موسكو تعلن السيطرة عى بلدة في خاركوف.. وأوروبا تسرّع وتيرة تزويد كييف بالأسلحة

أكثر من سنة فى البلاد

أيام قليلة وتتم العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا عامها الأول، حيث تستمر المعارك، اليوم الجمعة، ويحاول الجيش الروسي بسط السيطرة الكاملة على مناطق أوكرانية، فيما تواصل كييف المقاومة بدعم لوجستي وعسكري من الغرب. وقد شنت روسيا هجوما واسعا اليوم بعشرات الصواريخ والطائرات المسيرة المتفجرة التي استهدفت عددا من مواقع الطاقة في أوكرانيا.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عن السيطرة على بلدة دفوريتشنوي، التابعة لمنطقة خاركوف والواقعة شمال مدينة كوبيانسك، بالكامل. جاء ذلك ضمن التقرير اليومي لوزارة الدفاع الروسية حول سير العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا، حيث تابع التقرير بأن القوات الروسية دمرت مستودعي ذخيرة تابعين للقوات الأوكرانية في منطقة سلافيانسك وأرتيوموفسك (باخموت) بجمهورية دونيتسك الشعبية، كما دمرت أنظمة الدفاع الجوي الروسية 12 طائرة مسيرة واعترضت 14 قذيفة لراجمات الصواريخ أميركية الصنع "هيمارس".

يأتي ذلك فيما أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، اليوم الجمعة، أن الاتحاد الأوروبي سيسرع من وتيرة تزويد أوكرانيا بالمعدات العسكرية بما فيها الدفاع الجوي، وذلك إثر هجمات صاروخية روسية جديدة على الأراضي الأوكرانية. وقال ميشيل عبر حسابه على "تويتر" إن الهجمات الروسية التي وصفها بالعشوائية على المدن الأوكرانية لن تردع أوكرانيا أو شركاءها.

وفي وقت سابق، ذكرت وكالة الأنباء الأوكرانية أن القوات الأوكرانية أسقطت 10 صواريخ روسية في سماء العاصمة كييف. وأشارت الوكالة إلى أن القوات الروسية أطلقت عددا كبيرا من صواريخ إس-300 على أوكرانيا الليلة الماضية، ومن بينها ما يصل إلى 35 صاروخا في منطقتي زابوريجيا وخاركيف.

وتزامنا، أعلن القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية الجنرال فاليري زالوجني عن إطلاق روسيا صاروخين من طراز كاليبر كروز من البحر الأسود، اخترقا المجال الجوي لدولتي مولدوفا ورومانيا قبل وصولهما لأوكرانيا، إلا أن رومانيا نفت عبور صواريخ روسية لمجالها الجوي.

وفي وقت مبكر من اليوم الجمعة، قصفت قوات روسية البنى التحتية الحيوية في خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، وشنت عدة ضربات على البنية التحتية للطاقة في زابوريجيا حيث صعدت موسكو هجماتها في جنوب وشرق أوكرانيا، وانطلقت صفارات الإنذار للتحذير من الغارات الجوية في مختلف أرجاء البلاد. وقال سكرتير مجلس مدينة زابوريجيا، أناتولي كورتييف، إن المدينة تعرضت للقصف 17 مرة في ساعة واحدة، والتي قال إنها أكثر فترات الهجمات كثافة منذ بداية الغزو الشامل في فبراير 2022.

وشهدت الأسابيع الأخيرة تقدم القوات الروسية لأول مرة منذ نصف عام، معززة بعشرات الآلاف من المجندين الجدد، في معارك شتوية لا هوادة فيها يصفها الجانبان بأنها من أكثر الحروب دموية.

وفي أعقاب زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لندن، قبل أن ينتقل إلى باريس وبروكسل، أمس الخميس، لحض الحلفاء على تزويد بلاده بطائرات مقاتلة لاستخدامها ضد الروس، أعلنت بريطانيا أنها تدرك "المخاطر التصعيدية المحتملة" لتزويد أوكرانيا مزيدا من الأسلحة الغربية، بينما قللت من احتمال تسليم كييف مقاتلات "تايفون" من طرازات قديمة.

