«الشارقة التراثية» تستعرض تجربة الإمارات في ارتياد الفضاء

أكثر من سنة فى الإتحاد

ناقشت جلسة ثقافية نظمها المقهى الثقافي في متحف بيت النابودة بالشارقة، ضمن فعاليات «أيام الشارقة التراثية»، نماذج من الإبداع في العلوم المعاصرة، شارك فيها كل من الباحث الإماراتي في علوم الفلك والأرصاد الجوية إبراهيم الجروان، والمدربة هاجر الفضالة من مملكة البحرين، والباحثة في شؤون التراث سمر الخور من مصر.خلال الجلسة، استعرض إبراهيم الجروان جانباً من مظاهر التقدم والريادة التي تحققها دولة الإمارات في الوقت الراهن في مجال علوم الفضاء والتكنولوجيا المتقدمة، حيث أشار إلى النجاحات النوعية للدولة في استكشاف الفضاء، وإرسال رواد إماراتيين يسهمون في تعزيز مكانة وطنهم ويلهمون غيرهم من الشباب الإماراتي والعربي، وينقلون هذه التجربة الفريدة للجيل التالي من طلبة المدارس والجامعات، مع ما أحدثه هذا النجاح من تفاعل مجتمعي شارك فيه جميع شرائح وفئات المجتمع.وأضاف أن الدولة تحرص على إضفاء البعدين العربي والعالمي في هذه الخطوات العظيمة، ومن ذلك اختيار اسم «مسبار الأمل»، بحسب نتيجة تصويت تم إجراؤه على نطاق جماهيري في العالم العربي، وقد حمل هذا المسبار طموحات العرب وتطلعاتهم في تنفيذ أهداف علمية وتكنولوجية وتقنية متقدمة، لافتاً إلى أن المسيرة بعد مسبار الأمل لم تتوقف، فقد رأينا إطلاق المركبة القمرية المستكشف «راشد»، والعديد من الأقمار الصناعية المكعبة، وإرسال رائدي الفضاء هزاع المنصوري ثم سلطان النيادي إلى محطة الفضاء الدولية، واعتماد خطط الاستعداد لإرسال نورة المطروشي وأحمد المرزوقي وغيرهما.وأكد الجروان أن هذه الإنجازات الحضارية والمشاريع العملاقة تحظى بدعم القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، التي مكّنت ودعمت العقول الإماراتية الشابة والسواعد الوطنية المخلصة والمؤسسات العاملة في صناعة تكنولوجيا الفضاء، وساهمت بدور محوري ومؤثر في استئناف جهود دول عربية أخرى كانت قد بدأت تجربة استكشاف الفضاء ثم توقفت لأسباب مختلفة، مشيراً إلى جهود المركز الوطني للأرصاد ومجالات استخدام أنظمة نظم المعلومات الجغرافية في تكنولوجيا الفضاء.كما تحدث الجروان عن اهتمام الناس منذ القدم بالفضاء، وتطلعهم إلى السماء من حيث التفكير والاستلهام، وظهور الأساطير عبر التاريخ بشأن المجموعات النجمية والأبراج، وبروز عقائد دينية عديدة ارتبطت بالأجرام والكواكب السماوية، وصلت إلى حد العبادة لدى بعض الشعوب والحضارات.وذكر أن العناية بالفلك وعلومه ارتبطت بظهور إبداعات فكرية للتاريخ العربي تعود لمراحل ما قبل الإسلام، ثم جاء ديننا الحنيف ليمد هذا العلم بالمزيد من التطور وتحقيق التواصل مع الشعوب الأخرى والاستفادة منهم وترجمة معارفهم وعلومهم، كالإغريق واليونان والفرس والهنود وغيرهم.وأوضح أن ابن ماجد كانت له اختراعات عديدة في العلوم الملاحية للاستدلال والارتحال عبر المحيطات والبحار، كما يضم التاريخ العربي أساساً لعلوم الفلك والأجرام السماوية في مرحلة من مراحل النهضة الحضارية الإسلامية، بالإضافة إلى الاكتشافات العديدة في النجوم ومطالعها وحسابات الخسوف والكسوف والدورات الشمسية ومطالع الأهلة والشهور، ومعظمها تم نقله وتطويره والإضافة عليه من علوم الحضارات الأخرى مثل قدماء العراق في حضارة بلاد الرافدين، وكذلك العمارة الأندلسية وارتباطها بعلوم اليونان والفراعنة.واختتم الجروان حديثه بإشارة موجزة إلى حساب الدرور في التراث الإماراتي واستخداماته وأهميته في مجال التقويم، وقد نبع عن تراكم معرفي وإبداعي ثري وملاحظة للبيئة البحرية والبرية والنباتية لفترات زمنية طويلة.
 
 
 

شارك الخبر على