مناقشة نماذج التمويل الجديدة في دعم جهود التكيف مع تغير المناخ

أكثر من سنة فى الإتحاد

أبوظبي (الاتحاد)حضر المشاركون في القمة العالمية للتنبؤ بمستقبل صحي في أبوظبي، أمس، عدداً من الجلسات والنقاشات الهامة، والتي ركّزت على ضرورة تجربة نماذج تمويل مبتكرة وجديدة في القطاع الصحي لتأمين التمويل اللازم لتخفيف آثار الأزمة المناخية، ولدعم استراتيجيات التكيّف وحماية المكاسب الصحية المحققة حتى الآن في القضاء على الأمراض.واستكمالًا لنجاح اليوم الأول من القمة، والذي تعهد خلاله ماجد السويدي، المدير العام لمكتب مؤتمر الأطراف COP28، بأن تكون الصحة محوراً رئيسياً للقمة المناخية المرتقبة في دبي هذا العام، واصل المتحدثون إبراز أهمية الشراكات والنماذج الجديدة في ردم الفجوة الحاصلة في تمويل الجهود المناخية، وحماية الدول والمجتمعات الأكثر هشاشة من تزايد وطأة الظروف الجوية المتطرفة عليهم.وأكدت تالا الرمحي، مدير مبادرة بلوغ الميل الأخير - مجموعة البرامج الصحية العالمية التي تحظى بدعم من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على الدور المهم الذي تضطلع به الجهود الخيرية في توفير التمويلات الجريئة لاختبار الأساليب الجديدة والابتكارات في مراحلها المبكرة.وقالت: «تساعد الجهود الخيرية في إيجاد وتمويل الأدوات والأفكار والاستراتيجيات الجديدة ذات التأثير الفاعل في تخفيف آثار التغير المناخي على الصحة، فهي تجمع الشركاء من مختلف القطاعات للمساعدة في صياغة وتوسيع جهود التكيّف المناخي، إلى جانب دورها في تحمّل المخاطر التي لا يمكن للقطاعين العام والخاص تحملها أحياناً».وأضافت: «كما أننا نؤمن بالدور الهائل للجهات المانحة في تمويل جهود جمع ومشاركة البيانات المستهدفة، وهو أمر بالغ الأهمية لمعرفة أفضل السبل الفعالة لمكافحة تأثيرات التغير المناخي على صحة البشر ولتمكيننا من مواكبة التغيرات المستمرة في مخاطر الإصابة بالأمراض». واختتمت: «تُعد الإمارات دولة ذات تأثير عالمي ملموس في قضايا المناخ، وندرك بفضل خبرتنا بأن الشراكات والتعاون والتمويل المستدام تمثل السبيل الوحيد لتحقيق الأثر المرغوب على نطاق واسع في التعامل مع أزمة المناخ وحماية التقدم المُحرَز في مجالات الصحة العامة والتنمية. وفيما نتطلع إلى إقامة مؤتمر الأطراف 28 وفصل جديد من العمل المناخي، فإننا نسعى لاستقطاب أصوات جديدة والمزيد من الممولين والشركاء للانضمام إلينا في تحقيق هذا الهدف».وفي نقاشه خلال القمة، حذّر بيتر ساندز، المدير التنفيذي للصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، من أن الوقت يمر بسرعة أكبر مما نتوقع عند الحديث عن مكافحة التغير المناخي، حيث قال: «إن التغير المناخي ليس تهديداً بعيد الأمد، وإنما يتجه نحونا بسرعة كبيرة وسيكون تأثيره جسيم للغاية، إذ إن ضرره سيلحق بكافة الأنظمة الصحية عالمياً».