الإمارات والكويت.. علاقات أخوية راسخة تعزز العمل الخليجي المشترك

أكثر من سنة فى الإتحاد

منى الحمودي (أبوظبي) 
تتميز العلاقات الإماراتية - الكويتية بالقوة والمتانة التي تؤكد عمق الأخوة والتاريخ والإرث المشترك الذي يجمع البلدين الشقيقين، بوجود استراتيجية راسخة مبنية على الاحترام المتبادل ومصير مشترك قائم على الأهداف والمواقف التي تحقق تكامل الرؤى بين البلدين.وتُمثل العلاقات الإماراتية الكويتية نموذجاً فريداً للعلاقات والروابط الأخوية العميقة التي تجمع بين الدول، حيث يجمع البلدين أواصر متينة وأهداف وطموحات وأولويات مشتركة تدعمها قيادة البلدين في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، وأخيه صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت «حفظه الله»، والتي تعد مثالاً للروابط القوية المتأصلة في وجدان البلدين وتاريخهما المشترك، دعم أواصرها الزيارات المشتركة بين قيادة البلدين، مما دفع بها إلى آفاق مستقبلية وأعطاها قوةً وزخماً للمضي قُدماً لتحقيق ما فيه مصلحة للبلدين.وتشهد العلاقات بين الإمارات والكويت تطوراً مستمراً، من خلال عمل قيادتي البلدين وتواصلهما المستمر لتحقيق المزيد من الإنجازات والعمل المشترك على كافة الأصعدة، مما يعكس العلاقات المتينة التي تدفعها قيادة البلدين إلى مستويات أكثر تكاملاً لخدمة المصالحة المشتركة بينهما.وشهدت العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت الشقيقة محطات بارزة أسهمت في ترسيخ هذه العلاقات والمضي بها قدماً، سواء على المستوى الثنائي أو من خلال مسيرة مجلس التعاون، بما ينعكس على تحقيق مصالح البلدين الشقيقين، والتي أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - والمغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح في إطار العلاقة الأخوية التي ترسخت عبر عقود من الزمن وتوطدت منذ اللقاء الذي جمع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالمغفور له الشيخ صباح السالم الصباح عام 1973. 
قوة مجلس التعاون الخليجيوتُشكل العلاقات الإماراتية-الكويتية، أساساً متيناً لوحدة وقوة مجلس التعاون الخليجي، وينعكس تميز العلاقة الثنائية بينهما من خلال أوجه التعاون على الصعيد السياسي والدبلوماسي والاقتصادي والثقافي والعديد من القطاعات الأخرى، التي تعكس العلاقات المتميزة بين قيادة وشعب البلدين.وفي ظل العلاقة الإماراتية الكويتية المتميزة، تشارك دولة الإمارات وشعبها، الأشقاء في دولة الكويت احتفالاتهم باليوم الوطني الـ 62 والذي يصادف 25 فبراير من كل عام، ليأتي شاهداً على النمو الكبير والإنجازات المتتالية التي تشهدها الكويت في كافة المجالات لتحقيق التنمية الشاملة، علاقات أخوية استراتيجية وتُجسد احتفالات قيادة وشعب دولة الإمارات واقع العلاقة الإيجابية والنموذجية بين البلدين، والتي تنعكس على مختلف القطاعات لما فيه من خير ونماء للشعبين الشقيقين، حيث تتشارك الإمارات والكويت الرؤى نفسها في القضايا والملفات الإقليمية والعالمية، انطلاقاً من ثوابت مشتركة تهدف إلى تعزيز أمن واستقرار المنطقة والسلم العالمي، وتعد العلاقات الأخوية والاستراتيجية بين الإمارات والكويت محوراً رئيساً لتقوية دعائم مجلس التعاون الخليجي، بما يضمن الحفاظ على استقرار شعوب دول المجلس ويحقق رفاهتيها وازدهارها.وتعُد العلاقات الإماراتية - الكويتية علاقات قديمة تعود لأكثر من ستة عقود، والتي تميزت بزخم كبير منذ بدايتها، حيث بدأت البعثة التعليمية الكويتية في الإمارات في عام 1955، بإنشاء العديد من المدارس وتجهيزها قبل إعلان الاتحاد، كما دشنت البعثة الطبية الكويتية عملها في الإمارات في أوائل الستينيات من القرن الماضي، بإنشاء العديد من المراكز والمستشفيات. وزاد عمق العلاقات الأخوية بين البلدين بدعم المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ جابر الأحمد الصباح، طيب الله ثراهما. وترجمت دولة الإمارات حجم ومتانة العلاقات التي تربط البلدين الشقيقين بموقفها المشرف في أثناء احتلال الكويت، حيث استضافت الإمارات عشرات الآلاف من الأسر الكويتية على أرضها، بينما شاركت القوات المسلحة الإماراتية في حرب تحرير الكويت.وبحكم العلاقات التاريخية بين دولة الإمارات والكويت، باتت روابط الأخوة والقربى والمصير الواحد دليلاً على النموذج المتميز للعلاقات بين الأشقاء، تترجمه رغبة البلدين في التطوير المستمر لهذه العلاقات نحو مدى أوسع من التكامل، وتسريع خطط التنمية المستدامة وتوحيد المواقف تجاه القضايا الإقليمية والدولية.
