الرياض وموسكو.. لقاء تاريخي وشراكة اقتصادية بقيمة ٣ مليارات دولار

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

لأول مرة منذ 90 عاما، يسجل العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، أول زيارة لملك في تاريخ المملكة إلى موسكو، حيث وصل مساء أمس الأربعاء، في زيارة رسمية ستشهد عقد قمة مع الرئيس فلاديمير بوتين.

وعبّر الكرملين عن أمله بأن تعطي تلك الزيارة، دفعة لتطوير العلاقات الثنائية في شتى المجالات، والتعاون في قضايا المنطقة.

وتشكل الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين لموسكو، وعقد القمة السعودية ـ الروسية، أهمية كبرى، ليس فقط لكونها الزيارة الأولى التي يقوم بها ملك سعودي إلى الكرملين منذ تأسيس المملكة على يد المؤسس عبدالعزيز آل سعود، ولكن لأهمية التوافق بين البلدين الكبيرين في الكثير من القضايا التي تشغل الساحة العالمية حالياً.

بداية العلاقات الثنائية

يذكر أن أول زيارة قام بها مسؤول سعودي لموسكو، كانت في العام 1932، وهو العام الذي شهد إعلان تأسيس المملكة العربية السعودية وقام بها الملك الراحل فيصل، عندما كان وزيرا للخارجية في عهد والده الملك المؤسس.

وقبل تلك الزيارة التي يقوم بها الملك سلمان، قام بزيارة حين كان أميرا لمنطقة الرياض في يونيو 2006، والتقى حينها الرئيس الروسي بوتين في إطار تعزيز وتطوير علاقات قوية وراسخة بين الرياض وموسكو.

وفي فبراير 2007 قام الرئيس الروسي فلادمير بوتين بزيارة رسمية تاريخية للرياض، هي الأولى من نوعها، أجرى خلالها مباحثات مع الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز تركزت حول التطورات في المنطقة، وبخاصة في العراق، وفلسطين، إضافة إلى الملف النووي الإيراني.

اهتمام وسائل الإعلام السعودية

أولت وسائل الإعلام في السعودية اهتماما كبيرا لزيارة الملك سلمان إلى روسيا، وتصدرت عناوين هذه الزيارة التاريخية كبريات الصحف السعودية.

وفي هذا الشأن، كتبت صحيفة عكاظ، تحت عنوان "الرياض وموسكو.. تعاون يعمق الشراكة"، مشيرة إلى أن "الملك سلمان وبوتين يبحثان في قمة الكرملين تقلبات المنطقة، ويوقعان اتفاقات استراتيجية.

أما صحيفة "سبق" الإلكترونية، فقد نشرت تقريرا مصورا يوثق وصول العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى موسكو. وجاء ذلك، تحت عنوان " بالصور.. خادم الحرمين الشريفين يصل إلى روسيا لبدء زيارة غير مسبوقة".

كما نشرت صحيفة "الرياض" ملفات متنوعة لهذه الزيارة التي وصفتها بالتاريخية، نقلت في صدارتها تصريح الملك سلمان بن عبد العزيز لدى وصوله إلى موسكو، مبرزة قوله: "زيارة روسيا ستسهم في خدمة السلم والأمن الدوليين".

تصريحات روسية

من جهته، اعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أن زيارة الملك سلمان لموسكو ستساهم في استقرار منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا أنها تشكل انعطافة حقيقية في علاقات البلدين، متوقعاً انتقال التعاون بين الرياض وموسكو إلى مستوى جديد تماما.

وأوضح لافروف، أن موسكو تشارك الرياض القناعة "بضرورة تحقيق مزيد من التطور المتصاعد" في علاقات البلدين على مختلف الأصعدة، بما في ذلك جهود ضمان الإستقرار الإقليمي والعالمي.

وكشف أن هناك حوارا متواصلاً على أرفع المستويات بين الرياض وموسكو، "بدأ في تحقيق جملة من الثمار الملموسة"، وشدد على أهمية استمرار التنسيق فيما يخص الأزمات الإقليمية واتفاق خفض إنتاج النفط.

اتفاقيات بالمليارات

ينتظر أن تشهد زيارة العاهل السعودي إلى روسيا، توقيع أكثر من 10 اتفاقيات كبرى، من شأنها أن ترسم خارطة مستقبل العلاقات بين البلدين روسيا والسعودية.

وأعلن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، أن قيمة اتفاقيات الاستثمار المتوقعة خلال الزيارة تزيد على 3 مليارات دولار.

ومن بين الاتفاقيات المتوقعة تأسيس صندوق بقيمة مليار دولار للاستثمار في مجال التكنولوجيا، والتعاون في مجال تحلية المياه وترشيد استخدام الطاقة في مكيفات الهواء، بالإضافة إلى استثمار سعودي في الطرق الخاضعة للرسوم في روسيا.

ونقلت وزارة الطاقة الروسية عن نوفاك قوله، إن الاتفاقيات ستتضمن صفقة بقيمة 1.1 مليار دولار تقوم شركة البتروكيماويات الروسية سيبور بموجبها ببناء مصنع في السعودية.

ومنحت الهيئة العامة للاستثمار السعودي تراخيص لـ 4 شركات روسية للعمل بشكل كامل في مجال الإنشاءات.

أما في قطاع التعدين، كشف الرئيس التنفيذي لشركة معادن، عن عزم الشركة توقيع عدة اتفاقيات مع روسيا بالإضافة لرغبة روسية لخلق شراكات مع السعودية في مجال التعدين وصناعة الألمنيوم.

شارك الخبر على