وتنعقد أعمال القمة العالمية للتنبؤ بمستقبل صحي 2023 من 14 إلى 16 مارس في أبوظبي، ويشترك في استضافتها كل من مبادرة التنبؤ بمستقبل صحي ومبادرة بلوغ الميل الأخير. ويستقطب الحدث ما يزيد على 200 شخص من القادة الذين يمثلون 140 منظمة، وأكثر من 40 دولة من القطاعات الحكومية والخاصة والمنظمات غير الربحية والمؤسسات المالية العالمية ومؤسسات التعليم العالي؛ وذلك بهدف بناء مجتمع عالمي صحي قادر على تطبيق الحلول الاستباقية، وتوفير التمويل الكافي لدعم استراتيجيات الصحة المتكيفة مع تغيرات المناخ قبيل انعقاد قمة المناخ COP28 في دبي في وقت لاحق من هذا العام.كما شهد اليوم الثاني من القمة استماع الحضور إلى آراء وأفكار نشطاء المناخ من الجيل الشاب، والذين شددّوا على ضرورة اتخاذ خطوات جدية من قبل الحكومات والجهات الفاعلة في الصحة العالمية والمناخ لحشد طاقات الشباب والاستفادة منها في دعم جهود العمل المناخي.وفي هذا الخصوص، قالت أمنية العمراني، مبعوثة رئيس مؤتمر المناخ 27 للشباب: «إن أزمة المناخ العالمية ترتبط مباشرة بحقوق الإنسان، ولدينا كامل الحق بالعيش في بيئة نظيفة تحافظ على سلامة صحتنا، وإن خبراء اليوم من الجيل الشاب سيواجهون مستقبلاً آثار الأزمة المناخية الحالية، ولهذا السبب يجب على جميع الجهات المعنية أن تنظر لهم كشركاء رئيسيين في مواجهة تحديات هذه الأزمة».وأضافت: «نحن بحاجة ماسة إلى تمكين الشباب ودعمهم لقيادة مبادراتهم، وإرشادهم وتقديم التمويل لهم لضمان إطلاق طاقاتهم الكامنة وإمكاناتهم الواسعة في محاربة الآثار المدمرة للتغير المناخي».وفي معرض حديثه خلال سلسلة «تسليط الضوء على الحلول»، نوّه د. كوشيك ساركار، مدير معهد الملاريا وحلول المناخ (IMACS)، المعهد الذي أطلقته مبادرة التنبؤ بمستقبل صحي في يناير 2022 وبدعم من مبادرة بلوغ الميل الأخير، إلى أن قدرة القطاع الصحي على مواجهة الاحتباس الحراري تتوقف بشكل كبير على حشد وتمويل مناهج جديدة.وقال: «لقد كان للتغير المناخي أثار سلبية كبيرة على برنامجنا الصحي في كل من باكستان وأفريقيا، لذلك من المهم جداً علينا إدراك أن وطأة الخسائر الاقتصادية ستكون أكبر بكثير على المجتمعات الضعيفة والمهمشة». 
وأضاف: «نقف اليوم عند مفترق طرق مهم وحساس في مكافحتنا للتغير المناخي، إذ سيكون لكافة الخطوات التي سنتخذها في هذا الصدد أثر ملحوظ على حياة الملايين من الأشخاص من حول العالم، ولهذا السبب من واجبنا الأخلاقي والإنساني أن نوحد الجهود ونعمل سويةً كشركاء فاعلين لتقديم حلول عادلة وفعالة».وساهمت مبادرة التنبؤ بمستقبل صحي، التحالف العالمي من المنظمات الصحية والتقنية الرائدة والذي تقوده منظمة ملاريا نو مور ويحظى بدعم من مبادرة بلوغ الميل الأخير، منذ انطلاقها لأول مرة في 2020 في دفع الابتكار والاستثمار لتبني استراتيجيات وتقنيات جديدة تهدف لحماية مكاسب الصحة العالمية من آثار التغير المناخي.وفي يناير 2022، أطلقت مبادرة التنبؤ بمستقبل صحي بالشراكة مع مبادرة بلوغ الميل الأخير، معهد الملاريا وحلول المناخ (IMACS)، المعهد العالمي الملتزم بدعم جهود القضاء على الملاريا من خلال استخدام أدوات التنبؤ والتخطيط المتطورة، والبرامج التقنية المساعدة، والسياسات الداعمة، لمساعدة الحكومات على مواجهة الآثار المتقلبة للاحتباس الحراري والظواهر المناخية المتطرفة. 

شارك الخبر على