زيادة التبادل التجاريتتمتع الإمارات والكويت بعلاقة تجارية تاريخية وهدف مشترك لتعزيز موقعها الخليجي عالمياً، وذلك من خلال نمو العلاقة التجارية والاقتصادية بينهما لأعلى المستويات التي تدعمها عوامل مشتركة بين البلدين منها، البنى التحتية والسعة التخزينية وتسهيل سلسلة الإمداد بينهما، مما خلق بيئة تجارية قوية، انعكست نتائجها على مستويات التجارة بين الإمارات والكويت.وتعد دولة الإمارات واحدة من أهم الشركاء التجاريين لدولة الكويت على صعيد المنطقة العربية ودول مجلس التعاون الخليجي، حيث جاءت دولة الكويت ضمن أهم 6 وجهات للصادرات الوطنية الإماراتية غير النفطية خلال 2021، وبالمقابل الإمارات في المرتبة الثالثة عالمياً ضمن قائمة أهم وجهات التصدير للسلع الكويتية غير النفطية.وشهدت العلاقات التجارية الثنائية بين الإمارات والكويت خلال الأعوام القليلة الماضية نمواً ملحوظاً من حيث الحجم ونوع البضائع التجارية، حيث استوردت الإمارات من الكويت في عام 2021 أكثر من 2 مليون طن من المنتجات النفطية والزيوت المعدنية وصلت قيمتها إلى حوالي 3.79 مليار درهم إماراتي، بالإضافة إلى 143,408 طن من منتجات فحم الكوك والقطران البترولي بقيمة وصلت إلى 213 مليون درهم.وفي العام نفسه استوردت دولة الكويت من دولة الإمارات أكثر من 18.94 مليون طن من الحصى والأحجار المستخدمة في صناعة الخرسانة ومشاريع البنى التحتية بقيمة بلغت قيمتها 650 مليون درهم إماراتي، بالإضافة إلى أكثر من 18 طناً من الحلي والمجوهرات وأجزائها من معادن ثمينة بلغت قيمتها 2.8 مليار درهم إماراتي، و16 طناً من الذهب الخام أو نصف المشغول بقيمة تجاوزت 3.16 مليار درهم إماراتي. كما شهد التبادل التجاري بين البلدين زيادة لافتة في عدد من المواد بما فيها الإلكترونيات والأدوية والمنتجات الغذائية واللدائن البلاستيكية.وبلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين الإمارات والكويت، نحو 10.47 مليار دولار، حيث سجلت الصادرات الإماراتية غير النفطية للكويت للعام 2021 نمواً بنسبة30.1 % عن العام السابق لتصل إلى مستوى 9.14 مليارات دولار، بانخفاض بلغ 17.7% بالمقارنة مع مستويات عام 2020، وذلك بسبب جائحة كورونا.وبحسب تقرير لمجلس الأعمال الكويتي بالتعاون مع غرفة دبي للتجارة والصناعة، تصدرت المعادن والأحجار الثمينة الصادرات الإماراتية إلى الكويت متمثلة بـ 21.9 % من الإجمالي مما يعادل نحو ملياري دولار، ثم تلتها الأجهزة الإلكترونية والمعدات اللتان شكلتا%15.8 و%9.3 على التوالي.وفي المقابل، نمت الصادرات الكويتية غير النفطية لدولة الإمارات العربية المتحدة خلال 2021 بنسبة%16.5 لتصل إلى إجمالي 1.33 مليار دولار، مرتفعة بنسبة%44.2 من العام 2020، كما شكلت النسبة الكبرى من الصادرات الكويتية معادن الوقود (الفحم ومشتقات كيميائية) بنسبة بلغت%82.5.