وقالت بريطانيا إنها ستبدأ تدريب طيارين أوكرانيين، إضافة إلى النظر في إرسال طائرات "على المدى الطويل"، رغم ما يعتري الولايات المتحدة وحلفاء آخرين في حلف شمال الأطلسي من قلق من التورط أكثر في الحرب.

من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن الطائرات المقاتلة التي تطالب بها أوكرانيا لا يمكن "تحت أي ظرف" أن يتم "تسليمها في الأسابيع المقبلة"، مؤكدا أنه يفضل أسلحة "أكثر فائدة" ويكون تسليمها بشكل "أسرع".

وطوال جولته الأوروبية يومي الأربعاء والخميس، أصر الرئيس الأوكراني على أن بلاده بحاجة إلى طائرات مقاتلة لإنهاء الحرب التي تقودها روسيا.

في المقابل، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا لم تبدأ القتال في أوكرانيا بل تسعى لوقفه، وأن النازيين هناك وداعميهم هم من شرعوا في القتال.

وقال بوتين في اجتماع مع ممثلين عن صناعة الطيران: "أريد أن أقول ذلك مرة أخرى: لم نبدأ أي قتال، بل نحاول إنهاءه"، بحسب ما نقلت عنه وسائل الإعلام الروسية.

وأضاف أن القتال بدأ من قبل النازيين في أوكرانيا، وأن المهمة الرئيسية الآن تهيئة كافة الظروف للحفاظ على روسيا وتنميتها وتعزيز طاقاتها، وحماية تاريخها.

يأتي ذلك فيما ردّ متحدث الكرملين دميتري بيسكوف على الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي قال إن الرئيس الروسي بوتين خسر حرب أوكرانيا، بأنه ما من أدنى شك بنجاح العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وقال بيسكوف: "ليس لدينا سبب للشك. السيد بايدن لا يأخذ في الحسبان المستوى غير المسبوق لتوحد المجتمع حول بوتين"، وأضاف أن هذا هو النجاح.

بدوره، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن روسيا ستصمد أمام الحرب الهجينة التي أطلقتها ضدها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون.

وقال لافروف في برقية التهنئة بمناسبة العيد المهني للدبلوماسيين في روسيا: "هذا العام نحتفل بعيدنا في ظل الحرب الهجينة التي شنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد بلادنا".

وأضاف: "لا شك أن روسيا ستصمد في أوقات المحن القاسية وستتجاوزها حتى تصبح أقوى".

وتقول كييف إنها تتوقع أن توسع موسكو نطاق هذا الهجوم بدفعة كبيرة مع اقتراب الذكرى السنوية للعملية العسكرية التي بدأت في 24 فبراير.

وقالت روسيا إنها دمرت أربعة مخازن مدفعية أوكرانية في منطقة دونيتسك. وقال الجيش الأوكراني إنه خلال آخر 24 ساعة، واصلت القوات الروسية هجماتها في مناطق كوبيانسك وليمان وباخموت وأفديفكا ونوفوبافليفكا وفوليدار.

وتحدث سيرهي هايداي، الحاكم الأوكراني لمنطقة لوغانسك بشرق البلاد الذي تخضع غالبيته للسيطرة الروسية، عن هجوم روسي جديد كبير حول كريمينا على امتداد الشريط الشمالي من الجبهة الشرقية. وقال للتلفزيون الأوكراني: "حتى الآن لم يحرزوا نجاحا كبيرا، وقواتنا الدفاعية صامدة هناك".

وأطلقت روسيا عمليتها العسكرية في أوكرانيا لمحاربة ما تصفه بأنه تهديد أمني تتسبب فيه علاقات أوكرانيا بالغرب. وتقول أوكرانيا والغرب إن الحرب الروسية استيلاء غير مبرر على الأرض.

شارك الخبر على