تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط وقضايا ومفارقات السينما المغربية اليوم

أكثر من سنة فى البلاد

يعود مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط في دورته الثامنة والعشرين، التي تنعقد ما بين الثالث والعاشر من مارس الجاري، وتحتفي بدولة تركيا كضيف شرف لكنها تبدي الاهتمام الأكبر بعدد من القضايا وفي مقدمتها إمكانات ومفارقات السينما المغربية اليوم.

ويسعى المهرجان، الذي يقام سنويا في المغرب منذ العام 1985 ويعد أحد أبرز المهرجانات العربية المعنية بسينما حوض البحر المتوسط، إلى التعريف بمختلف التيارات والمدارس السينمائية التي تحتضنها البلدان المتوسطية وإلى الانحياز لقيم “سينيفيلية” متطلبة ومتنوعة.

وهو هذا العام يسلط الضوء على أهمية السينما المغربية التي تشهد تطورا مهما، إذ صار القطاع يسجّل تصوير أزيد من عشرين فيلما في السنة، ذات مواضيع متنوعة، تمكن أصحابها من حصد جوائز مهمة، وهو ما يبشّر بتطور كبير في الفن السابع وانفتاحه على محيطه المغاربي والمتوسطي والعربي والعالمي أيضا.

وكان بلاغ للجهة المنظمة كشف أن الدورة الحالية من المهرجان تكرم ثلة من ألمع نجوم السينما الذين سيحلون ضيوف شرف في المهرجان؛ وهم: الممثلة المصرية غادة عادل، والممثلة التركية فيلدان اتاسيفير، والمخرجة الإسبانية جوديت كوليل، والمخرج المغربي حسن بنجلون، والمخرج الإيطالي دانييلي فيكاري.

كما ستعرف فقرات برنامج هذه الدورة تنظيم ندوة بعنوان "الرقمي، الإيتيقي، الجمالي" تسيرها الناقدة وكاتبة السيناريو الجزائرية - الفرنسية نادية مفلاح، بمشاركة كل من الكاتبة يارا يانس والأستاذ والباحث محمد أولاد علا والناقد السينمائي والباحث طارق بن شعبان وأستاذ الدراسات السينمائية دافيد روش.

وبالإضافة إلى ما سبق يتضمن برنامج هذه التظاهرة السينمائية مائدتين مستديرتين، الأولى بعنوان “السينما المغربية اليوم.. إمكانات ومفارقات”، يديرها الناقد والمترجم عبداللطيف البازي العمراني، ويشارك فيها بمداخلة كل من الصحافي والناقد محمد جبريل والباحثة في السينما ليلى الشرادي والأستاذ الجامعي أنوار أوياشي؛ أما الندوة الثانية فهي بعنوان “جون لوك جودار، صدى البحر الأبيض المتوسط”، ويشارك فيها كل من المخرج والمنتج علي الصافي والصحافي والناقد السينمائي سعد شكالي والأستاذ الجامعي عبدالكريم الشيكر.

وأضاف البلاغ أنه في إطار فعاليات هذه الدورة الثامنة والعشرين تنظم “أيام تطوان للصناعة السينمائية” التي ستشكل لقاء مباشرا مع حاملي المشاريع المشاركة مع ثلة من الموزعين والمنتجين ينتمون إلى بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط.

كما ستتخللها عروض حول الإنتاج المشترك وسوق الأفلام العالمية وفرص الإنتاج المشترك والتعاون بين شطري البحر الأبيض المتوسط، سيشارك فيها كل من المنتج والمخرج والسيناريست العالمي رادو ميلانيانو والمخرج والمنتج هشام حجي وميكيل ريبيرو من مهرجان لشبونة للفيلم الوثائقي والمنتج بسام الأسعد، بإدارة المنتج والمخرج جمال السويسي.

وعلى مدى أربعة أيام ما بين 3 و6 مارس الحالي يتمحور اللقاء التكويني، الذي سيستفيد منه 12 طالبا وطالبة من المنتسبين إلى معاهد السينما بالمغرب، حول تحليل الفيلمين القصيرين “خارج الموسم” و”حتى لا يتغير أي شيء” بحضور مخرجيهما “فرانسيسكو أرتيلي” ومدير مهرجان كورسيكا السينمائي بفرنسا أليكس فيراري، كما ستختتم الورشة بعرض حول السينما التونسية من تقديم طارق بن شعبان.

وأفاد البلاغ الصحفي بأنه ستنظم على هامش فعاليات هذه الدورة من مهرجان تطوان السينمائي أربعة عروض سينمائية لأفلام مغربية متنوعة لفائدة نزلاء السجن المحلي بتطوان (الأحداث والسجينات والسجناء) وكذلك السجناء الإسبان. كما ستنظم ورشة في “إدارة الممثل” يؤطرها الأستاذ والمخرج المسرحي محمد برادة، وعلى هامشها وبشراكة مع مندوبية وزارة الصحة والحماية الاجتماعية ستنظم حملة للتبرع بالدم، بالإضافة إلى توقيع كتاب عن فيلم “أحداث بلا دلالة” للمخرج المغربي مصطفى الدرقاوي.

وتشمل المسابقة الرسمية للدورة الثامنة والعشرين للمهرجان عرض 12 فيلما طويلا من بينها فيلمان مغربيان هما “أسماك حمراء” للمخرج عبدالسلام الكلاعي و”صيف في بجعد” للمخرج عمر مول الدويرة.  ومن أبرز الأفلام الأخرى المشاركة في المسابقة فيلم “عَلم” للمخرج الفلسطيني فراس خوري و”بِركة العروس” للمخرج اللبناني باسم بريش. وبجانب أفلام المسابقة يعرض المهرجان سبعة أفلام ضمن برنامج “خفقة قلب” من فلسطين وتونس وبلجيكا والعراق وفرنسا والمغرب.

وقال رئيس مؤسسة المهرجان أحمد حسني في تصريحات صحفية إن “المهرجان أسس ‘ورش تطوان السينمائية’ وهي تحتوي على مسابقات مشاريع سيناريوهات وكذلك على مجموعة من الدورات التكوينية السينمائية”. وأضاف “وصل إلينا 75 مشروعا ووقع اختيارنا على 12 فقط، ستة من المغرب والبقية من البحر الأبيض المتوسط، سيتم تخصيص لجنة مكونة من خبراء ومهنيي قطاع السينما لقراءتها ومنحها الجوائز”.

ولفت إلى أن “هذه التجربة الأولى من نوعها وهي صعبة، لكن علامات النجاح متوفرة فيها نظرا لقيمة السيناريوهات التي تم تقديمها، إلى جانب ضم لجنة التحكيم لأسماء وازنة، بالإضافة إلى المنتجين المهمين الذين سيكونون حاضرين وداعمين لهذه المشاريع”. وستتوزع المشاريع على 4 أفلام وثائقية و8 روائية طويلة من تقديم كتاب سيناريو ومخرجين ومنتجين شباب ينتمون إلى بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط.

وسيستفيد أصحاب هذه المشاريع خلال أيام المهرجان من دروس تكوينية لتطوير سيناريوهاتهم وصقل مهاراتهم في الكتابة السينمائية، كما تم تخصيص جوائز مالية لأفضل ثلاثة مشاريع، بالإضافة إلى دعمها للوصول إلى مهرجانات تجمعها بتطوان السينمائي شراكة تعاون.

شارك الخبر على