آخرها «إعلانات التقشف».. من المسئول عن تجميل سياسات الحكومة؟
almost 9 years in التحرير
"طفل معه جيشه.. وطفل فقد جيشه"، لوحة وضعت على بوابات الإسكندرية، فكانت حديث الرأي العام خلال نهاية عام 2015، حيث ظهر فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي وإلى جواره طفل، خلال افتتاح قناة السويس الجديدة، وفي نفس اللوحة، وضعت صورة للطفل السوري إيلان، الذي توفى بعدما غرق مركب هجرة غير شرعية، كان يقله وسوريين آخرين إلى اليونان، حيث استقر جثمانه على الساحل التركي.
وفي حينها، لاقت تلك الدعايا استحسان الكثيرين، عرفانًا بالدور الذي لعبه الجيش في حماية مصر من الانزلاق إلى مخطط انهيار الدولة، وانحيازه للشعب في ثورة 30 يونيو، إلا أنه لاحقتها انتقادات بسبب وضع صورة الطفل "إيلان"، حيث رأى البعض أنه لم يراع مشاعر اللاجئين السوريين، فضلًا عن وضع صورة لجثة طفل ميت.
وقبيل حلول عيد الأضحى المبارك بأيام، انتشرت في شوارع القاهرة الكبرى لافتات تروج لبرنامج الحكومة الاقتصادي، فحملت شعار "نقدر قوي.. نزود صادراتنا.. وتكبر مواردنا.. يا مصر.. بالإصلاح الجريء نقصر الطريق".
الكل تساءل حول من صنع تلك الحملة وخطط لها.. وهو ما تحاول أن تجيب عليه "التحرير".
مصدر مطلع كشف لـ"التحرير" أن الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء، شريف إسماعيل، التقيا الخبير الإعلامي، الدكتور سامي عبد العزيز، عدة مرات، وفي مناسبات مختلفة، فالأخير كان من بين واضعي برنامج حفل الاحتفال بافتتاح قناة السويس، كما أنه قدم نصائح كثيرة في وضع "شعارات" للمرحلة الحالية، بحكم خبراته الضخمة في المجال الإعلاني.
"عبد العزيز" عميد كلية الإعلام الأسبق، وأستاذ الإعلان، الذي ترك منصبه بعد حركة طلابية كبيرة، طالبت برحيله لعلاقته بنظام الرئيس المخلوع، حسني مبارك، وأنه كان أحد أعضاء لجنة السياسات بالحزب الوطني المنحل، ومن بين المباركين لملف توريث الحكم لـ"جمال مبارك".
وقد اجتذبت الحركة الطلابية التي نهضت للإطاحة بـ"عبد العزيز"، اهتمام الصحف الدولية، فنشرت صحيفة "نيويورك تايمز"، في إبريل عام 2011، تقريرًا حول الأمر، جاء فيه أن "سامى عبد العزيز، عميد كلية الإعلام (في حينه)، كان يقارن قبل الثورة القيادة الملهمة لمبارك بكل من غاندى وتشرشل وديجول وكينيدى، وقال إنه بفضل مبارك، أصبح للمصريين الحق فى الاحتجاج متجاهلاً القمع الوحشى الذى مارسته الشرطة، ثم تراجع بعد جمعة الغضب في 28 يناير وانتشار الاحتجاجات، وقال إن مصر يمكن أن تتعلم شبابها".
أقواله قبل الثورة
23 يناير 2011: "عندما يأتي بعض الشباب، مدفوعين بأجندات خارجة عن اهتماماتهم، ويحاولون إفساد هذا اليوم، ففي هذه الحالة نكون كمن يعاقب الآخرين بإشعال النار في نفسه.. فهو الضحية وهو المعذب، إذا سألت كثيراً منهم، ولم ستتظاهرون؟ وما هو المطلوب بالضبط؟.. ستتباين الإجابات بشكل كبير.. وقد لا تجد إجابة لدى غالبيتهم.. قد يقول قائل منهم: نريد أن نكون مثل التوانسة! دون أن يفكروا في حجم الفجوة الهائلة بين مصر وتونس".
11 يوليو 2010: " الحزب الوطني ليس حزباً سياسياً وكفي، ولكنه في ظني، منظومة وطنية للعمل الحزبي الخلاق، ورؤية شاملة للغد، في إطار المشاركة الوطنية الفعالة، وفي إطار التفكير المستقبلي المنتظم".
25 إبريل 2010: "حسنا فعل الأمين العام للحزب الوطني السيد صفوت الشريف عندما أعلن أن الحزب الوطني لا يضرب شباب الأمة بالرصاص ولكنه يستقبلهم بالأحضان، وعندما أكد أن الشباب من حقهم أن يعبروا عن رأيهم بصراحة، فهم نتاج حرية غير مسبوقة أقرها الرئيس مبارك، وساندها، وجعلها شعاراً تنفيذياً لعهده.. وحسنا فعل الأمين العام المساعد السيد جمال مبارك عندما أكد فعلاً وتطبيقاً حق الأفراد في التعبير عن آرائهم بغير خوف وذلك أثناء زيارته لإحدي قري محافظة الدقهلية، وحواراته مع أبناء هذه القرية وفلاحيها".
وفي رسالة وجهها لـ"مبارك" قال فيها: "شكراً سيادة الرئيس، لأنك علمتنا الدرس جيداً.. علمتنا أن القيادة مسئولية، والمسئولية تبعات يجب علي صاحبها الوفاء بها، والتبعات تحتاج إلي نظام يعمل بدقة، وأن النظام يحتاج إلي تحديد دقيق لوظائف كل بعد منها.. لقد أنشأت نظاماً سياسياً للدولة، وأنشأت آليات موضوعية لتصريف الأمور وإدارة القضايا.. لقد أصبحت مصر دولة متكاملة الأركان ديمقراطياً".