أمين (الجامعة العربية) يدعو لتبني استراتيجية عملية للتعامل مع الازمات الخطيرة ذات التأثير الممتد
أكثر من سنتين فى كونا
القاهرة – 8 – 3 (كونا) -— دعا امين عام جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط اليوم الاربعاء الى تبني استراتيجية عملية للتعامل مع الازمات الخطيرة ذات التأثير الممتد وذلك "وسط اجواء عالمية واقليمية متوترة".وأكد ابو الغيط في كلمة له امام الدورة ال159 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري ان "هذه التحديات المستجدة تفرض على الدول العربية ايلاء اهمية اكبر للتفكير الاستراتيجي للتعامل مع الكوارث والأزمات والأوضاع الطارئة".وقال ان "المنطقة العربية تواجه تحديات تقتضي منا جميعا العمل المتضافر وتنسيق المواقف" مضيفا أنه "في زمن الاستقطاب والمنافسات بين القوى الكبرى تكتسب التكتلات بين الدول قيمة أعلى ووزنا أكبر".وأعرب عن اعتقاده أن "التكتل العربي قادر بامكانياته وقدرات دوله وثقلها في العالم على ايجاد مساحات للحركة والاستقلالية الاستراتيجية عبر مد الجسور مع الجميع والحفاظ على حرية الحركة والقرار".وذكر ان الدول النامية والأسواق الناشئة ومن بينها الكثير من الدول العربية تعاني "للأسف" اكثر من غيرها من مناخ عالمي غير موات مبينا أن التراجع الاقتصادي وما يرتبط به من مظاهر سلبية "ينعكس على الاستقرار الاجتماعي ويضع صعوبات وتحديات مضاعفة امام عمل الحكومات من أجل حماية الفئات الاضعف".وأوضح ابو الغيط أن ارتفاع اسعار الحبوب ادى الى ضغوط اضافية على الدول المستوردة مما يفرض ضرورة تعامل الجميع مع استراتيجية تحقيق الأمن الغذائي العربي "لا باعتباره ترفا وانما ضرورة ملحة لمواجهة اوضاع تؤثر على استقرار المنطقة بأكملها".واعتبر ان "حالة خط التصعيد والتهدئة النسبية التي تشهدها النزاعات والأزمات الاقليمية بدرجات متفاوتة تمنح فرصة للعمل بجد من أجل مساعدة الدول في التوصل الى التسويات السياسية المطلوبة من أجل انهاء الازمات القائمة".وشدد على أن القضية الفلسطينية تواجه تحديا خطيرا في الفترة الاخيرة "باعتلاء حكومة اسرائيلية يمينية سدة السلطة" مضيفا ان "برنامج هذه الحكومة يقوم على الاستيطان لا السلام وعلى التوسع والضم وليس التسوية أو الحل".وقال ان "الحكومة الاسرائيلية تشجع ثقافة خطيرة من الافلات من العقاب والاعتداء على الفلسطينيين بين مواطنيها" مبينا أن "من بين رموز هذه الحكومة من يجاهر علنا برفض حل الدولتين بل وبتصفية الفلسطينيين وضم اراضيهم".وحذر من ان "استمرار مثل هذه الممارسات يجر المنطقة كلها الى هاوية من التطرف والعنف" داعيا المجتمع الدولي وكافة محبي وانصار السلام في العالم الى الاضطلاع بمسؤولياتهم نحو "لجم السلوك المتطرف الذي تباشره حكومة الاحتلال".وقال ان الحفاظ على سلامة التراب الوطني والوحدة السياسية للدول العربية من دون تدخلات في شؤونها او تعد على سيادتها واستقلالها "هدف عربي نسعى اليه جميعا ونعمل له ونحض عليه".وأضاف أن "اشعال الموقف في القدس وبالتحديد في المسجد الأقصى والحرم الشريف خلال شهر رمضان سيمثل عملا استفزازيا للمسلمين في كل مكان" مبينا أن سعي عناصر متطرفة في حكومة الاحتلال لتغيير الوضع القانوني والتاريخي في البلدة القديمة "لن يكون من شأنه سوى الهاب المشاعر وتفجير الموقف واشعال فتيل مواجهات دينية".واكد ابو الغيط في كلمته "الاعتزاز" بالمرأة العربية ودورها المحوري في عملية التنمية في كافة المواقع والمجالات مجددا الالتزام بالاستمرار في تعزيز أوضاع النساء والمرأة في المنطقة العربية والارتقاء بها وضمان حصولها على حقوقها كاملة.من جانبه دعا المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) فيليب لازاريني الدول العربية لدعم جهود الوكالة في التنمية البشرية لمجتمعات اللاجئين الفلسطينيين مؤكدا اهمية "مواصلة الحفاظ على ابقاء الأمل لدى اللاجئين الفلسطينيين حيا ومتقدا".وقال لازاريني في كلمة مماثلة أن "اللاجئين الفلسطينيين لم يشعروا بالضعف منذ تأسيس الوكالة قبل 75 عاما كما يشعرون به الآن بسبب تراجع الاهتمام الدولي بهم" داعيا الدول العربية لتقديم مزيد من الدعم للوكالة.وأضاف أن اجتماع وزراء الخارجية العرب يعقد "وسط تدهور الوضع في القدس الشرقية والضفة الغربية" وتصاعد العنف هناك.من جهته أكد وزير خارجية أرمينيا أرارات ميرزويان في كلمة مماثلة أن "هناك تفاهما كاملا بين بلاده والدول العربية بما في ذلك ما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط.وقال ان بلاده حافظت على التراث الاسلامي والمخطوطات الاسلامية وروائع الخط العربي مثل النسخ الأولى للقرآن الكريم والكتب النادرة".واستعرض وجهة نظر بلاده ازاء النزاع مع اذربيجان مؤكدا سعي بلاده في المحادثات معها لمناقشة تطبيع العلاقات بين البلدين لتحقيق السلام في تلك المنطقة من العالم.ويترأس وفد دولة الكويت المشارك في أعمال هذه الدورة وزير الخارجية الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح.(النهاية)
م ف م / ر غ