معقول؟

أكثر من سنة فى تيار

مقدمة نشرة أخبار الـOTV:
معقول؟حتى هذه الكلمة لم تعد كافية للتعبير عن مدى الاندهاش والاستغراب والتعجب والصدمة مما آلت اليه الاوضاع في لبنان.فكل ما يجري في هذا الوطن منذ ثلاث سنوات ونصف تقريبا هو خارج اطار المعقول او المتعارف عليه تاريخيا، في كل البلدان التي عرفت حروبا وشهدت انهيارات.فخارج اطار المعقول ان تكون رئاسة الدولة شاغرة، وان يكون ملء الفراغ رهن صراع عبثي بين منطق الفرض وذهنية التحدي، فيما الرأي الداعي الى التفاهم على اولويات وشخص، هو حتى اللحظة خارج اطار البحث.وخارج اطار المعقول، ان تكون السلطة التشريعية عاجزة عن اقرار قانون كالكابيتال كونترول، على رغم ما حل بالقطاع المصرفي واموال المودعين طيلة الفترة الماضية، وان يسعى رئيسُها الى تشريع فضفاض يغيب رئاسة الدولة وصلاحياتها، ويمرر تشريعات تصب في مصلحة اشخاص وجهات، ولا تكون عامة..وخارج اطار المعقول، ان تكون السلطة التنفيذية خارجة على الدستور: تعقد جلسات لمواضيع يمكن حلها بلا جلسات، وتمتنع عن الانعقاد في مواضيع بالغة الخطورة، كمثل اضراب المصارف والارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار.وخارج اطار المعقول، ان يشطب رئيس الحكومة، ومعه وزير الداخلية، بشحطة كتابين، استقلالية السلطة القضائية، وان يدعو الاثنان الضابطة العدلية الى عدم الامتثال لطلبات السلطة القضائية المختصة.وخارج اطار المعقول، ان يصف اعلام حزب سمير جعجع، الذي يزعمُ تزعمَ المعارضة، القاضية غادة عون بالاضحوكة، وان يعتبرها متمردة على قرارات السلطة التنفيذية، فيما جهات دولية واوروبية، ونواب من فئة التغيير، ومرجعيات قانونية وقضائية حالية وسابقة، وصولا الى مجلس القضاء الاعلى، تدعو الى التراجع عن الكتابين.وخارج اطار المعقول، ان يكون حاكم المصرف المركزي ملاحقا في الخارج، وان يدعي عليه القضاء اللبناني بتهم الاختلاس والتزوير وتبييض الاموال، ولو بغاية عرقلة التحقيق الاوروبي، وان يبقى في منصبه، وان تبلغ الوقاحة بالمنظومة حد مجرد التفكير بالتمديد له.وخارج اطار المعقول، ان يمتنع قضاء لبنان، بسبب التدخلات السياسية، عن تحقيق العدالة في قضية انفجار المرفأ، وان يَصدر قرار قضائي بريطاني يعري التلكؤ اللبناني، ويدعو كل المعرقلين الى لحظة خجل ووخز ضمير.خارج اطار المعقول… هكذا هو كل ما يجري اليوم في لبنان واللائحة تطول… حتى ان البعض لا يزال يتصرف وكأن شيئا لم يتغير، او كأن كل شيء سيعود الى ما كان عليه بمجرد انتخاب رئيس، خاصة اذا كان ابناً للمنظومة وفسادِها، او واصلا الى قصر بعبدا على ظهر دبابة الفوضى، الاخطر ربما من دبابات الاعداء.
 

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على