شخصيات سعودية تؤكد أهمية اتفاقية تشكيل مجموعة ثلاثية لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط

أكثر من سنة فى كونا

من مبارك العنزي

الرياض - 17 - 2 (كونا) -- اكد عدد من الشخصيات السعودية اهمية الاتفاقية التي وقعت الاثنين الماضي بين المملكة العربية السعودية والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية لتشكيل مجموعة ثلاثية من أجل إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط.
وذكرت الشخصيات أن هذه الاتفاقية جاءت في وقت مهم وحساس خاصة في ظل ما يشهده العالم من أحداث وما تشهده الساحة الفلسطينية بشكل خاص من تداعيات واعتداءات من قبل السلطات الاسرائيلية وقراراتها المتخذة بما يدفع الى مزيد من الاحتقان في الاراضي الفلسطينية المحتلة ويقوض اي جهود للتوصل الى اتفاق بين الطرفين وإحلال السلام في المنطقة.
واكد رئيس منتدى الخبرة السعودي الدكتور أحمد الشهري في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان القضية الفلسطينية شكلت منذ عام 1948 الاهتمام الأول والمصيري للسعودية وأشقائها في دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي لتحرير الأراضي الفلسطينية وفق المبادرة العربية التي اقترحتها السعودية وعرضت في قمة بيروت 2002 القاضية بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وعودة المهجرين.
وقال ان المملكة عملت على مدى تاريخها وملوكها وبمؤازرة الأشقاء في دول الخليج والوطن العربي على دعم القضية الفلسطينية وتقديمها في المحافل الدولية باعتبارها القضية الأولى والمصيرية للوطن العربي والعمل من اجل ايجاد حلول سلمية تعيد الحق الفلسطيني لأهله في ظل صلف الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة التي عملت على قضم الأراضي الفلسطينية وتشجيع الاستيطان وبؤره من المتطرفين الذين يحظون بالدعم والصمت عن ممارساتهم الإرهابية من قتل وتجريف الأراضي وهدم المنازل واستخدام السلاح الحي لقتل الفلسطينيين.
وأضاف ان الاتفاق الذي تقوده المملكة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية على تشكيل مجموعة عمل لتنسيق الجهود وتشجيع الشركاء الدوليين على إظهار التزامهم بمبدأ حل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين يأتي وسط مخاوف دولية من تطور الخلافات بين الجانبين.
وأكد الشهري أن هذا الاتفاق يشكل أهمية لإعادة الزخم لهذه القضية ولفت نظر المجتمع الدولي لما قد ينجم في الأراضي الفلسطينية من انفجار العنف من جديد والذي سيطال جميع الأطراف في ظل وجود حكومة اسرائيلية هشة لا تستطيع السيطرة على العصابات المنفلتة التي قد تثير العنف والتطرف مما قد يعرقل أي مساع حميدة لإنعاش عملية السلام المتعثرة.
وبين ان هذا الاتفاق يشكل خريطة طريق إذا وجد ضغط دولي على إسرائيل لقبول عملية السلام والعودة لطاولة المفاوضات وسيكون لها أثر بالغ على السلام في المنطقة التي تعاني عدم الاستقرار وتوقف التنمية نتيجة التوترات والتدخلات الخارجية.
واضاف أن وجود السعودية بثقلها السياسي والاقتصادي ومكانتها الدينية سيجعل لهذا الحراك قوة ومصداقية وموثوقية وقبولا لدى المجتمع الدولي بصفتها حليفا موثوقا للفلسطينيين والدول العربية وشريكا فاعلا مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحده الأمريكية والصين وروسيا في ظل الانقسام الدولي بسبب الحرب الروسية الأوكرانية وما أفرزته من تداعيات تحتم العمل على صياغة حلول للقضية الفلسطينية تكون منطلقا لحل بقية القضايا الساخنة سواء في أوكرانيا أو بحر الصين أو ليبيا ولبنان وسوريا.
ولفت الشهري الى ان "هذا هو ما تسعى له المملكة لدعم الأمن والسلم العالميين والعالم يرى ما أحدثته الزلازل في تركيا وسوريا مما يوجب وقف الحروب وحل الأزمات والالتفات لخدمة الإنسانية والأمن الغذائي والمائي والصحي وهذا هو غاية ما تأمله السعودية وتسعى له رؤية المملكة 2030 ومبادرة الشرق الأوسط الجديد".
ومن جهته قال المستشار السابق بوزارة الخارجية السعودية والكاتب والباحث في العلاقات الدولية سالم اليامي في تصريح مماثل ل(كونا) ان لهذه الاتفاقية ضرروة في الوقت الذي تتعسف إسرائيل في استخدام القوة والقيام بأعمال غير قانونية وغير شرعية في بناء المستوطنات مما يفاقم مخاطر الصراع في منطقة الشرق الأوسط.
وأشار اليامي الى انه في ظل غياب مبادرات جادة وحقيقية لتحريك عملية السلام في المنطقة تأتي أهمية هذه الاتفاقية التي توحد جهود أطراف دولية فاعلة للبحث عن حلول تعيد الأمل للفلسطينيين بالدرجة الأولى وتعيد الحركية والعملية لمبادرات السلام القائمة على حل الدولتين والمرحب بها عالميا.
ومن جانبه أوضح أستاذ العلوم السياسية السعودي الدكتور منيف بن ملافخ ل(كونا) ان أهمية هذه الاتفاقية الثلاثية يمكن ان تحرك المياه الراكدة المحيطة بعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد توقف طال أمده في ظل غياب منظور سياسي لإيجاد حل سلمي للصراع وفشل الجهود المبذولة من قبل الدول المعنية بسبب التعنت الإسرائيلي مما أدى الى تزايد عدد ضحايا العنف والصراع والتوتر بين الجانبين.
وقال بن ملافخ ان الاتفاقية ادانت قرار الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بإضفاء الشرعية على تسع بؤر استيطانية في الضفة الغربية المحتلة الأمر الذي اثار حفيظة المجتمع الدولي حيث عبر عن رفضه لأي تغيير في الوضع القانوني بالأراضي المحتلة.
وأوضح ان الاتفاقية الثلاثية قد تدفع بالجهود لتحريك عملية السلام الى آفاق ارحب من التعاون وطرح الأفكار ووجهات النظر المتبادلة بين الدول المعنية للوصول الى صيغة مشتركة تمهد لاستئناف عملية السلام بأفكار وحلول مبتكرة تكسر حالة الجمود السياسي التي تهيمن على الوضع بين الجانبين.
وأعلن الاتحاد الأوروبي الاثنين الماضي عن اتفاق مع المملكة العربية السعودية وجامعة الدول العربية على تشكيل مجموعة ثلاثية من أجل إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط لوضع مقترحات من أجل مقاربة اقليمية شاملة تستهدف تحديد المساهمات التي يمكن للحكومات والمنظمات الدولية تقديمها حول السلام الشامل. (النهاية) م د م / ش م ع

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على