مَن المستفيد مِن إفلاس “بنك سيليكون فالي”؟

أكثر من سنة فى البلاد

تسببت الأزمة التي عصفت بمصرف “سيليكون فالي بنك” (اس في بي) الذي أغلقته السلطات الأميركية، في موجة ذعر عبر القطاع المصرفي العالمي، مع تساؤل الأسواق عن عواقب أكبر إفلاس مصرفي في الولايات المتحدة منذ الأزمة المالية عام 2008. ومع ذلك يرى مراقبون أن هناك من يستفيد من هذه الأزمة المالية.
وقال محللون اقتصاديون إن المصارف الكبيرة مثل جي بي مورغان وبانك أوف أميركا، تشهد تدفقا للودائع، وفقا لمصدرين مقربين من عالم المصارف، تحدثا لفرانس برس. وأضاف أحدهما أنه في حين أن المؤسسات الكبرى لا تسعى وراء العملاء المحتملين الفارين من البنوك المغلقة، إلا أنها تقبل الودائع التي باتت تشكل مبالغ كبيرة.
وقال ألكسندر يوكوم المحلل المصرفي لدى مؤسسة “سي أف آر آيه” للأبحاث إن العملاء من البنوك الصغيرة والمتوسطة ربما قاموا أيضا بتحويل كل أو جزء من أموالهم “إلى لاعبين رئيسيين يعتقدون أن الحكومة لن تقبل بأي حال من الأحوال أن تدعها تسقط”. 
وأضاف يوكوم لفرانس برس أن حجم التحويلات لن يُعرف على الأرجح إلا عندما تنشر البنوك نتائجها ربع السنوية اعتبارا من أبريل، أو في حال نشرت تقارير مؤقتة قبل ذلك.
وقالت وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيفات الائتمانية في مذكرة إنها “لم تر دليلا على أن تدفقات الودائع الخارجة، بشكل غير قابل للسيطرة التي حدثت في عدد قليل من البنوك، قد انتشرت على نطاق واسع” إلى مصارف أخرى.
من المرجح أن تشهد البنوك الكبرى نموا في قاعدة ودائعها، حيث يسحب عملاء البنوك الإقليمية أموالهم بسبب مخاوف من أن بنكهم سيشهد جولة تالية من الخسائر. ومع ذلك، فإن جي بي مورغان سيتي بنك أكبر بنك في أميركا من حيث الأصول مهيأ للاستحواذ على أكبر حصة سوقية جديدة، مما يمثل فوزًا آخر للرئيس التنفيذي جيمي ديمون.
ومن المستفيدون من الأزمة، شركات التكنولوجيا المالية التي تقدم خدمات الخزانة وحسابات الشركات، فقد قام بنك سيلكون فالي بخدمات البنوك لما يقرب من نصف جميع الشركات التكنولوجية الناشئة في الولايات المتحدة، مما يعني أن هناك الكثير من الشركات تبحث عن المساعدة في إدارة أموالها. وعلى الرغم من أن البنوك الكبرى، ستكون بالتأكيد نقطة هبوط، كذلك ستقدم شركات التكنولوجيا المالية خدمات مماثلة.  
وأيضا يمكن لما يسمى ببنوك الظل ملء الفجوة التي خلفها فشل بنك سيلكون فالي، حيث تعرض إقراض الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا. إنها أحدث دفعة لصناعة تضخمت إلى 1.2 تريليون دولار في أواخر عام 2022. 
ومن المستفيدين من الأزمة تجار وول ستريت الذين اشتروا ودائع “بنك سيلكون فالي”، لقد تمت كتابة نعي بنك وادي السيليكون، قبل أن تعرض الشركات شراء ودائع العملاء غير المؤمنة مقابل 55 سنتًا على الدولار. تبين أن هذه الصفقة كانت بمثابة مكاسب غير متوقعة لأي شخص كان قادرًا على تنفيذها، حيث سرعان ما ضمنت الهيئات التنظيمية الفيدرالية جميع الودائع.
من جهة أخرى، ذكرت مؤسسة ستاندرد آند بورز أن بنك إنجلترا والبنك المركزي الأوروبي طورا سبلا أفضل للحصول على السيولة في حالة اضطرابات مماثلة.
وأفادت مؤسسة التصنيفات الائتمانية أن البنوك الأوروبية التي تتابعها ومعدلات الفوائد لا تملك النموذج الاقتصادي نفسه أو مصادر التمويل مثل البنوك الأميركية، مضيفة أنه من غير المرجح أن تتعرض كثيرا بشكل مباشر.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على