مشكلات لوجستية تهدد إمداد كييف بالأسلحة الغربية
over 2 years in الإتحاد
دينا محمود (لندن)
مع تصاعد مخاوف الأوساط الغربية من هجوم روسي متوقع في مطلع فصل الربيع على جبهات قتال عدة، يتخوف المخططون العسكريون في الدول الداعمة لحكومة الرئيس فولوديمير زيلينيسكي، من مشكلات لوجستية قد تحول من دون تكثيف عمليات إمداد القوات الأوكرانية بالأسلحة والعتاد، حتى إذا تم إعطاء الضوء الأخضر لذ لك.وفي خضم مشاورات مكثفة يجريها المسؤولون العسكريون في الدول الأعضاء بمجموعة الاتصال الخاصة بدعم كييف، لبحث سبل توريد مزيد من الذخائر وأنظمة الدفاع الجوي الأكثر تطوراً إلى قواتها، يحذر خبراء ومحللون، من أن أي تسريع لوتيرة إرسال إمدادات من هذا القبيل، سيؤدي لحدوث مشكلات في النقل، و«اختناقات» على المحاور المُستخدمة لذلك الغرض.ويشدد الخبراء، على أن خطوط الإمداد، التي تُنقل عبرها الأسلحة الثقيلة والذخيرة إلى كييف، باتت مكتظة بالفعل بالشحنات الموجودة عليها حالياً، والتي يؤكد المسؤولون العسكريون الأوكرانيون، أنهم في أمس الحاجة إليها، لمواجهة هجوم الربيع المرتقب.وتربط هذه الخطوط، بين الموانئ الأوروبية والمستودعات ومخازن الأسلحة في الدول الداعمة لإدارة زيلينسكي من جهة، ومحطات القطار ونقاط التجميع الرئيسة في أوكرانيا من جهة أخرى، وتمر من خلال طرق برية وشبكات سكك حديدية عابرة للحدود.وفي الوقت الذي يشير فيه مسؤولون غربيون، إلى أن الوقت ربما بات ينفد، فيما يتعلق بإرسال كميات أكبر من الإمدادات إلى كييف قبل حلول الربيع في غضون أسابيع قليلة، حذر مسؤولون في إدارة الرئيس جو بايدن، في تصريحات نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، من مغبة تجاهل التحديات، التي تكتنف عملية النقل المحتملة لأسلحة وذخائر إضافية إلى أوكرانيا.وأشار مسؤول رفيع مستوى في الإدارة الأميركية، رفض الكشف عن هويته، إلى أنه لم يجرِ على ما يبدو تقدير حجم هذه الصعوبات بشكل كافٍ، خاصة عبر المحاور الثلاثة الرئيسة التي تُستخدم في الوقت الحاضر، لإيصال العتاد العسكري المتجه إلى كييف، والتي تمر عبر رومانيا وبولندا وسلوفاكيا.وحذر المسؤول، من أن التأخر في إرسال الإمدادات الإضافية حتى أواخر مارس المقبل، سيحول من دون وصولها في الوقت المناسب، لأن خطوط الإمداد ستكون مكتظة تماماً في ذلك الوقت، على المحاور الثلاثة مجتمعة، وهو ما سيعطل نقل الأسلحة التي قد تستخدمها قوات حكومة كييف، لشن هجوم استباقي أو مضاد.ويجرى جانب كبير من عمليات التنسيق الخاصة بإرسال كميات الأسلحة والعتاد الإضافية، في مقر القيادة الأوروبية للجيش الأميركي الواقعة في ألمانيا.ويأتي ذلك بالتزامن مع تزايد المخاوف، من أن الاستهلاك المفرط للذخيرة من جانب الجيش الأوكراني في ساحة القتال، بات يشكل ضغطاً كبيراً على مُنتجي هذا النوع من العتاد في الدول الغربية، سواء كان الأمر يتعلق بالولايات المتحدة أو أوروبا، وهو ما عبرت عنه وزيرة الدفاع الهولندية كايسا أولونجرن بالقول مؤخراً، إن كييف تستخدم كميات كبيرة من الذخائر، ربما لم يكن الغرب يتخيلها في السابق على ما يبدو.