انطلاق أعمال الجمعية السينودسية القارية للكنائس الكاثوليكية في الشرق الأوسط بقداس في حريصا

أكثر من سنة فى ن ن أ

 

وطنية - انطلقت أعمال اليوم الأول من الجمعية السينودسية القارية للكنائس الكاثوليكية الشرق الأوسط في بيت عنيا - حريصا، والتي تمتد من 13 إلى 18 من الحالي، برئاسة بطاركة الشرق الكاثوليك؛ رئيس مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، بطريرك الروك الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، بطريرك الكنيسة القبطية الكاثوليكية الانبا ابراهيم اسحق، بطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك بابل على الكلدان الكاردينال مار لويس رافايل ساكو، بطريرك كيلكيا للأرمن الكاثوليك رافائيل بدروس الحادي والعشرون  بطريرك القدس للاتين بيير باتيستا بيتسابالا، في حضور الامين العام لسينودس الأساقفة الكاردينال ماريو غريغ، منسق الجمعية العامة المقبلة لسينودس الأساقفة، الكاردينال جان كلود هولريغ، رئيس أساقفة اللوكسمبورغ الناطق الرسمي العام للجمعية العادية العامة السادسة عشرة لسينودوس الأساقفة، نائب الأمين العام لسينودس الأساقفة الاخت ناتالي بيكار، وجمع من المطارنة والإكليروس من كهنة ورهبانيات وعلمانيين وناشطين في حركات شبابية ونسائية من مصر وسوريا والأردن والأراضي المقدسة والعراق ولبنان ومجموعة من جمعية "أنت أخي".
 
وتأتي هذه الجمعية السينودسية القارية بعد سنة ونصف السنة على افتتاح المسار السينودوسي، الذي شارك فيه الملايين من أبناء الكنيسة الكاثوليكية حول العالم في مرحلته الأولى الإستشارية، وينتقل اليوم إلى مرحلته الثانية القارية. وبناء على طلب قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس من أبناء الكنيسة الكاثوليكية في العالم "مراجعة حياتهم المسيحية" وال "السير معا" على ضوء الإنجيل ومستلزمات الزمن الحاضر تحضيرا  للسينودس الذي سيعقد في حاضرة الفاتيكان في تشرين الأول 2023 و 2024، بعنوان :"من أجل كنيسة  سينودسية: شركة ومشاركة ورسالة".
  
بعد جلسة الإفتتاح كانت جلسات صلاة وحوار روحي، خلصت إلى تأكيد 3 خطوات من السير معا، أولها، الإنطلاق معا بالمسيرة والصلاة مع تشديد على قوة الكلمة الذي نصب خيمته بيننا ويسير معنا وفي وسطنا. ثانيا، إرشادات شددت على أهمية الإصغاء لبعضنا البعض ولكلمة الله، لأن الكنيسة السينودسية هي كنيسة إصغاء. كما ركزت على التعارف وعيش خبرة الأخوة وكسر الرسميات والانخراط في السينودس كأننا كنيسة الله في هذه المنطقة مع ما فيها من تعدد غني ومن الصعوبات والكوارث. أما الخطوة الثالثة فهي بدء الحلم السينودسي الذي ينطلق من الانخراط في المعية ضمن السياق الوطني الواحد وعلى ضوء التحديات في حياة الكنائس والتحديات المجتمعية والمسكونية والعلاقة مع أبناء الأديان الأخرى. 
 
قداس احتفالي في بازيليك سيدة لبنان
 
 تكلل اليوم الأول بقداس احتفالي في بازيليك سيدة لبنان - حريصا، ترأسه الراعي مع سائر بطاركة الشرق الكاثوليك وألقى خلاله عظة حملت عنوان "لم أنتم خائفون هكذا؟ ولم ليس فيكم إيمان؟" شدد فيها على أولوية الإيمان، وقال: "الإيمان عطية من الله، وفضيلة فائقة الطبيعة. هذا ما قاله يسوع لسمعان بطرس عندما أعلن إيمانه في قيصرية فيلبس بأنه "المسيح إبن الله الحي"، فكان جواب يسوع: "طوبى لك يا سمعان بن يونا، فإنه لا لحم ولا دم أظهرا لك ذلك. لكن أبي الذي في السماوات". الإيمان لكي يبقى حيا يحتاج إلى النعمة الإلهية الدائمة. ونحن بالصلاة وممارسة الأسرار وكلمة الله ننعشه ونغذيه، ونعيشه بأفعالنا وتصرفاتنا وسيرة حياتنا. هو ليس مجرد تحليل فكري عقلاني. الإيمان هو الأساس لمعرفة أسرار الله. فكم نرى من أشخاص أميين يعيشون الإيمان أكثر من علماء في اللاهوت".
 
وتابع: "لكي نعيش آية تسكين الرياح وأمواج البحر، لكون الإنجيل ليس مجرد قصة من الماضي، بل هو واقع نعيشه مع تبدل الأشخاص والأمكنة والظروف والأزمان، فيما "يسوع المسيح هو هو أمس واليوم وإلى الأبد" (عب 13: 8)، لا بد من قراءة رمزية للنص الإنجيلي. السفينة هي الكنيسة، ومدنيا الدولة. التلاميذ هم رعاة الكنيسة، ومدنيا المسؤولون السياسيون. البحر هو العالم بوجهيه الفسيح والمحدود. الرياح والأمواج هي الصعوبات والمحن والإضطهادات والثورات والإحتجاجات".
 
وعن الكنيسة السينودسية، قال الراعي: "هي هذه السفينة التي تمخر بحر هذا العالم الهائج بأزمات الحروب وويلاتها، ومآسي الشعوب الفقيرة والمهجرة والمهاجرة، وبأزمات الإلحاد والإيديولوجيات والروح المادية والإستهلاكية التي تشوه الإيمان وتخنقه في قلوب المؤمنين، وبأزمات التعليم اللاهوتي والأخلاقي المناهض لتعليم الكنيسة. كل هذه المسيرة السينودسية، على مستوى الإستشارات في العالم بالوثيقة التحضيرية، واليوم على مستوى القارات بالوثيقة الخاصة بها، وفي تشرين الأول على مستوى الجمعية العمومية برئاسة قداسة البابا فرنسيس، إنما تسعى إلى شد أواصر الشركة والمشاركة، بهدف تحقيق رسالتها بإعلان أفضل وأشمل لإنجيل يسوع المسيح. أعاننا الله على ذلك بشفاعة أمنا مريم العذراء سيدة لبنان وأم الكنيسة".

                     ========== ل.خ
 

شارك الخبر على