الممر التجاري الافتراضيوقع البلدان على عدد من الاتفاقيات منها إعلان مجموعة موانئ أبوظبي عن توقيع مذكرة تفاهم مع الإدارة العامة للجمارك في الكويت بهدف إنشاء ممر تجاري افتراضي بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت، تحت إشراف دائرة التنمية الاقتصادية في أبريل 2022، حيث تنص المذكرة على قيام بوابة المقطع الذراع الرقمية لمجموعة موانئ أبوظبي، ومن خلال المنصة المتقدمة للتجارة والخدمات اللوجستية (أطلب)، بتطوير الممر التجاري الافتراضي تحت إشراف دائرة التنمية الاقتصادية-أبوظبي، وتأتي استكمالاً لعلاقات التعاون الوثيقة بين البلدين، وسيتم بموجبها إرساء سياسات وإجراءات وأنظمة جديدة ومتكاملة من شأنها دعم الممر التجاري الافتراضي الذي يسهم في تبسيط وتسهيل التجارة عبر الحدود.  ويتيح تأسيس هذا الممر التجاري الافتراضي الجديد، وتطبيق الحلول المرتبطة به، إمكانيات متميزة لجهات القيد في البلدين تضمن لها الحصول على كافة المعلومات المتعلقة بالشحنات الدولية والبضائع قبل وصولها، ما يسهل عمليات التخليص المسبق للشحنات وتحقيق وفورات كبيرة في الوقت والتكلفة اللازمين لإتمامها. 
مجموعة أغذيةتتضمن العلاقات التجارية، إعلان «مجموعة أغذية»، كبرى شركات إنتاج الأغذية والمشروبات في المنطقة، وهي جزء من (القابضة (ADQ) قيامها بتوقيع «اتفاقية بيع شراء» للاستحواذ على «مخبز وحلويات الفيصل» في نوفمبر 2020، ووقعت دولة الإمارات في يناير 2020 ممثلة بالهيئة العامة للطيران المدني، مذكرة تفاهم مع دولة الكويت ممثلة بالإدارة العامة للطيران المدني الكويتي. وفي ديسمبر 2019 وقعت لجنة بطاقة إسعاد التابعة للقيادة العامة لشرطة دبي مذكرة تعاون مع مجلس الأعمال الكويتي، بهدف تزويد موظفي المجلس ببطاقة «إسعاد» وتوقيع الاتحاد للطيران اتفاقية شراكة بالرمز مع الخطوط الجوية الكويتية، حيث يمكن لضيوف الشركتين الحجز على وجهات محددة ابتداء من 22 ديسمبر للسفر، وذلك ابتداء من 5 يناير 2020.وفي أكتوبر 2019 وقع «معهد حوكمة» لحوكمة الشركات - التابع لسلطة مركز دبي المالي العالمي - وهيئة أسواق المال بدولة الكويت مذكرة تعاون لتعزيز ممارسات الحوكمة بشكل فعلي للشركات المدرجة في دولة الكويت ورفع درجة الوعي بأهميتها بين هذه الشركات بشكل خاص وسائر مؤسسات الدولة.ووقعت شركة الاتحاد لائتمان الصادرات، في مايو 2019 اتفاقية لإعادة التأمين مع المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات (ضمان)، المؤسسة متعددة الأطراف لتأمين مخاطر الائتمان والمخاطر السياسية. ووقعت دائرة التنمية الاقتصادية في دبي متمثلة بقطاع التسجيل والترخيص التجاري ومجلس الأعمال الكويتي بدبي والمناطق الشمالية مذكرة تفاهم لتعزيز العلاقات الثنائية وخلق فرص خاصة بتطوير المشاريع الكويتية التي تدار عبر مواقع التواصل الاجتماعي في يناير 2019، كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين مركز الشباب العربي، ووزارة الدولة لشؤون الشباب في الكويت لتبادل الآراء والأفكار حول العديد من الفعاليات.وفي ديسمبر 2018 وقعت شركة الاتحاد لائتمان الصادرات، مذكرة تفاهم مع المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات (ضمان). وفي أبريل 2017 وقعت وزارة المالية مذكرة تفاهم مع مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع، في مقر المركز في دولة الكويت. وفي يونيو 2013 تم التوقيع على بروتوكول التعاون بين اتحاد غرف التجارة والصناعة بالدولة وغرف التجارة والصناعة بالكويت وعلى البرنامج التفعيلي في مجال البيئة لعامي 2014 - 2015 والبرنامج التنفيذي للاتفاق الثقافي والفني بين حكومة الإمارات وحكومة دولة الكويت للأعوام 2013-2014-2015 وبرنامج تعاون بين وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية ونظيرتها الكويتية في مجال التدريب الدبلوماسي والبحوث.

شارك الخبر على