وجائزة الشيخة لطيفة لإبداعات الطفولة وغيرها الكثير، كما أنها تخرجت من برنامج «نوابغ الإمارات» في صناعة التقنيات مع جامعة حمدان الذكية.